الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حتى إذاعة الأسرى لم تسلم من قصف الاحتلال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* الاحتلال يدمر للأسير الفلسطيني إذاعته ويقطع عنه منفذه الوحيد للتواصل مع أهله

* العاملون في الإذاعة: مستمرون حتى من تحت الركام

فجأة اختفى صوت المذيع بين أصوات الانفجارات صمت الجميع .. المذياع لم يعد يعمل .. أمسك أحد الأسرى تلك التي أصبحت قطعة من الحديد يقلبها يمينا ويسارا ولكن دون فائدة، ظنوا أن هناك شيئا ما قد حدث، ليعلموا جميعا فيما بعد أن الاحتلال استهدف برج الجلاء والذي يضم عدة مكاتب من ضمنها إذاعة صوت الأسرى.


لم تكن إذاعة الأسرى بالتحديد إذاعة عادية ولكنها كانت الموجة الإذاعية الوحيدة التي تربط الأسير بأهلة حيث لا زيارات ولا تواصل الا عبر هذه الإذاعة.

كان ذلك القصف والذي حصل تحديدا يوم السبت 15 من مايو شكل وقعا مؤلما على الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وشكلت إذاعة صوت الأسرى منذ تأسيسها حلقة وصل بين الأسرى وذويهم ،وكانت دوما تحمل رسالة تحد لإجراءات الاحتلال التعسفية لاسيما في منع زيارات الأهالى منذ فترة طويلة بحجج واهية من قبل الإحتلال، ووثقت تجربة الحركة الوطنية الأسيرة عبر سلسلة من البرامج الإذاعية التي تناولتها مع عدد من المحررين والمؤسسات التي تتابع انتهاكات سلطات الاحتلال بحق الأسرى، كما أن انطلاق هذه الإذاعة في إطار شبكة القدس للإنتاج الفني والإعلامي كان عملاً استثنائياً خدم قضية الأسرى ودفع باتجاه تعزيز معنوياتهم وإرادتهم.


وكانت الإذاعة تغطي ما مساحته 70% من السجون الإسرائيلية، وغالبية مدن الضفة الغربية ومناطق فلسطينية في الداخل، ويقول الدكتور رأفت حمدونة عضو مجلس الإدارة في الإذاعة أنه " قدمت نموذجا مهنيا ووطنيا وشارك في اعداد البرامج وتقديمها مجموعة من الأسرى المحررين الذين أمضوا فترات طويلة متفاوتة في سجون الاحتلال، الأمر الذي كان له دور كبير في تعزيز قضية الأسرى من خلال معايشتهم لهذا الواقع داخل السجون الإسرائيلية، وشكلت خطوة فعلية مهمة على صعيد تكوين إعلام فلسطيني مقاوم ".


وأكد حمدونة أنه ورغم قلة الامكانيات حملت الاذاعة رسالة وحدوية تحت شعار ( صوت القضية الفلسطينية صوت الوحدة الوطنية ) ،وتبنت محتوى بمضامين إنسانية ووطنية ومهنية، وعملت من خلالها إبراز معاناة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وما يتعرضون له من تعذيب وانتهاكات متكررة ، واستقبال المحررين والمحررات وأهالي الأسرى والحديث عن حكايا وروايات الاعتقال والنضال والحرية ، وواجهت سياسة سلطات الاحتلال بتصوير الأسرى على أنهم مجرمين وإرهابيين وقتلة ومخربين، والتي حاولت من خلالها تضليل الرأي العام العالمي بهذه القولبة السلبية.



واستنكرت إذاعة صوت الأسرى السبت، تدمير مقرها الكائن في برج الجلاء في مدينة غزة. وقالت الإذاعة في بيان لها، أن هذا العمل الإجرامي لن يوقفها عن العمل لنقل هموم وآلام الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الإحتلال. واضافت أن تدمير البرج الذي يضم العديد من المؤسسات الإعلامي الفلسطينية والعربية يؤكد مدى تأثير الرسالة الفلسطينية على إرهاب الاحتلال. وختمت إننا نعد جمهورنا الفلسطيني والأسرى داخل سجون الاحتلال أن نعود ولن تستطيع آلة القمع والإرهاب أن تسكت هذا الصوت الحر. يشار أن الإحتلال دمر برج الجلاء بعد أن سمح للمتواجدين بداخله بالإخلاء خلال وقت قصير ولم يسمح لهم بأخذ كافة أغراضهم، خاصة أن المكان فيه الكثير من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، والتي تمتلك معدات عمل كثيرة قد تعرضت للقصف.



وقال الصحفي باسل خير الدين أحد مذيعين الإذاعة أن " إذاعة صوت الأسرى شكلت جسراً حقيقياً للتواصل مع الأسرى, هي صوت الأسرى ونبض همومهم وحاملة قضاياهم للجمهور المختلف, وظلت طوال السنوات الماضية تذكر الجمهور الفلسطيني بقضية الأسرى من خلال تنوع برامجها ومعالجاتها الإعلامية للتفاصيل الدقيقة في قضية الأسرى, لقد كانت كجناح طيرٍ يحلق عالياً في سماء الحرية، يرفرف فوق أسوار السجون، ويثبت للأسرى بأن الحرية باتت أقرب من أي وقتٍ مضى.
وتابع " نعم استطاع الاحتلال أن يستهدف الإذاعة بصواريخه الإجرامية الحاقدة, وأن يدمر مقرها وأجهزتها, وأن يحطم أحلامنا وذكرياتنا وتعبنا وجهدنا المستمر منذ 11 عاماً, لكنه وبرغم غطرسته وعنجهيته لن يستطع أبدا أن يمحو دور الإذاعة او تاريخها, ولن يستطيع ايقاف رسالتها، وستبقى إذاعة الأسرى بيتاً لكل الأسرى والمحررين وموجة تنطق باسمهم وبمعاناتهم, وأملنا أن تعود للعمل والانطلاق من جديد من تحت الركام كطائر الفينيق وتصدح بالحق عبر أثير موجة FM ".