الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

زلزال القلوب.. والله لسة بدري يا شهر الصيام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كل عام، في نهاية شهر رمضان الكريم، أشعر بقبضة خوف رهيبة تعصر القلب مما ينتظرنا بعد رحيل شهر البركة والخير الذي يمنحنا الصبر على أي شيء.. فيارب كل إنسان يستمتع بالرضا حتى ينتهي طوفان الأخبار المفجعة

 

يودع المسلمون في جميع أنحاء العالم هذه الأيام شهر رمضان المعظم الذي تنقضي أيامه المباركة في غضون ساعات معدودات.. وفي أم الدنيا مصر لا تخلو عيون أبناء المحروسة من الرغرغة بالدموع الحارة المتألمة على رحيل شهر الخير والبركة الذي يشعرون فيه بأحاسيس روحانية لا يمكن وصفها.. فإن كتبت لهم الحياة فهم ينعمون بالصوم والتقرب إلى الله وإن كتب عليهم أو على أحبائهم الموت فإنهم لا يحزنون على فقيدهم طامحين في عفو وكرم الله بالرحمة والمغفرة لعباده.

وعلى أنغام وكلمات الأغنية الخالدة: تم البدر بدري.. والأيام بتجري.. والله لسة بدري والله يا شهر الصيام، يشعر كل ذوي الإحساس بثقل رهيب لكلمات هذه الأغنية الساحرة على نفس كل من يذوب عشقا في أيام شهر رمضان المعظم، وخصوصا لما بتيجي لمنطقة: بتحلف يتيمك ما تلمح دموعه.

فمنذ أن فتحنا أعيننا على هذه الدنيا ونحن لا نرى فرحة تعادل فرحة أيام الشهر الفضيل.. وكنت أنا وأمي، نور قلبي الذي انطفأ وجلاء صدري الذي رحل، ندخل في نوبة بكاء غير مبررة، انذاك طبعا، ونحن نسمع هذه السيمفونية المزلزلة خوفا من انقضاء هذه الأيام المباركة وعدم تكرارها ونحن معًا.

فرمضان شهر خير وبركة ليس على المستوى الخطابي والإنشائي، وإنما على المستوى الفعلي فهو مناسبة عظيمة للتسامح والتكافل والقرب إلى الله، ويستشعر كل من يحب هذا الشهر جمال صفائه الروحاني سواء في العبادات التي يؤديها شكرا لله على أنعمه، أو في المعاملات التي يبتغي من خلالها القرب للخالق العظيم ومساعدة المحتاجين ونزع الغل من صدور الفقراء والمساكين.

ومع دخول رمضان يشعر الذين في قلوبهم خير بجرعة أمن وطمأنينة غير عادية، وكيف لا وهو شهر تصفد فيه الأغلال والشياطين إلا من حرم من رحمة الله وغفرانه فمن منا لا يغفر لجاره "لأجل خاطر رمضان"، ومن منا لم ينته عن فعل الذنوب إكراما وإجلالا لحرمة الشهر الفضيل، بل ومن منا لم تدمع عيناه من خشية الله وهو يتدبر عظمة الشهر الكريم.

أما مع قرب رحيله كما في هذه الأيام تنقلب هذه الأحاسيس تماما، حيث يحل الحزن والاكتئاب على الفراق محل الشوق والسعادة بالقرب من رمضان، وتظل الدموع تجري والنفس تنقبض لما ينتظرنا بعد انتهائه من ويلات، فما أصعب أن تتبدل الأحوال بعد رمضان بعد تحرير الشياطين من أغلالهم وحين ترى الشر يتطاير من عيون بعض المنافقين الذين اضطروا للاستقامة في أيامه ويتشوقون لتعويض ما فاتهم من مفاسد بعد رمضان.

إلى أن يأتي العيد بفرحته التي قد تمنحنا طاقة مؤقتة للصبر على مفارقة شهر البركة والإحسان وتعيننا على انتظار رمضان القادم، ويدعو المؤمنون العاشقون لرمضان دائما أن يطرح الله البركة في أيام رمضان وغيرها وأن يجنبهم ما بعد رمضان.