الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

روسيا تأخذ زمام المبادرة خلال ملتقى الحوار الوطني الليبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح ملتقى الحوار السياسي الليبي من أكثر الأحداث التي تطغى على الساحة السياسية الليبية والعالمية في الأشهر القليلة الماضية. وعلى الرغم من انتقادات بعض القوى السياسية الليبية له، واتهامات بالتحيز بعدم تمثيله لكافة أطياف الشعب الليبي، استُقبل ملتقى الحوار بحماس من قبل المجتمع الدولي وغالبية الليبيين. لأنه يوفر فرصة حقيقية لحل الخلافات بين الأطراف المتنازعة، والانتقال من مسار المواجهة المسلحة إلى مسار المفاوضات والتسوية السلمية.

وطبقا لوسائل الإعلام الليبية ومنها وكالة الأنباء الليبية والعهد والفجر الجديد نقلت تصريحات أعرب فيها شركاء ليبيا الإقليميون والدوليون الرئيسيون عن دعمهم لملتقى الحوار الليبي، وتعهدوا بتزويد الليبيين بمنصة فعّالة للتفاوض والمشورة. ومع ذلك، فإن مشاركة القوى الدولية قد قوبلت أيضًا بإدانة شديدة. فعلى سبيل المثال، تم اتهام بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقيادة ستيفاني ويليامز، مرارًا بالضغط على ملتقى الحوار لتمرير المصالح الأمريكية عبر جماعة الإخوان المسلمين، الذين يشكل أعضاؤهم العمود الفقري لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

وأشارت وسائل الإعلام أنه لليبيا شركاء دوليون لا يمكن الشك في نواياهم ورغبتهم الحقيقية بالمساعدة في حل الأزمة. ومن بينهم، روسيا التي تلعب دورًا رئيسيًا في المساعدة على إنهاء الأزمة، حيث جرت أولى المفاوضات على أراضيها، بين رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، حيث جرت هذه المفاوضات قبل مؤتمر برلين بوقت طويل. والجدير بالذكر أنه ومنذ بداية الأزمة الليبية، أصرت روسيا على ضرورة توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار للانتقال بعده إلى مرحلة المفاوضات السياسية.

كما ودارت مفاوضات أخرى في روسيا، أصبحت بدورها سببًا رئيسيًا في تقارب القوى السياسية بين شرق ليبيا وغربها. ففي سبتمبر عام 2020، عُقد اجتماع في سوتشي بين نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق، وممثلي المشير خليفة حفتر، تم خلاله الاتفاق على استئناف إنتاج النفط وتصديره. وأكّد الاتفاق حقيقة أنه من الممكن التوصل إلى توافق بين حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي. وقد اعتُبر التأثير الإيجابي لاستئناف إنتاج النفط على الاقتصاد الليبي بمثابة حافز إضافي للتقارب.

وأشارت التقارير الإعلامية أنه بما يتعلق بملتقى الحوار الوطني، لم تقف روسيا جانبًا. حيث أخذت زمام المبادرة بالمقارنة مع شركاء ليبيا الأجانب ونسّقت بشكل فعّال مع أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي. وبحسب مصادر دبلوماسية تونسية، وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، يومي 23 و24 يناير الجاري، إلى تونس في زيارة غير رسمية، التقى خلالها بعض أعضاء الملتقى لبحث مسار الحوار السياسي.

السياسي الليبي عبد الباسط البدري هو المسؤول عن الملف الروسي، وهو يقوم بعملية تنسيق اتصالات أعضاء ملتقى الحوار الليبي مع الجانب الروسي. وفي عام 2017، قام البدري بعدة زيارات إلى روسيا في إطار مهمته كمبعوث لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح والتقى بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأشار البدري بنتيجة الاجتماعات إلى رغبة روسيا في إحداث تغيير إيجابي للوضع في الشرق الأوسط وليبيا، إضافة إلى جمع أطراف الصراع الليبي إلى طاولة المفاوضات.

في المستقبل القريب، يخطط المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، لزيارة روسيا. وبالنظر إلى المشاركة النشطة لروسيا في التسوية الليبية، فليس من المستغرب أن تصبح موسكو واحدة من أولى العواصم العالمية التي يعتزم كوبيش زيارتها بعد توليه منصبه.

ويلاحظ المحللون السياسيون الليبيون أنه في المستقبل القريب، قد يزور العاصمة الروسية أعضاء آخرون من ملتقى الحوار الليبي، وكذلك شخصيات سياسية ليبية بارزة، كوزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا أو أحمد معيتيق.

إن روسيا جادة للغاية بشأن الحفاظ على الاتصالات مع جميع المشاركين في العملية السياسية في ليبيا. حيث شدّد كل من ميخائيل بوغدانوف وسيرغي لافروف مرارًا على ضرورة أخذ رأي جميع الليبيين في الاعتبار، بما في ذلك مؤيدو النظام السابق. ومن الواضح أنه من خلال وساطتها في ملتقى الحوار الليبي، تحاول روسيا ضمان حل مبكر للنزاع في ليبيا، فضلًا عن ضمان أن الحوار السياسي الليبي سيأخذ في الاعتبار رأي المجتمع الليبي بأكمله.