الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الجنوبي.. كلمات أمل دنقل الأخيرة

أمل دنقل
أمل دنقل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الخميس ذكرى وفاة الشاعر المصري الكبير أمل دنقل أحد أكبر شعراء الفصحى في عصره، والذي ما زالت أشعاره باقية بيننا إلى وقتنا الحالي. 
كان دنقل واحدا من بين عدد كبير من المبدعين الذين هجروا الأقاليم والصعيد متجهين إلى بريق العاصمة، إلى القاهرة، وراء حلم الإبداع والنبوغ.
التقى دنقل بشاعر العامية عبدالرحمن الأبنودي، ثم اجتمعوا بالقاص يحيى الطاهر عبدالله فيما بعد.
ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضًا كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيرًا في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب.
نبغ دنقل في كتابة الشعر منذ صغره فقدأ بدأ تعلم كتابة الشعر منذ أن كان في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيرًا، وأكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.
استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، مخالفًا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات، وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة.
عاش دنقل أيام النكسة وأثر ذلك عليه وعبر عن حزنه في قصيدته " البكاء بين زرقاء اليمامة" والمجموعة القصصية أيضا التي كتبها بعنوان "تعليق على ما حدث"
تأثر دنقل بالأجواء السياسية التي أعقبت حرب السادس من أكتوبر العام 1973، واستشعر اتجاه الرئيس السادات ناحية مفاوضات تقود ناحية السلام، فكتب قصيدته المشهورة والممتلئة بالغضب، حيث كتب "لا تصالح" وقال فيها "لا تصالح على الدم.. حتى بدم!.. لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ.. أكلُّ الرؤوس سواء؟.. أقلب الغريب كقلب أخيك؟!.. أعيناه عينا أخيك؟!.. وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك.. بيدٍ سيفها أثْكَلك؟.. سيقولون: ها نحن أبناء عم.. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك". 
أصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه كثيرا وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "أوراق الغرفة 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، وقد عبرت قصيدته عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضًا قصيدته "ضد من" التي تتناول هذا الجانب، وكان آخر قصيدة كتبها دنقل هي "الجنوبي".