الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"هيستريا الشهرة".. "شاب كفر الشيخ" يفضح فتاة ويبرر: "بحب التمثيل".. وفتاة تفتعل واقعة تحرش للظهور إعلاميًا.. وقطاع الطرق "عايزين تريند".. خبراء: تروج للتفاهات وتهدم قيم المجتمع.. ورفع الوعي ضرورة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل ساعات اكتست صفحات التواصل الاجتماعي برسائل غضب ورفض واستهجان لمقطع فيديو نشر عبر "فيس بوك" لشاب يدعى مصطفى بوجه بمحافظة كفر الشيخ، بهدف التشهير بفتاه مدعيا أنها كانت خطيبته وتركته وتزوجت من شاب غيره، إلا أن هذه الواقعة ثبت زيفها بعد أن بث الشاب نفسه مقطع فيديو آخر يؤكد أن الفيديو الأول كان مجرد "هزار" بمعاونة مجموعة من الأصدقاء.


"بحب التمثيل"

وأكد صاحب الواقعة أن مقطع الفيديو الذي بثه " هزار وكا الأصدقاء يعرفون أنه هزار.. وعم شهاب ليس لديه فتاة اسمها سماح"، وبرر مصطفى بوحه الواقعة بأنه "تعود على تسجيل فيديوهات وبثها لأنه بيحب التمثيل، وأن عم شهاب ما هو إلا حلاق، وظهر بالفيديو شخص قال، إنه شهاب مؤكدا ليس لديه بنت اسمها سماح".
الواقعة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة من فصول "جنون الشهرة" التي تفشت بين قطاع كبير من رواد التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن الشهرة بشتى الطرق، فتارة تجد شاب يدعى حب فتاه وآخر يبحث عن الشهرة من خلال اختلاق فضيحة مزيفة، وآخرون يقطعون الطرق ويرعبون المواطنين على سبيل المرح، وفتاة تفتعل واقعة تحرش للظهور إعلاميًا.


حالة غضب
حالة غضب كبيرة وردود فعل انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل أبرزها كان رد الفعل التلقائي الذي صدر من الفنان مصطفى درويش، الذي نشر عبر صفحته لموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صورة للشاب الذي قام بفضح فتاة بمحافظة كفر الشيخ، وعلق درويش قائلا: "انا متكفل بالمحامى والله بس الواد ده يتربي..البنت دي اخوتى يالا وانا اللي هقفلها في فرحها كمان ووريني رجولتك كده انت واللي معاك".
وانتقد العديد من المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي هذا الأمر مؤكدين أن ذلك انحدار للاخلاق وخرق للعادات والتقاليد، فيما تحركت الأجهزة الأمنية بمحافظة كفر الشيخ، لضبط صاحب الفيديو، حيث بدأت في أعمال البحث عن صاحب الفيديو المنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي.
4 وقائع أثارت الجدل على السوشيال ميديا

سارة وكايا.. الحب المزيف
وقبل نحو عام من الأن كنا على موعد مع قصة مشابهة ومزيفة أيضا، حيث شغلت قصة حب كايا وسارة مواقع التواصل الاجتماعي بسبب طريقة كلامهما الغريبة وحبهما المثير للجدل، وانتشرت عبارة "قلبي يا رب" لتكون العنوان الأشهر لقصة الحب المزيفة الذي كشفها الشاب نفسه "كايا" خلال حوار تليفزيوني مع الإعلامي عمرو الليثي.

وقال الشاب الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي لأيام أن كل ما تم تداوله كان مزيفا، معلنا أنه ممثل هاوي واستغل مقطع فيديو لأحدى الفتيات وقام بعمل الفيديو بقصد لفت النظر إليه، مشيرا إلى أنه يعمل كممثل هاوي منذ سنوات ويريد من يكتشف موهبته.


قطاع الطريق
وفي مارس الماضي كنا على موعد من واقعة أخرى، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تضمن قيام عدد 4 أشخاص يستقلون عدد دراجتين ناريتين، وقيام أحدهم بعرقلة المارة المترجلين وإسقاطهم أرضًا، وقيام مستقلين الدراجة الأخرى بتصوير الواقعة.
وبمواجهتهم اعترفوا بعرقلة المواطنين وإسقاطهم أرضًا وقيامهم بتصوير الواقعة وعللوا قيامهم بذلك بقصد الشهرة ورفع نسب المشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أرباح مالية.


طالبة التحرش
وفي واقعة أخرى، زعمت طالبة جامعية تعرضها للتحرش برفقة زميلاتها منذ 4 سنوات، وتبين كذبها، وافتعالها للواقعة رغبة في الشهرة، عقب تداول وسائل الإعلام واقعة مشابهة.
جاء ذلك على خلفية نشر طالبة بإحدى الجامعات على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشورًا يتضمن تعرضها وبعض زميلاتها لواقعة "تحرش منذ 4 أعوام" من أحد الطلبة بالكلية، وارساله بعض الصور المخلة لهم، وتبين بأن الطالبة افتعلت الواقعة رغبةً منها في الظهور والشهرة بين زملائها، اثر تناول المنصات الإعلامية لواقعة مشابهة خلال الأيام القليلة الماضية بإحدى الجامعات الخاصة، وستقوم إدارة الجامعة بإحالة الواقعة للشئون القانونية لاتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة.


المتاجرة بالأطفال
ولا يخفى على أحد الواقعة الأكثر إثارة للجدل، وهي واقعة اليوتيوبر الشهير أحمد حسن وزوجته زينب، على خلفية اتهامهم بالمتاجرة بطفلتهما على موقع "يوتيوب"، بغرض تحقيق مشاهدات عالية وتحقيق ارباح مالية نظير ذلك، جاء ذلك على إثر قيام أحمد حسن وزوجته زينب محمد، بتصوير فيديوهات عن حياتهما الشخصية مع مولودتهما الصغيرة ونشرها عبر حساباتهما، وتضمن أحد هذه الفيديوهات مشاهد من بكاء الطفلة، وقامت والدة الطفلة "زينب" بدهن وجهها بلون أسود حتى تخاف الطفلة، وجاء رد فعل أحمد حسن وزينب غريبا حيث ضحكا، وكانا في سعادة لعدم معرفة الطفلة لوالدتها، في حين دخلت الطفلة في نوبة من البكاء والرعب، الأمر الذي تسبب في استهجان بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ودفعهم إلى الإبلاغ عن الواقعة.
وعلى الرغم من تعهد الزوجان بعدم تكرار مثل تلك الوقائع، إلا أن الواقعة ثبتت في أذهان المصريين والعرب تحت عنوان واحد وهو "المتاجرة بالأطفال".



خبراء أكدوا أن هذه الأفعال العامل المشترك بينها هو البحث عن الشهرة أو التربح المالي، وبالأدق هي "هيستريا الشهرة" من أجل جني الأموال.

وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال فرويز، خبير الطب النفسي، انه بين الحين والآخر تظهر هذه الحالات ومعظمها يستهدف تحقيق إما الشهرة أو المال أو الاثنين معا، مشددا على أن الطب النفسي يعتبر هؤلاء الأشخاص في حالة "هيستيريت" تركز على لفت الانتباه بهدف تحقيق الشهرة ومن ثم كسب الأموال.
وأضا فرويز أن هذه الشخصيات كثرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، على الرغم من أن بعضهم قام بأعمال مخجلة أو خادشة للحياء من أجل الشهرة، ولعل هذا نوع من الهيستريا أو الجنون المعروف بجنون الشهرة من أجل المكسب المادي.

وشدد الخبير النفسي على أن الخطر الحقيقي وراء هذه الشخصيات هو هدم الأخلاق والمبادي، فمثل هؤلاء لا يهمهم أخلاق أو مثل عليا، بل يهدمون الأخلاق، وينشرون ذلك عبر صفحاتهم وبذلك تتفشى السلبيات والتفاهات في المجتمع، داعيا المواطنين إلى التوقف الفوري عن متابعة هؤلاء حتى يتوقفوا عن تسويق السخافات للمجتمع، كما دعا لضرورة العمل على رفع ثقافة المواطنين ووضع ضوابط لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي.



أما المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، فقال إن انتشار جرائم التشهير والابتزاز على السوشيال ميديا لا تقل خطورة عن جرائم القتل والتحرش التي تحدث في الواقع، فهذه الجرائم تتسبب في أضرار مادية ونفسية للمواطنين، بل وتعمل على هدم القيم في المجتمع، ويدفع الأطفال لتقليد هذه الأفعال المشينة.
وأكد حجاج أن الهدف واحد لدى جميع مشاهير التواصل الاجتماعي هو التربح المالي، ولعل ما زاد جنون هؤلاء هو زيادة عدد المستخدمين للإنترنت في مصر، وهو الأمر الذي دفع البعض للمتاجرة بالزوجة والأطفال كما حدث في الواقعة الشهيرة لليوتيوبر أحمد حسن.

وتابع: الحديث عن الأرباح والملايين التي يحققها مشاهير اليوتيوب والتواصل الاجتماعي تدفع آخرون للتقليد الأعمي لهذه الأفعال المشينة، وهو الأمر الذي اصبح بحاجة لوقفة من قبل الجهات المعنية في الدولة من أجل الحفاظ على قيم المجتمع.