تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
ربما لم يأت على الإنسان حين من الدهر كمثل ما تشهده الإنسانية جمعاء هذه الأيام من ذعر طائر الموت الذي يسمونه "فيروس كورونا" ، فياله من عدو ساحر .. إننا نحاربه ونحن لا نراه ، نستعطفه أن يرفق بنا ولا نعلم إن كان يسمعنا أم يصم أذانه ، نحتار ولا نتيقن إن كان سعينا يصرفنا عنه أم يقربنا منه .
من كان يتصور أن يحل يوم على أعتى الأمم لتواجه شبح الانهيار على النحو الذي رأيناه في دول أوروبية وأمريكية وأسيوية ، قبل شهور كانت الصين تتربع على عرش القوى الاقتصادية .. وكانت أمريكا تقول للعالم كن فيكون ، وكانت أوروبا بصدد الوصول إلى مرحلة تفوق الخيال في الطب والبحث العلمي .. وكانت شعوب مقهورة مغلوب على أمرها لا تملك إلا الخضوع والانصياع أمام القوى المتجبرة ، فإذا بنا جميع سواء أمام هذا الوباء المدهش الذي نجح أيما نجاح في توحيد صوت البشرية بالتوجه إلى عناية السماء لتشمل المليارات على كوكب الأرض بالرحمة والرفق وليس العدل والحساب .
وبدون أي محاولة تكلف أو وضع الأمور في غير سياقها .. لتكن هذه المحنة التي يواجهها العالم (يهودي ، مسيحي ، مسلم) فرصة أخيرة لإثبات جدارتنا بالبقاء على هذه الأرض .. فليتصالح المتخاصمون وليتواضع المتكبرون وليتنازل الدائنون وليعفو القادرون وليسامح المظلومون .. وإلى الله المصير .