الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

سَلّى صيامك|| حكايات الزهد في حياة رابعة العدوية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرف تاريخ الصوفية سيدة العشق الإلهى البصرية بنت إسماعيل التى ولدت بالبصرة لأبوين فقيرين باسم "رابعة العدوية"، والتى جاءت بعد ثلاث بنات فسماها أبوها رابعة، وروى أبوها أنه رأى في المنام النبى- صلى الله عليه وسلم- يقول له: "لا تحزن، فهذه الوليدة سيدة جليلة"؛ وقد اتخذت طريقها منذ رأت في أحد الأيام في نومها نورًا ساطعًا يُحيط بها، فسبحت فيه، وسمعت مُناديًا يطلب منها ترك اللهو والغناء والانشغال بالتفرغ بالتضرع والمناجاة، واستبدال الألحان بالقرآن.
كان قلب رابعة دومًا مليئًا بالتضرع إلى الله، غارقًا في البُكاء من محبته وخشيته، فكانت إذا مرت بآية فيها ذُكرت فيها النار سقطت مغشيًا عليها من الخوف، وإذا مرت بآية فيها تشويق إلى الجنة ركنت إليها، وكان تصلى الليل كله، وتأنس في خلوتها بالله، ووصفت ذلك بأنها تجد فيه لذة لا يجدها الملوك، وكانت تضع كفنها أمام عينيها حتى لا تنسى الموت.
ويُحكى أنه في يوم مر عليها الإمام مالك بن دينار فوجدها جالسة على حسير عتيق ومخدتها لبنة من طين وتشرب ماء من جرة مكسورة، فتألم لحالها وقال "لو سمحتى لى أصحاب تجار لجعلتهم ينفقون عليك"، فقالت "لقد أسأت يامالك، من الذى يرزق التجار والفقراء، أليس الرزاق يامالك لو أردنا الذهب لأصبح التراب ذهبا بأيدينا؛ ويحكى كذلك في "كتاب المناقب" و"كتاب البيان و"النجم الزاهر" أنها عندما أرادت الحج مرت على شيبان الراعي، وهو أحد الصالحين ومن أهل الكرامة لتأخذه معها، فقالت له "أريد الحج"، فأخرج شيبان من جيبه ذهبًا، فمدت السيدة رابعة يدها إلى الهواء فامتلأت ذهبًا وقالت له "أنت تأخذ من الجيب وأنا آخذ من الغيب"، فسارا في اليوم الثانى وكانت الدنيا صيفًا شديدة الحر، وإذ هما في الطريق مع القافلة جاء كلب يلهث عطشًا فكلما جاء إلى راحلة طردوه، حتى وصل إلى رابعة فأوقفت بعيرها ونزلت عنه وأمرت خادمتها أن تصب الماء بكفها، وبدأ الكلب يشرب من كف السيدة رابعة حتى اكتفى وولى؛ ثم سارت إلى أن وصلت بيت الله الحرام، وهناك جاءتها العادة التى تأتى النساء، فبكت بكاء شديدًا؛ وحكت خادمتها أن صوتًا من السماء سمعه كل مؤمن قال "يا رابعة، حتى ملائكة السماء بكوا لبكائك، لقد غفر الله لك يا رابعة، لقد تقبل الله منك، ولأجلك عفا الله عن الجميع وقبل الله حجهم".