رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أزمة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا بسبب المهاجرين.. وأمريكا وروسيا تتدخلات

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيش الحدود البولندية البيلاروسية حالة احتقان شديدة، بسبب توافد المئات من المهاجرين غير الشرعيين الذي يحاولون دخول الأراضي البولندية ومنها إلى أوروبا انطلاقا من بيلاروس، الأمر الذي اضطر وارسو إلى إغلاق معبر حدودي مع جارتها فضلا عن إعلان الجيش رفع درجة الاستعداد القتالي بين القوات من أجل دعم قوات حرس الحدود.

وحذر رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي الثلاثاء من أن الموجة غير المسبوقة من المهاجرين الذي يحاولون دخول بولندا بصورة غير قانونية من بيلاروس تهدد أمن الاتحاد الأوروبي برمته.

وكتب مورافيتسكي في تغريدة أن "إغلاق الحدود البولندية من مصلحتنا الوطنية، لكن استقرار وأمن الاتحاد الأوروبي برمته هو اليوم على المحك" مؤكدا أن "هذا الهجوم الهجين من نظام (الرئيس البيلاروسي ألكسندر) لوكاشنكو يستهدفنا جميعا".

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر للصحافة إن "مئات الأشخاص يتجهون نحو معبر كوشنيتسا الحدودي. حاولت مجموعة منهم أن تقطع الحدود" معتبرًا أن العملية نظّمها "أشخاص مرتبطون بأجهزة خاصة بيلاروسية".

من جهتها، ردت بلاروس على لسان وزارة الدفاع على اتهامات بولندا الثلاثاء وقالت إن مزاعم وارسو بأن مينسك تقف خلف موجة المهاجرين الذي يحاولون عبور حدود بولندا بالآلاف بصورة غير قانونية، اتهامات "لا أساس لها".

وأعلنت الوزارة في بيان أنها "تعتبر أن اتهامات الطرف البولندي لا أساس ولا مبرر لها" متهمة بدورها بولندا بتصعيد التوتر بصورة "متعمدة".

ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية “بيلتا” عن مهاجر قوله إنهم أكراد وأن حوالي 1500 شخص موجودون في المنطقة التي لا تبعد كثيرا عن معبر بروزجي الحدودي بين بيلاروسيا وبولندا، فيما نقلت وكالة أنباء تاس الرسمية الروسية عن سلطات الحدود البيلاروسية قولها إن هناك 2000 شخص على الحدود.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين  إنه يجب على بيلاروسيا أن توقف "الاستغلال المتبلد للمهاجرين"، مطالبة بفرض عقوبات إضافية على مينسك.

وأوضحت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يعمل على معاقبة شركات طيران من دول من خارج التكتل بسبب ضلوعها في نقل مهاجرين إلى بيلاروسيا.

وقال نائب رئيسة المفوضية ماراغاريتيس شيناس إنه سيتوجه في الأيام المقبلة إلى الدول التي ينحدر منها هؤلاء المهاجرون والدول التي يمرون عبرها.

من جهتها طالبت واشنطن بيلاروس بالتوقف عن "التلاعب" بالمهاجرين إلى أوروبا عبر الحدود البولندية.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن "الولايات المتحدة تندد بشدة بقيام نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو بالاستغلال السياسي والتلاعب بأشخاص ضعفاء.

بدورها ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على اتهامات بولندا لبيلاروسيا بتنسق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين ، وكتبت زاخاروفا عبر تطبيق "تيليغرام": "من الأجدى بالسياسيين البولنديين الذين يلعنون الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ويتهمون مينسك بإحداث أزمة المهاجرين العراقيين، أن يتذكرا أن وارسو لعبت دورا بارزا في تدمير العراق".

وأضافت زاخاروفا أن أكثر من ألفي جندي بولندي دخلوا العراق (ضمن قوات الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة) "لإحلال الديمقراطية" في ربوعه.

وتساءلت زاخاروفا ساخرة عما إذا كانت بولندا مستعدة اليوم لاستقبال "ألفي عراقي على الأقل، من اللاجئين الشاكرين الذين لم يحلم آباؤهم بمثل هذه الحياة وهم يبنون حياتهم في وطنهم العراق قبل أن يجتاحه حملة الديمقراطية الوقحون"، على حد قولها.

ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو بتدبير موجة من المهاجرين واللاجئين، معظمهم من الشرق الأوسط، لمحاولة دخول أراضي الاتحاد الأوروبي، ردا على العقوبات التي فرضتها بروكسل على بلاده في أعقاب ما وصفته بـ"حملة قمع استهدفت المعارضة".

وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي في بيان "إن استخدام نظام لوكاشنكو المهاجرين كتكتيك هجين غير مقبول"، مضيفا"نحن قلقون إزاء التصعيد الأخير على الحدود بين بولندا وبيلاروس. ندعو بيلاروس إلى الامتثال للقانون الدولي".

وانتشرت مئات مقاطع الفيديو على الانترنت الاثنين يظهر فيها مهاجرون يسيرون على طريق وهم يرتدون ملابس دافئة ويحملون حقائب ظهر.