الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

يوم الطبيب| كارم محمود.. ظل يعمل حتى آخر أيام حياته قبل إصابته بـ«كوفيد- 19»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم الطبيب، هو مناسبة يحتفل فيها الأطباء، بهدف الاعتراف بدورهم وفضلهم، ويختلف اليوم من دولة لأخرى، ويوافق يوم الطبيب في مصر 18 مارس من كل عام.
وجاء اختيار هذا اليوم في مصر في ذكرى افتتاح أول مدرسة للطب في مصر والشرق الأوسط بمنطقة "أبو زعبل" في 18 مارس 1827.
وجاءت جائحة كورونا، ليكون الأطباء المصريون خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمة، بينهم الدكتور الدكتور كارم محمود، استشارى أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء، رئيس قسم الباطنة بمستشفى الأقصر الدولي.
«ظل يعمل على خدمة أهل بلده حتى آخر أيام حياته».. هكذا تذكر أهالى الأقصر، ومحبو الدكتور كارم محمود، الذى استشهد متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، ليصبح ثانى أطباء المحافظة، الذين استشهدوا تأثرًا بالفيروس، والشهيد العاشر على مستوى الجمهورية.
اسمه بالكامل «كارم محمود أبو المجد حسين»، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة العامة، من جامعة أسيوط، عام 1989، بتقدير عام جيد جدًا، وهو طبيب مقيم أمراض الباطنة بجامعه أسيوط، في الفترة من 1991 إلى 1995، حيث عمل في وحدة العناية المركزة، ووحدة غسيل الكلى الصناعي، ووحدة أمراض الغدد الصماء.
وحاصل «كارم»، على شهادة الماجستير، من جامعة أسيوط، بتقدير عام جيد جدًا، وعمل بمستشفى الملك فهد، في المملكة العربية السعودية، في الفترة من 1998 إلى 1999، وعمل رئيسًا لوحدة الكلى الصناعي، بمستشفى الألمنيوم، بنجع حمادي، ومساعد المدير العام لمستشفى أسوان للتأمين الصحي، في الفترة من 2000 إلى 2004.
وكان يعمل بوظيفة الطبيب الإقليمى لأمراض السكر، ورئيس مركز السكر، بولاية عبرى، من 2004 إلى 2019، والمنسق الإقليمى للأراضى غير المعدية، في سلطنه عمان، للخطة الخمسية، في الفترة بين 2006 إلى 2010، ومن 2010 إلى 2015.
وحصل على الشهادة الأوروبية، في السكر والغدد الصماء ESAP، عام 2017، وشهادة استشارى الطب الباطنى 2016، وكان آخر منصب تقلده، هو رئيس قسم الباطنة والعناية المركزة، بمستشفى الأقصر الدولي.
وفى 14 مايو 2020؛ أعلن الدكتور إسماعيل العربي، مدير مستشفى الأقصر الدولي، عن استشهاد الدكتور كارم محمود، رئيس قسم الباطنة بالمستشفى، إثر إصابته بفيروس كورونا، في مستشفى العزل بأسوان، أثناء الواجب الوطنى في مكافحة الوباء، بعد أن أصيب الطبيب بالفيروس، إثر مخالطته لمريض مصاب، حيث تم نقله لمستشفى الصداقة للعزل بأسوان، وتدهورت حالته ليلفظ أنفاسه الأخيرة، في العشر الأواخر من رمضان؛ مؤكدًا أنه ظل يعمل لآخر لحظة في حياته، حتى صعدت روحه إلى بارئها».
وسرد الدكتور جاد محمود، نائب مدير مستشفى الأقصر الدولي، كيفية استشهاد الدكتور كارم؛ مشيرًا إلى أنه قبل وفاته بفترة قليلة، كانت حالته الصحية جيدة للغاية، ولم يكن يعانى من أى مشكلات صحية، ولكن الفيروس معروف بخطورته وظهور أعراضه فجأة، حيث بدأت إصابته بدور برد، وتلقى العلاج، وخف منه، وكان ملتزما باحتياطات الأمن والسلامة، لكنه أصيب بضيق تنفس، وإرهاق شديد، بعد فترة قصيرة، وتم حجزه في العناية المركزة بالمستشفى، حتى توفاه الله شهيدًا للواجب الوطني؛ معبرًا عن حزنه الشهيد بفقدان أخ كبير له، وأستاذ كان حسن الخلق، وله قيمة علمية كبيرة بالمستشفى.
وفى ليلة عيد الفطر؛ توجه وفدٌ من مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، إلى منزل الدكتور «محمود»، نجل الطبيب الشهيد كارم محمود، لتسليم أسرته، هدية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار تكريم الأطقم الطبية، التى استشهدت جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، على مستوى الجمهورية، وذلك تقديرًا لدور رجال الجيش الأبيض، في حماية المواطنين والوطن، في مواجهة فيروس كورونا بمصر.
من جانبه؛ استرجع الدكتور محمود كارم، نجل شهيد الواجب الطبى بمحافظة الأقصر، لـ«البوابة»، ذكرياته عن والده؛ فقال: «أبى تغرب كثيرًا، خارج مصر، لكنه أصر على العمل حتى آخر يوم في حياته، وبعد وفاته، علمت بأنه كان يقدم كشوفات مجانية، ويصرف أدوية لعدد من المرضى دون مقابل، وهو ما لم يظهر، ولم أعرفه إلا بعد وفاته».
وأضاف: هو لم يقصر مع أحد، وكان يساعد الجميع من الأطباء بالمستشفى والممرضين والمرضى أيضًا، والجميع كان يكن له كل تقدير واحترام، وخير دليل على ذلك، أنه توفى في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ونحتسبه عند الله من الشهداء».
وعبر «محمود»، عن فخره ببطولة والده، الذى أفنى حياته في العمل الطبي، بمستشفيات مصر والعالم العربي؛ مؤكدا أن الدكتور كارم كان خلال فترة انتشار العدوى بفيروس كورونا، نصحه بأخذ إجازة، أو تخفيف ساعات العمل، لكنه رفض التخلى عن مرضى كانوا مشتبه بهم بكورونا، ولم يقصر معهم، وكان محبًا لعمله، ومخلصا جدًا للمهنة، وكان متواضعًا للغاية، والله أحب أن يلقاه في شهر رمضان المبارك.
وحول تكريم الرئيس السيسي لاسم والده؛ أكد نجل الطبيب الشهيد، أن ذلك التكريم هون عليهم كثيرًا، مما أصابه من حزن، عقب وفاة والده؛ مضيفًا «اهتمام الرئيس بشهداء الجيش الأبيض، وبوالدى وتاريخه الطبي، أمر أسعدنا كثيرًا، في ليلة العيد، وما قدمه لنا من دعم مادى ومعنوي، وسامٌ على صدرنا، وهو أجمل مشهد حدث معنا، بعد وفاة والدي، وكنت متوقعًا أن يقدم الرئيس دعمًا معنويًا لنا، في تلك الظروف، فهى وسام محبة من الرئيس الأب لنا، وسنظل نفتخر به.
وقال نجل الشهيد: تكريم الرئيس هو أول فرحة في بيتنا بعد الوفاة، لقد طيب خاطرنا جدًا، ومهما قلنا لن نوفى الرئيس قدره، فهو يقدر التضحيات، التى تقدمها الأطقم الطبية في مواجهة فيروس كورونا، كونه إنسانًا وطنيًا يحب شعبه»؛ واصفًا إياه بالرئيس الإنسان، الذى لا ينسى أبناءه.
وأضاف أنه يتوجه بالشكر أيضا للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، التى تعمل بكل جهدها، منذ بدء أزمة فيروس كورونا، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، وقيادات الصحة بالمحافظة، للاهتمام البالغ، والمتابعة المستمرة، لحالة والده، أثناء مرضه وحتى وفاته.
واختتم الدكتور محمود كارم تصريحاته، بمطالبة المواطنين بضرورة الحذر والتزام الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، وأشار إلى أنه يرى بعض المواطنين يستهينون بخطورة فيروس كورونا؛ مؤكدًا أن المواطن هو المسئول عما يحدث، ويجب عليهم حماية أبنائهم وأسرهم من العدوى؛ متمنيًا لكل رجال الجيش الأبيض المصري، التوفيق في بطولاتهم لمكافحة الفيروس.