الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دموع الكبير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تقاس قوة الحكم باحتفائه واهتمامه بأكثر الفئات ضعفا وتهميشا، وبقدر أولوية احتضان هذه الفئات يكون نجاحه بل ومشروعيته الإنسانية.

وليس جديدا علينا مشهد دموع الكبير، كبير هذه الأمة، الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسى، هذه الدموع التى تمس قلوبنا وتلهب فينا تلك العواطف، والمشاعر الجياشة، تجاه أنبل ما فى هذا المجتمع على الإطلاق، أبناؤنا من ذوى الهمم أحد أسباب نزول الرحمات من السماء.

يستدعى فينا الرئيس مشاعر العطف والرحمة وهو يحتفى بذوي الهمم كما فعل من قبل معهم مرتين، سُنة حميدة لم يفعلها غيره، فهو رجل الأفعال الإنسانية التى لا تقبل المزايدة، والاستثنائية التى تفيض حبا، رجل يسعى بما يفعل أن يكون ذلك حجة له لا عليه، أمام الله قبل الناس، وفى الآخرة قبل الدنيا، إنه فعل خالص لا يريد به جزاء ولا شكورا ولا شعبية، بل لقى بها وجه الله هكذا يؤمن، ولهذا يفعل. 

شاهدت بعينى كيف يخفض الرئيس جناح التواضع من الرحمة، فى لقاءات الندوات التثقيفية التى تنظمها الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، كيف يطيل الاستماع لأسر الشهداء بهدوء وصبر جميل، كيف يقبل رأس الأمهات اللاتي يبكين أبناء شهداء، لا أنسى مشاهد احتضانه للأطفال الذين تشبثوا به وعانقوه يلتمسون لديه الأمان والطمأنينة. 

كثيرة هى تلك المشاهد الآسرة التى لن يطويها النسيان، ما زلت أذكر هذا الرجل الفلاح البسيط الذى حضر إحدى هذه اللقاءات فإذا به يفاجئ الحضور أثناء نزول الرئيس ومغادرته القاعة ليعلن بصوت جهورى مخاطبا الرئيس: "انت رجل عظيم ومحترم ومؤدب وبنى آدم احنا ماشوفناش زيك "•• كانت القاعة تنصت لعبارات الرجل الذى يقف فى نهايتها يتحدث بعفوية شديدة، والرئيس يسمع بتواضع شديد وحياء لا تخطئه عين، ثم مضى شاكرا فى هدوء وكأنه يتوارى عن الأنظار من عبارات ثناء مستحق ومديح فى محله تماما. 

هذا الرجل شديد الإنسانية، جعلها عنوان حياة، فهو الذى يقرر بقلب جريء من أجل الوطن ما لا يتوقعه أو يستطيعه أحد، هو نفسه الذى يجبر كسر ضعاف هذه الأمة، فيعتذر لسيدة تم التجاوز فى حقها: اقبلى اعتذارى أنا، كانت هذه بداية لما هو قادم أدركنا وقتها أنها لمسة إنسانية بنت لحظتها، لكن ما جرى بعدها كشف لنا أنها مبدأ حكم وسياسة رئيس ومنهج حياة، موقفه مع منى السيد فتاة العربة، المصرية الشقيانة النموذج للدرجة التى ترك الزمن آثاره على وجهها وملامحها وترك بصمته القاسية على حياتها فإذا بها ضيفة القصر الرئاسى وتحظى بلقاء يثلج صدرها ويزيل عنها هموم أثقلت كاهلها واصطحبها للخارج حتى السيارة التى أقلتها وكأنه يودع ضيف كبير جاء فى زيارة رسمية لمصر. 

لسنا هنا نرصد المواقف والمشاهد الإنسانية للرئيس فهى كثيرة، ولا نتحدث فقط من زاوية عاطفية مؤقتة، بقدر ما يجب أن نرى هذه المشاعر الإنسانية من باب المسئولية على المستوى القومى وكيف تصيغ فكر الرئيس، وكيف ينفعل باحتياجات الناس، بما يدفع لتغيير حياتهم، يعكس هذا [ماذا يريد الرئيس ] لهذا البلد، ولو أنه يستطيع أن يلبى احتياجات كل مواطن على حدة لفعل، ولكنه يخطط لوطن ومستقبل لأجيال قادمة، ولدولة يهدف أن تتبوأ المكانة التي تستحقها وتليق بقدرات أبنائها وتاريخها الذى نفخر به، كلما سنحت الفرصة قال لنا بالفعل وليس بالقول: إنه قريب، ليس بعيدا عنا، يسمعنا، ويشعر بمتاعب واحتياجات الناس، ويخفف بنفسه الآلام.