رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

نص حوار بابا الفاتيكان مع جريدة ريبوبليكا بشأن فيروس كورونا

البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خص البابا فرنسيس صحيفة ” la Repubblica “، للحديث حول فيروس كورونا، لك خلال زيارته كنيسة القديسة ماريا ماجوري، منذ يومَين.. وجاء نص الحوار كالتالي:

قداسة البابا، ما الذي طلبته عندما صليّت في الكنيسة؟
“طلبتُ من اللّه أن يوقف الوباء: يا رب، أوقفه بيدَيك. هذا ما صليّتُ من أجله.”
كيف باستطاعتنا عيش هذه الأيام فلا تُعتبر وكأنها ذهبت سدى؟
“علينا أن نُعيد اكتشاف الأشياء الصغيرة وجانبها الملموس، لفتات انتباه صغيرة يمكننا أن نقدمها للقريبين منا والعائلة والأصدقاء. علينا أن نفهم أن كنزنا هو في هذه الأشياء الصغيرة. لفتات الحنان والمحبة والتعاطف هي لفتات صغيرة ونميل إلى عدم تسليط الضوء عليها في حياتنا اليوميّة لكنها ومع ذلك حاسمة ومهمة. ومنها على سبيل المثال تقديم وجبة ساخنة أو عناق أو قبلة أو مكالمة هاتفيّة… إنها لفتات مألوفة في يومياتنا تعطي للحياة معنى وتخلق تواصلًا ووحدةً بيننا.”
أليس هذا نمط حياتنا المُعتاد؟

“نختبر في بعض الأيام تواصلًا افتراضيًا بين بعضنا البعض. علينا ان نكتشف تقاربًا جديدًا أي علاقات ملموسة محورها الانتباه والصبر. في المنازل، غالبًا ما تتناول العائلات الطعام معًا وسط صمت كبير لكن لا نتيجة اصغاء أفرادها لبعضهم البعض بل نتيجة مشاهدة الوالدَين التلفاز وهما يأكلان وتركيز الأولاد على هواتفهم. يبدون منعزلين عن بعضهم البعض. هنا، لا تواصل في حين أن الاصغاء لبعضنا البعض مهم لأننا بهذه الطريقة نفهم احتياجات الآخر وجهوده ورغباته. إن لغة اللفتات الملموسة هي لغة من الواجب المحافظة عليها. وأعتقد أن على الألم الذي نختبره خلال هذه الأيام أن يفتح لنا الطريق لذلك.”
خسر عدد كبير من الناس أحباء ويكافح عدد كبير منهم في الخطوط الأماميّة لإنقاذ الناس فما الذي تقوله لهم؟
“أشكر أولئك الذين يبذلون ذواتهم بهذه الطريقة من أجل الآخرين. هم مثال عما تحدثت عنه. وأطلب من الجميع البقاء إلى جانب من خسر فردًا عزيزًا بأية طريقة ممكنة. على الجميع الالتزام بواجب تعزية الآخر. وفي هذا الصدد، أُعجبتُ كثيرًا بمقال فابيو فازيو الذي نشرته صحيفتكم حول الدروس المُستخلصة في هذه الأيام.”
ما الذي أعجبك بشكل خاص؟
“مقاطع كثيرة لكن بصورة عامة فكرة أن تصرفاتنا تؤثر دومًا على حياة الآخرين. وهو على حق عندما يقول: “من البديهي أن أولئك الذين لا يدفعون الضرائب لا يرتكبون جناية وحسب بل جريمة: فإن كان عدد الأسرة في المستشفى وأجهزة التنفس غير كافٍ، فذلك بسببهم أيضًا. لفتتني كثيرًا هذه الفكرة.”
كيف باستطاعة أولئك الذين خسروا ايمانهم الشعور بالرجاء في مثل هذه الأيام؟
“جميعهم أبناء اللّه وهو يرعاهم. حتى أولئك الذين لم يلتقوا اللّه، أولئك الذين لا يتمتعون بنعمة الإيمان، يستطيعون اجتياز هذه المرحلة من خلال الأمور الصغيرة التي يؤمنون بها: يمكنهم إيجاد القوة في حبهم لأولادهم وعائلتهم واخوتهم وأخواتهم. قد يقول أحدهم: “لا أستطيع الصلاة لأنني لا أؤمن” لكن في الوقت نفسه، يمكنه أن يؤمن بمحبة الناس من حوله فيجد فيها الرجاء.”