الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يوم لا ينساه التاريخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الجيش المصرى من أقدم الجيوش النظامية بدأ أول حروبه من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام 3200 ق.م، وعلى مدى هذه القرون خاض العديد من الحروب والمعارك الكبرى بدءا من العصر الفرعونى ومرورا بالعصور البطلمية والرومانية والإسلامية وحتي العصر الحديث  ، ومع احتفال المصريون بالذكرى ال 48 لنصر العزة والكرامة 1973 حيث وصفها المؤرخون بانها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية لقدرتها في قلب موازين القوى وابهار العالم بعد أن أجمع خبراؤه العسكريون على استحالة العبور، تلك الحرب التي اجتمعت فيها الروح القتالية والدبلوماسية الرائعة التى خاضت حروبا لا تقل أهمية عن الحروب التى خاضتها العسكرية ونجحت في استرداد اخر شبر من الأراضي المصرية ورفرفة العلم المصرى عليها، لتثبت عدة نجاحات وقف التاريخ معظما امامها وتحقق إنجازات شارك فيها الجميع عسكريين ومدنيين ووصلت لجميع طبقات الشعب كافة، حيث أثبتت حرب 6 اكتوبر للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور من خلال دقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ مما اكد الجميع ان الشعب المصرى ضرب اروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة دعما ومساندة.
من المؤكد ان حرب اكتوبر حطمت أكذوبة الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر إذ استطاع الجيش المصرى عبور قناة السويس وتدمير خط الدفاع الاسرائيلي الحصين المعروف بخط بارليف لتكون تلك الحرب بمثابة طامة كبرى لقادة اسرائيل  ، لقد أكدت هذه الحرب صدق مقولة (  ما احذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ) وبالفعل كان من أهم مكاسبها هو المحافظة على الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة التى تدهورت ايام النكسة67 واستعادة الثقة بالنفس والقدرة على التخطيط العلمي السليم بالاضافة الى انها رفعت الروح المعنوية للقادة العرب وأكدت قدرتها على استرداد حقوقها المشروعة، حيث اعتبر هذا اليوم الذى غير بوصلة التاريخ في الشرق الأوسط وفي مصر لم تكن حرب عادية بين طرفين يتصارعان لكي ينتصر أحدهما في المعركة بل كانت حربا تاريخية سطرت بنتائجها مرحلة جديدة في تاريخ شعبنا.
من أقوال العالم عن حرب 6 اكتوبر  :
دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات ومدافع وعربات اسرائيلية  ، كما شاهدت احذية اسرائيلية متروكة وغسيلا مصريا علي خط بارليف  .
مراسل رويتر _ في اليوم الثالث للحرب
كان مبالغة في الوهم فعلا من الجانب الإسرائيلى ان يصدق ان الدول العربية ستبقى مستسلمة إلى الأبد حيال احتلال أراضيها، ومهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرز انتصارا وقضوا على الصورة السائد عنهم.
صحيفة لوموند الفرنسية 
أسفرت الجولة الرابعة عن كارثة كاملة بالنسبة لإسرائيل في نتائج المعارك والانعكاسات التي بدأت تظهر عنها في إسرائيل تؤكد أهمية الانتصارات التى أنهت الشعور بالتفوق الاسرائيلى وجيشها الذى لا يقهر وأكدت كفاءة المقاتل العربى وتصميمه فاعلية السلاح الذي في يده 
جورج ليزلى _ رئيس المنظمة اليهودية فى ستراسبورج _ يوم 29 اكتوبر 1973
إن العرب حققوا الانتصار و برهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل وأن تستخدم الاسلحة المعقدة بنجاح كبير كما ان القادة العرب أثبتوا أنهم يقودون ببراعة.
صحيفة التايمز البريطانية 
إن الدروس المستفادة من حرب بأكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم اكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغليها، الإنجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجاة تامة للطرف الآخر رغم انها تمت تحت بصره وتكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية فى عداد المستحيل.
الجنرال فارا هوكلى _ مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني 
قالت صحيفة ( واشنطن بوست ) الامريكية فوصفت الجنود المصريون بالشجعان مؤكدة انهم ادوا بكفاءة عالية وتنظيم وشجاعة كبيرة خلال الحرب، مضيفة أن الجنود حققوا نصرا تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب.
كما قالت صحيفة التليجراف البريطانية أن نظرية الحدود التي بنتها اسرائيل منذ سنين بغرض التوسع انهارت تماما وتحطمت الأسطورة  .
  ونشرت مجلة( ذا ايكونوميست ) الأمريكية تقريرا عن حرب اكتوبر واصفة إياها بأنها أعظم انتصار للعرب في التاريخ الحديث واكبر هجوم يشنه جيش منذ الغزو الأمريكى للهند الصينية عام 1950. 
ستبقي حرب أكتوبر المجيدة واحدة من الذكريات المضيئة والخالدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وفي ذاكرة كل مصري وعربي كنموذج للفخر والعزة والكرامة، فقد أعاد أبناء مصر امام اعين الجميع تشكيل خريطة القوى في العالم وأصبح الانتصار نقطة تحول كبيرة في التاريخ.