الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يصلّي من أجل الكهنة الذين توفوا خلال خدمتهم لمرضى الكورونا

البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مساء خميس الأسرار القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بمناسبة قداس عشاء الرب وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة عفوية قال فيها الإفخارستيا والخدمة والمسحة هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم في هذا الاحتفال إن الرب يريد أن يبقى معنا في الإفخارستيا ونحن نصبح على الدوام بيوت قربان للرب: نحمل الرب معنا لدرجة أنه يقول لنا إنه إن لم نأكل جسده ونشرب دمه فلن ندخل ملكوت السماوات. إنه سرّ هذا الخبز والخمر، سر الرب معنا وفينا وفي داخلنا.
وتابع الأب الاقدس يقول الخدمة إنها ذلك التصرّف الذي يشكل شرطًا للدخول إلى ملكوت السماوات. علينا أن نخدم نعم، وأن نخدم الجميع. ولكنّ الرب في الحوار الذي أقامه مع بطرس جعله يفهم انّه ولكي ندخل ملكوت السماوات علينا أن نسمح للرب أن يخدمنا، وأن يكون عبدُ الله خادمًا لنا. وهذا أمر يصعب فهمه. إن لم اسمح للرب أن يكون خادمي وأن يغسلني وينمّيني ويغفر لي فلن أدخل ملكوت السماوات.
و أضاف يقول، أرغب اليوم في أن أكون قريبًا من الكهنة، من جميع الكهنة بدء من الذين نالوا السيامة الكهنوتية حديثًا وصولًا إلى الأب الاقدس: جميعنا كهنة، وجميعنا قد مَسحنا الرب، لقد مُسحنا لكي نحتفل بالإفخارستيا ولكننا مُسحنا أيضًا لنخدم. اليوم لن نحتفل بقداس تبريك الزيوت لكنني آمل بأن نتمكّن من الاحتفال به قبل عيد العنصرة وإلا فعلينا أن نؤجِّله إلى السنة المقبلة. لكن لا يمكنني أن أحتفل بهذه الذبيحة الإلهية بدون أن أذكر الكهنة: الكهنة الذين يقدّون حياتهم للرب، والكهنة الذين يخدمون. خلال هذه الأيام توفّي أكثر من ستين كاهنٍ في إيطاليا خلال خدمتهم للمرضى في المستشفيات؛ بالإضافة إلى الأطباء والممرضات والممرضين إنهم القديسون الذين يعيشون بقربنا وبيننا، إنهم كهنة بذلوا حياتهم في سبيل خدمة الآخرين.
تابع البابا فرنسيس يقول أفكر أيضًا بالكهنة البعيدين: لقد وصلتني اليوم رسالة من كاهن يعمل كمرشد في أحد السجون أخبرني فيها كيف يعيش هذا الأسبوع المقدّس مع السجناء. أفكر أيضا بالكهنة الذين يذهبون بعيدًا لكي يحملوا الإنجيل ويموتون هناك. يخبر أحد الأساقفة أنّه عندما كان يصل إلى أماكن الرسالة هذه أول شيء كان يقوم به هو الذهاب إلى المدافن للصلاة من أجل الكهنة الشباب الذين ماتوا هناك بسبب الطاعون ولا أحد يعرفهم أو يذكر أسماءهم. إنهم الكهنة المجهولي الهوية. أفكر بكهنة الرعايا الذين يخدمون في الريف وتطال خدمتهم الراعوية أربعة أو خمسة أو سبعة قرى في الجبل ويتنقلون من قرية إلى أخرى ويعرفون الجميع.
أضاف يقول لقد أخبرني أحد كهنة الرعايا مرّة أنه يعرف جميع الناس في القرى التي يخدمها، فسألته متفاجئًا: "هل هذا صحيح؟"، فأجابني: "اعرف ايضًا أسماء الكلاب". إنهم كهنة يعرفون الجميع، وهذا هو القرب الكهنوتي. إنهم كهنة صالحون وأنا اليوم أحملكم في قلبي وأحملكم على المذبح. أفكر أيضًا بالكهنة الذين يتمُّ الافتراء عليهم وهذا أمر يحصل كثيرًا في أيامنا ويتعرضون للشتم بسبب المأساة التي عشناها بسبب بعض الكهنة الذين ارتكبوا أمورًا شنيعة. كهنة خطأة مع أساقفة خطأة وأب أقدس خاطئ أيضًا لكنّهم لا ينسون أبدًا أن يطلبوا المغفرة لأنهم يعرفون بأنّهم بحاجة لطلب المغفرة ولمنحها. لأننا جميعنا خطأة.
و تابع يقول أفكر أيضًا بالكهنة الذين يتألّمون بسبب بعض الأزمات ولا يعرفون ما عليهم أن يفعلوه ويعيشون في الظلمة... اليوم، أنتم معي جميعكم، أيها الكهنة إخوتي، على المذبح. أقول لكم شيئًا واحدًا فقط لا تكونوا عنيدين على مثال بطرس واسمحوا للرب أن يغسل أرجلكم. الرب هو خادمكم وهو قريب منكم ليمنحكم القوّة لكي تغسلوا أنتم أيضًا بدوركم أرجل الآخرين.
أضاف البابا يقول وبهذا اليقين بالحاجة لأن تُغسلوا كونوا مسامحين عظماء واغفروا وتحلوا بقلوب سخيّة في منحها للمغفرة، إنه الكيل الذي سيُكال به لنا. كما غفرتَ سيُغفر لك أيضًا: إنه المكيال عينه، فلا تخافوا من أن تغفروا. قد تساورنا الشكوك أحيانًا فانظروا إلى المسيح وهناك ستجدون المغفرة للجميع. كونوا شجعان حتى في المخاطرة في منح المغفرة وتعزية الآخرين، وإن لم يكن بإمكانكم أن تمنحوا المغفرة الأسرارية في تلك اللحظة قدموا أقلّه تعزية أخ يرافق ويترك الباب مفتوحًا للشخص الآخر لكي يعود.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أشكر الله على نعمة الكهنوت من أجلنا جميعًا؛ وأشكر الله عليكم أيها الكهنة. إن يسوع يحبّكم وهو يطلب منكم فقط أن تسمحوا له بأن يغسل أرجلكم.