السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

داعش في ديالى.. ضربات ناجحة ومخاوف من عودة التنظيم بالعراق

عملية عسكرية بجبال
عملية عسكرية بجبال حمرين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستغل العناصر الهاربة من تنظيم داعش الإرهابي في جبال حمرين بمحافظة ديالى بالعراق، التضاريس الصعبة وجغرافيا المكان المليئة بالنتوءات والكهوف في الاختفاء، حيث يتمكنون من الخروج من حين لآخر لتنفيذ عمليات نوعية ضد القرى القريبة، كما يقومون بخطف مزارعين إلى جانب السطو على الممتلكات وسرقة المواقع القريبة منهم.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني بالعراق، أمس الاثنين، تنفيذ سبع ضربات جوية، استهدفت أوكارا وآليات لتنظيم داعش بجبال حمرين شمالي البلاد، حيث دمرتها بالكامل.

وبرغم الجهود الأمنية العراقية المبذولة، يخشى مراقبون للمشهد العراقي استغلال التنظيم الإرهابي للخلافات السياسية بين العديد من قوى العراق لاستعادة قوته وفرض دوره وتأثيره منطلقًا من مناطق نائية هرب إليها ليكون بعيدا عن قوات الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة.

وتشهد محافظة ديالى عدة توترات أمنية تسببت بها فلول التنظيم الإرهابي، المهزوم من قبل القوات العراقية في ديسمبر من العام 2017،  أفظعها حادث الكمين، الشهر الماضي، الذي نصبه التنظيم لأهالي الرشاد بالمقدادية بمحافظة ديالى بعد خطف عمال بمزرعة، حيث ذكرت تقارير أن التنظيم عرض قبول فدية من أهالي المخطوفين ولما حضروا لمكان التسليم فتح التنظيم عليهم النار فقتل منهم العشرات.

وأجج الحادث مشاعر طائفية، لأن القتلى من قرية ذات أغلبية شيعية، ما دفع مسلحون للهجوم على قرية "نهر الإمام" ذات الأغلبية السنية وذلك بعد اتهامهم بالتعاون مع عناصر داعش في المنطقة. وتوعد مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، بملاحقة العناصر الإرهابية التي صعدت حدة التوتر بمحافظة ديالي، قائلا: "سنطاردهم أينما فرّوا، داخل العراق وخارجه. وجريمة المقدادية بحق شعبنا لن تمر من دون قصاص".

ويشكل الجانب الأمني تحديًا كبيرًا، أمام الكاظمي، منذ توليه السلطة في العراق، لكنه من خلال الأجهزة الأمنية وجه عدة ضربات مختلفة للتنظيم الإرهابي، أبرزها إلقاء القبض على سامي الجبوري، المسئول المالي، ونائب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أبو بكر البغدادي الذي قُتل في غارة أمريكية استهدفته. 

كما تم إلقاء القبض على المستشار العسكري لما يسمى بـ"ولاية نينوى" عقب دخوله البلاد قادما من إحدى دول الجوار. إلى جانب الإعلان عن مقتل رئيس للقناصين بالتنظيم في وادي الشاي بمحافظة كركوك.

ومنذ قرابة الأسبوع، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تنفيذ عمليات نوعية ناجحة متفرقة أدت إلى القبض على 6 عناصر إرهابية: منهم 3 داخل محافظة الأنبار، وعنصرين إرهابيين في عمليتين متفرقتين بمحافظتي بغداد وصلاح الدين، وعنصر داعشي بمحافظة ديالى. 

تزامنًا مع الحملة الأمنية كانت هناك أخرى عسكرية واسعة، أطلقتها قيادة العمليات المشتركة العراقية، لتفتيش سلسة جبال حمرين في محافظة ديالى المحاذية لإيران، نظرا لتمركز جيوب داعشية بالمنطقة، فهي بمثابة الملاذ الآمن لهم لجغرافية الجبال المعروفة بالوعورة الشديدة، وابتعادها عن تمركز مقرات الجيش وقوى الأمن العراقية.

وشدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال كلمة ألقاها بجلسات حوار المنامة، السبت الماضي، على أهمية تواجد القوات الأمريكية بالعراق من أجل التدريب والدعم، موضحًا التزام بلاده بمواصلة حرب الإرهاب لضمان عدم عودة تنظيم داعش إلى العراق وسوريا مجددا.

وأكد "أوستن" أيضا أن واشنطن ستظل تدعم مكافحة الإرهاب بالعراق، وإنهاء النزاعات المستمرة، إلى جانب مساندة استقلال العراق وكسب سيادته ضد أي طرف يحاول انتهاكهما.