الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث يكشف ألقاب الأطباء ودورهم في مواجهة الأوبئة خلال عهد الفراعنة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الأثري أحمد عامر: إن كلمة طب ترجع إلى عصر المصريين القدماء جاء منطوق كلمة "زين" بمعنى طبيب، ثم أصبحت تكتب "سونو" في مرحلة أحدث، ثم تحولت في اللغة القبطية إلى "سينى" بمعنى طبيب، ومنها اشتقت الكلمة "ميتسنى" بمعنى "طب" وهى التى أخذتها اللغات اللاتينية. 
وأضاف في تصريحات صحفية اليوم السبت، انه كان هناك ثلاثة طوائف من الأطباء في مصر القديمة، ثلاثة طوائف من الأطباء يعالجون الأمراض، وهم "سنو" وهم الأطباء الباطنيون، و"سخمت" وهم الأطباء الجراحون، "ساو" وهم الأطباء الروحانيون، وكان يوجد إخصائيون للعيون والفم والأسنان، وآلام المعدة ومشكلات الشرج، فقد ثبت يقينًا أن قدماء المصريون كان بينهم أطباء عن علم كتبوا وصفات طبيه وأجروا عمليات جراحية، وثبت أيضًا أن مهنة الطب كانت موجودة منذ 3000ق.م بأطباء مارسوها منذ الدولة القديمة في مدينة "سايس" التي كان بها أقدم جامعة للطب القديم في العالم.
وتابع "عامر" أن المصريين القدماء عرفوا علم الكيمياء والذى برع فيه المصرى القديم، ومنه اكتشفوا مواد التخدير، كما عرفوا الوخز بالإبر والذى معروف في أيامنا هذه الأبر الصينية، وقد استخدموها في أجراء العمليات الدقيقة مثل أورام المخ وغيرها، كما عرفوا المضادات الحيوية واستخرجوها من فطر الخبز المتعفن، كما أنهم أول من عرفوا زراعة الأعضاء، وخيوط الجراحات، كما استخدموا الطب البديل والتداوى بالأعشاب، كما عرفوا علاج لحالات الإمساك، ومعالجة آلام الرأس وقرحة المعدة، ومعالجة أمراض جلدية، كما أنهم أول من عرفوا الختان، كما أنهم هم أول من عرفوا العلاج بالحجامة قبل العرب، والعلاج بالكى، وطرق تشخيص الحمل ونوع الجنين، وكرسي الولادة، وآلام الأسنان أثناء الحمل وأمراض النساء والمراهم والأدوية والمستحضرات.
وأشار "عامر" إلى أن المصريين القدماء عرفوا "البلهارسيا" فكان أكثر الأمراض انتشارًا، وعملوا تركيبات لعلاجها أشهرها "كبريتيد أنتيمون"، كما تمكنوا الفراعنة من التوصل لعلاج لمرض المياه البيضاء، وإجراء عملية لها، كما استطاعوا التوصل لعلاج لأكثر من 20 مرضًا للعيون، كما استطاعوا الفراعنة من علاج الأسنان وعمل التركيبات والحشو وخلع الأسنان، بالإضافة لعلاج أمراض العظام مثل علاج الكسور والجروح، أما عن أشهر الأمراض التي لم يُعرف لها علاجًا فكان مرض "الطاعون" الذي انتشر في عهد الدولة الوسطي لمدة 40 عامًا، وكانت المستشفى تسمى عند المصريين القدماء بـ"دار الشفاء"، وهناك العديد من البرديات تحدثت عن معجزات الفراعنة منها بردية "إدوين سميث"، الجراحية التي عُثر عليها بمدينة الأقصر والتي تصف حالات لجروح الرأس والأنف والأذن والشفاه والرقبة والزور والكتف والصدر والثدي والعمود الفقري ومجموعها نحو 48 حالة، و"بردية كاهون"، و"بردية لندن".
وأكمل "عامر" إن مبادئ الفحص الطبي عند المصريين القدماء كانت كما هي الآن وكان الأطباء المصريون على درجة كبيرة من دقة المُلاحظة حيث عرفوا المعاينة والجسَّ والتشخيص والعلاج الذي كان يشمل وسائل طبيعية وكميائية وحيوية، أما عن مسببات المرض فقد اعتبره المصريين القدماء نتيجة لعوامل خارجية مثل الهواء والديدان وعوامل نفسية أو أسباب غامضة أو من المعبود أو من السحر ومجرد التعرض للهواء يُعتبر سببًا من أسباب المرض وكانت هناك بعض الأجسام التي لديها استعداد للمرض وتُسمي "whdw".
واستطرد "عامر" إلى أن السحر كان مهمًا جدًا بالنسبة للمصريين القدماء، وقد امتزج الطب بالسحر لدي فريق منهم وعالجوا أمراضًا كثيرة بعلوم الطب وفنون السحر، ونجد أن المعبود أعطي الإنسان السحر كسلاح ضد أعدائه، كما أن للرقي والتعاويذ دورًا كبيرًا في الشفاء حيث ذكرت بردية "إيبرس" رقية كانت تستخدم للشفاء تقول "اخرج أيها الزكام، اخرج يا ابن الأنف المزكوم يا مُتلف الجمجمة"، وكان الأطباء يتمتعون بمستوى عالي من الكفاءة وعلى درجة عالية من العلم وفي نصوصهم كانت كلمة "swnw" تعني "طبيب" والأعلى منه مركزًا يُسمي "imy-r swnw"، ورئيس الأطباء "wr-swnw"، ومفتش الأطباء "shd-swnw" فمهنة الطب مهنة منظمة إداريًا، كانت المعبودة "سخمت" تستطيع في رأيهم أن تُبلي بالمرض الذي يؤدي إلى الموت وكان يُسمح لكهنتها بالتدخل في صالح من عاقبتهم وكان من أشهر كهنتها "ني-عنخ-رع" طبيب وكاهن "سخمت" ويبدو أن بعض الأطباء كانوا كتبة حتى تكون لديهم مقدرة على أن يقرأوا المراجع الطبية، وأول طبيب عُرف في التاريخ كان يُسمي "حسي-رع" "hesy-re" وكان إخصائي أسنان وكان يعيش في زمن الملك "زوسر" ومقبرته اكتشفها الكاتب الملكي المعروف للملك كاهن "حورس" رئيس مهندسي الملك.