الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عشر ذي الحجّة أحبُّ الأيام إلى اللّه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جعل اللّهُ لعباده مواسم للطاعات، تكون أعظم ثوابًا وأكثر أجرًا، ينافسون فيها فيما بينهم، ويكثرون فيها من الأعمال الصالحة، ليتقرّبوا إلي خالقهم بالعمل الصالح، ومن هذه المواسم أيام عشر ذي الحجّة التي أقسم اللّهُ عزّ وجلّ بها في القرآن الكريم لعظم مكانتها وفضلها؛ فقال: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، وقد بيّن العلماء أنّ أيام العشر من ذي الحجّة أفضل من الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، أمّا ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان فهي أفضل من ليالي العشر من ذي الحجّة، ولقد حظيت أيام عشر ذي الحجّة بهذه المكانة والمنزلة؛ لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها، وفيها يوم عرفة يوم الحج الأكبر الذي تُغفر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتق فيه الرقاب من النار، وورد في بيان فضلها وفضل العمل الصالح فيها عن غيرها، حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما العملُ في أيامٍ أفضل منها في هذه» يعني العشر، قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: «ولا الجهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يُخاطرُ بنفسه وماله، فلم يرجِع بشيءٍ» [رواه البخاري]، وفي هذا الحديث يبيَّن لنا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عظم مكانة العشر الأوائل من ذي الحجة وفضلها على غيرها من أيام السنة، وأجر العمل الصالح فيها يتضاعف ما لا يتضاعف في سائر الأيام، إلَّا رجلٌ خرج مخاطرًا بنفسه وماله في سبيل اللّه، ففقد ماله وفاضت روحه في سبيل اللّه.
كيف نغنم عشر ذي الحجة؟
ينبغي على المسلم أن يحرص حرصًا شديدًا على اغتنام وعمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة التي لا تُتاح كل عامٍ إلَّا مرةً واحدةً؛ فعلينا جميعًا أن نسارع بالتوبة وألَّا نقنط من رحمة اللّه مهما كان الذنب أو المعصية، ويتأكد أمر التوبة في مواسم الطاعات لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها؛ فعلى المسلم أن يجدد العهد مع اللّه تعالى بتوبة صادقة، لأن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب حرمان العبد من الخير والإقبال على اللّه تعالى؛ فقد جاء رجل الى الحسن البصري، فقال يا أبا سعيد إني أحضر طهوري وأستعد لقيام الليل فلا أستطيع فما السبب ؟ قال "قيدتك ذنوبك"، ومن أجلِّ الطاعات فيها ذكر الله عزَّ وجلَّ، وأعظمُ الذكر قراءة القرآن، والتهليل والتكبير والتحميد، كما ورد في حديث عبدالله بن عمر رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما من أيامٍ أعظمُ عند اللّه ولا أحبُّ إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» [رواه أحمد]، والتهليل هو قول لا إله إلَّا اللّه، والتكبير هو قول اللّه أكبر، والتحميد هو قول الحمد للّه.
أسأل اللّه أن يوفقنا وإياكم للعمل الصالح في هذه الأيام العشر.. الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف.