الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

محقق يكشف مكانة العذراء مريم فى المخطوطات القبطية والعربية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محقق يكشف مكانة العذراء مريم فى المخطوطات القبطية والعربية
إسحاق الباجوشى: النظامون الأقباط كتبوا مدائح لمريم باللغة العربية منذ القرن الثالث عشر
صالح الزنارى وضع مدائح للعذراء على وزن الأغانى العصرية ونشرها فى الثلاثينيات
تاجر بالزقازيق يُدعى «جرجس حنين» تكفل بنشر مخطوط فى «كنيسة كفر سلامة إبراهيم»
تذخر الكنيسة القبطية بتراثها المجيد، وهناك العديد من النساخ والفنانين الذين قاموا بنسخ وزخرفة وتزويق المخطوطات والأيقونات ولا نعلم عنهم إلا اليسير، من خلال بعض أعمالهم المنسوخة أو المرسومة أو المخطوطات القبطية المحفوظة بكنائس مصر، والتى لا يمكن حصرها، وهى منتشرة بالكنائس والأديرة والبيوت، وكانت الكتب فى بيوت الأقباط مثل الأكل والشرب يتم تخزينها ليقتاتوا منها ويرتووا من ينابيعها الفياضة، وفى هذا الحوار مع محقق المخطوطات القبطية الباحث إسحاق الباجوشي، نكتشف موقع المخطوطات الخاصة بالعذراء مريم فى التراث القبطي.


فى البداية.. ما هى المجالات التى تتضمنها المخطوطات المسيحية المكتوبة بالقبطية والعربية؟
- تعد المخطوطات القبطية والعربية التى تم إنتاجها فى مصر عبر 2000 عام، أى عبر عشرين قرنًا من الزمان، وهو عمر المسيحية على الأرض مكمنًا للعقائد المسيحية وعرين التعاليم اللاهوتية للكنيسة القبطية، بل مصدرًا للتعليم فى العالم المسيحى أجمع، فقد استطاع القبط أن يصيغوا ميامر، وهى كلمة سريانية بمعنى قول أو عظة تُكتب شعرًا أو نثرًا، وتعاليم وعظات ويسجلوا أيضًا عقيدتهم، ويمكن القول عقيدتهم الخاصة، حيث تمتد فلسفة الديانة فى مصر منذ بدء الخليقة، وكان المصريون أقدر فهمًا للديانة المسيحية، لذا كانت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية هى صاحبة الريادة فى التفسير الرمزي، كذلك الدفاع عن عقيد الثيؤطوكوس، وهى كلمة يونانية بمعنى والدة الإله، ضد نسطور الذى أصر على أن يستخدم مصطلح الخريستوطوكوس (يونانية بمعنى والدة المسيح) وأراد أن يستخدم ذلك فقط، وقام القديس كيرلس، عمود الدين البطريرك الرابع والعشرون فى عداد بطاركة الكرسى السكندري، لذا أنبرت مدرسة الإسكندرية فى الدفاع عن العقيدة المسيحية فى المجامع المسكونية (أى تضم كل كنائس العالم) وكان كيرلس المُلقب بشبل الأسد، ويقصد بها ابن مار مرقس، هو قائد الدفاع عن العذراء مريم، وأيضًا كان أول من وضع أساسًا للدفاع عن دوام بتولية العذراء، وهذا ما جعل جيروم يستطيع أن يرد على هرطقة هلفديوس، القائل بعدم دوام بتولية العذراء.


 وما أهم ما جاء بهذه المخطوطات عن مريم؟
- جاء فى الميامر القبطية وما يُسمى بالثيؤطوكيات أو التدكيات أو الضواضك أو الضوضوكيات، وهى بمعنى قطع للتسبيح تقال للعذراء مريم، وخاصة يوم الأحد، ويُسب لكيرلس السكندرى وضع ثيؤطوكية يوم الأحد، وهى تمجيد وتعظيم وشرح لرموز العذراء فى العهد القديم، وإتمام ذلك فيها وفى ميلادها البتولى الفائق الطبية للمسيح، وليس ذلك فحسب، بل صاغ الأقباط ما يعرف بالذكصولوجيات، وهى كلمة يونانية تُرف بالتماجيد للعذراء مريم يترنمون ويسبحون بها ليلًا ونهارًا، أيضا صاغوا ما يُعرف بالسلامات والمدائح العربية التى نبغ فيها النظاميون الأقباط منذ القرن الثالث عشر حتى الآن، فقد وضع كثيرون منهم مدائح مثل أبوالسعد الأبوتيجي، وكذلك فضل الله الإبيارى ومرقس الدمشيرى وغبريال القاى وغيرهم، وصولًا إلى حبيب جرجس ونجيب جرجس وصالح صالح الزناري، الذى وضع مدائح للعذراء على وزن الأغانى العصرية ونشرها فى كتابه فى غضون الثلاثينيات من القرن المنصرم، وهو المعروف بالكواكب الدرية فى المدايح العصرية، ولقد برع الأقباط فى ذلك، بل نسجوا ونظموا الحكايات عن العذراء وبركاتها فى بلادهم، ولقد كان وجود وانتشار الكنائس والأديرة باسم العذراء فى طول البلاد وعرضها وانتشار الموالد دافعًا قويًا لانتشار المخطوطات والنسخ المتعددة وتسجيل العجائب والمعجزات، بل استطاع الأقباط أن يعبروا الحدود المصرية بتسجيلاتهم ويكتبوا عن معجزات وعجائب العذراء فى البلاد الشامية، مثل أعجوبة العذراء فى صديانا، وميمر بناء أول كنيسة لها فى فيلبى وليس ذلك فحسب، بل قام الأقباط بنساخة الأعاجيب المترجمة عن اللاتينية، وانتشرت فى الكنائس القبطية، ورغم تنبيهات بعض الآباء، منهم القمص عبد المسيح صليب المسعودى إلى عدم انتشار هذه الأعاجيب اللاتينية المترجمة إلا أنها قد انتشرت فى طبعات عديدة فى الكنيسة القبطية وصدرت من العديد من الأديرة والكنائس والمكتبات القبطية.



 وما أشهر هذه الميامر الموجودة بالمخطوطات؟
- منها ميمر إصعاد جسد العذراء والمنسوب لكيرلس السكندرى بقوله «أيها الإخوة الأحباء أعيرونى أذانًا صاغية وقلوبًا واعية كى أقص عليكم أنا الحقير كيرلس بطريرك الإسكندرية ما وجدته مكتوبًا بأيدى سادتنا الآباء الرسل الأطهار معززًا بشهادة القديس يوحنا البتول حبيب ربنا يسوع المسيح بخصوص صعود جسد السيدة العذراء فى مثل هذا اليوم الذى هو السادس عشر من شهر مسرى ووجوده تحت شجرة الحياة التى بسطت أغصانها عليه بأمر الثالوث الأقدس الإله الواحد الذى ينبغى له السجود والعظمة إلى دهر الداهرين».
ولقد تم طبع كتاب ميامر وعجائب السيدة العذراء لأول مرة فى عهد البابا كيرلس الخامس البطريرك الثانى عشر بعد المائة فى عداد بطاركة الكرسى السكندري، وتولى الإنفاق على طبعه تاجر بالزقازيق يُدعى «جرجس حنين» عن مخطوط منسوخ فى «كنيسة كفر سلامة إبراهيم» بالزقازيق، وانتشر هذا الكتاب فى هذا الوقت وظل سنينًا يعاد طبعه، وقد قال البابا فى مقدمته فقال: «فلما كانت الكتب الدينية والقصص التاريخية من أجل ما يلزمنا للإرشاد والتعليم لما فيها من النصائح المهذبة والتعليمات المقومة، وتأسيسها تأسيسًا متينًا ببراهين سديدة وتطريزها بحواشى التمكن بأمثلة مفيدة رأى الأخ جرجس أفندى مينا يوسف الكتاب بطرفنا أن أحسن ما يلزم إهداؤه لأبناء كنيستنا مستقيمة الرأى هو هذا الكتاب الثمين الذى لا يُقُّوم بمال «كتاب السيدة الطاهرة العذراء مريم والدة الإله مخلص العالم، وهو كتاب جليل جمع ما نقص وغاب عن ذكراه آل الإيمان، مرتب على قواعد ثابتة ومتينة، مرتبط بآيات الكتاب المقدس حسًا ومعنى تعززة نبوات الأنبياء، والمختارين وآباء الكنيسة الأولين والرسل الأطهار المقربين... هذا، ولما كان ضيق اليد المقترح يمنعه من القيام بما يلزم من النفقات لإيجاد ذلك المشروع الجليل من حيز الفكر إلى العمل، قمت معضدًا له ووعدته ببذل النفس والنفيس وراء اقتناء هذه الأمنية العظيمة مشجعًا إياه بكل جهد ما استطعت إلى ذلك سبيلًا... واتفقنا مبدئيًا على الاستعانة برأى نيافة الحبر الجليل أنبا تيموثاوس مطران كرسى أورشليم، فورد لنا من نيافته بتاريخ 6 توت سنة 1618 ش التى توافق 16 سبتمبر 1902 تحت نمرة 161 شطب 16 جزء رده علينا، فبدأنا فى العمل، وبعد بحث طويل وتنقيب وتفتيش مستمرين جمعنا هذا الكتاب النفيس من عدة كتب قديمة العهد (أى مخطوطات) ومن أقوال آباء الكنيسة الأرثوذكسية، فالتزمت طبعه على عهدتى بعد مراجعته وتصحيحه بمعرفة أحد الآباء مع المحافظة على الأصل تمامًا لأنه يعد من الآثار القديمة الموضوعة بيد آباء الكنيسة الأفاضل التى لا يجب التطاول عليها بأيدى التغيير لأنه يعد من الآثار القديمة لئلا نجحف بفضلهم ونظهر مآثرهم فى غير ثوبها الحقيقي.



< وما هو محتوى هذا الكتاب؟
- الكتاب يتضمن: الميمر الأول: ميلاد السيدة العذراء وضعه القديس العظيم الأنبا أفرآم السريانى يقرأ فى اليوم الأول من بشنس.
الميمر الثاني: دخول السيدة العذراء الهيكل وضعه القديس أنبا كيرلس أسقف أورشليم يقرأ فى 3 كيهك.
الميمر الثالث: تسليم مريم العذراء ليوسف النجار خطيبها وبشارة الملاك لها بميلاد السيد المسيح له المجد «مأخوذ عن نسخة قديمة عثرنا عليها فى الدير المحرق».
الميمر الرابع: مجيء السيد المسيح إلى أرض مصر مع العائلة المقدسة (السيدة العذراء ويوسف النجار وسالومى) وضعه القديس أنبا زخارياس أسقف سخا- يقرأ فى 24 بشنس.
الميمر الخامس: حلول السيدة العذراء بجبل قسقام- وضعه القديس أنبا ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية- يقرأ فى 6 هاتور، وهو عيد تكريس بيعة العذراء بالدير المحرق.
الميمر السادس: حلول السيدة العذراء والسيد المسيح بجبل القوصية المعروف الآن بالدير المحرق وضعه القديس أنبا قرياقوص أسقف البهنسا- يقرأ فى 7 برمودة.
الميمر السابع: حلول السيدة العذراء والسيد المسيح بالدير المقدس الذى يطلق عليه الآن «بباى إيسوس» ومعناها بيت يسوع وهو فى مدينة البهنسا وضعه أسقفها أنبا قرياقوس- يقرأ فى 25 بشنس.
الميمر الثامن: بكاء السيدة العذراء على قبر ابنها الحبيب وضعه قرياقوس أسقف البهنسا- يقرأ باكر سبت الفرح.
الميمر التاسع: قصة القديس متياس وأعجوبة حل الحديد- وضعه القديس كيرلس أسقف أورشليم- يقرأ فى 21 بؤونة.
الميمر العاشر: تكريس كنيسة السيدة العذراء بمدينة فيلبيايس- وضعه القديس أنبا باسيليوس الكبير أسقف قيسارية كبادوكية- يقرأ فى 21 بؤونة.
الميمر الحادى عشر: نياحة السيدة العذراء وضعه القديس أنبا كيرلس بطريرك ألإسكندرية- يقرأ فى 16 مسرى.
الميمر الثانى عشر: صعود جسد السيدة العذراء وضعه القديس الأنبا كيرلس بطريرك الإسكندرية- يقرأ فى 16 مسرى.
الميمر الثالث عشر: أيقونة السيدة العذراء صيدنايا (بلبنان- حاليا سوريا) وضعه القديس الأنبا كيرلس أسقف أورشليم- يقرأ فى 10 توت.
الميمر الرابع عشر: الأعجوبة العظيمة التى صنعتها السيدة العذراء بكنيستها فى أتريب «قرب بنها».
ثم أورد الممول فى نهاية الكتاب مختصرا بتاريخ السيدة العذراء كتبه جرجس فبلوثاؤس عوض تلبية لرغبته، وخطابًا ثانيًا من نيافة الأنبا تيموثاوس أسقف أورشليم بتاريخ 21 بابة 1619 (محفوظ بتاريخ 3/10 / 1902 نمرة 29 شطب 59 جزء 3.. وفيه قال... ومساعدة منا لحضرتكم قد اشتركنا فى أربعين نسخة من هذا الكتاب النفيس، وبموجب إفادتنا هذه يصير استلام قيمة هذا الاشتراك من جناب ولدنا المبارك القمص جرجس الخيرى عند حضوره للزقازيق، ولذا وجب تحريره لينوب عنى فى تقديم واجبات السلام وخالص الدعوات والصالحات، وقد ألحق الممول فى آخر كتابه هذا كشفا بأسماء المشتركين يتضمن 387 مشتركًا عدا الأربعين التى أشترك بها نيافة المطران.
وقد توالى العديد من الطبعات بعد ذلك والدراسات ومن أهم الدراسات فى ميامر العذراء مريم وعجائبها، ما قام به الأخ وديع عوض الفرنسيسكانى فى دراسته التى نشرها فى أسبوع القبطيات التاسع المنعقد بكنيسة العذراء روض الفرج فى 1999م، والذى قام بطبعة بيت مدارس الأحد القبطى بالقاهرة، وتُعد هذه الدراسة بحق ثبت بالمخطوطات والطبعات التى وصلت إلى يد الباحث حينذاك، والتى يتم تطويرها الآن وفقًا للاكتشافات والفهارس والمخطوطات المنتشرة فى ربوع القطر المصرى والمسكونة، ولم تكن حينذاك متاحة ليد العالم المذكور.



ماذا عن نساخ المخطوطات؟ وما أهم الأيقونات التى تزين مخطوطات العذراء؟
- من أهم المخطوطات التى تكشف لنا عن شخصيات النساخ مخطوط نُسخ فى أبوقرقاص فى القرن الثامن عشر، منقولًا عن نسخة فى القرن الخامس عشر، ومزينًا بالصور للعذراء مريم، والذى قام بفهرسته الباحث مشتركًا معه عماد حرز لبيب، وكذلك قمت بعمل بحث عن ناسخه، وقام الاثنان بعمل دراسة عن المخطوط قيد النشر، وتدريب إحدى الباحثات وهى جيان القمص تاوضروس القمص متياس على دراسة الصور والتصاوير فيه، فقدمت شرحًا بارعا ألقته فى مؤتمر معهد الدراسات القبطية بالقاهرة تحت عنوان «التراث القبطى بين الأصالة والمعاصرة» برعاية غبطة قداسة البابا تواضروس الثاني، فى 2019م.
ويعد ناسخ هذا المخطوط من أهم النُساخ فى أسيوط فى غضون القرن الثامن عشر، والمصورين أيضًا: «الناسخ والرسام مرقس بن يوحنا بن ميخائيل علم الأسيوطي» بتاريخ 3 أمشير 1451 ش الموافق 1735م وقد زينه بالعديد من التصاوير منها:
أيقونة للعذراء تحمل الرب يسوع
رسم دانيال مرقص تقليدا لأيقونة الناسخ، وهى أيقونة تمثل السيدة العذراء تجلس على كرسى وتحمل السيد المسيح طفلًا وهو ممسك بكرة موشحة بالصليب فى يديه، وقد تم رسمها بقلم كوبيا أزرق وتلونت بقلم كوبيا أحمر وموقع عليها باسمه «الفقير دانيال مرقس» وهى فى بطانة الكتاب.
أيقونة دخول العذراء إلى الهيكل
أيقونة تمثل السيدة العذراء مريم والدة الإله وهى تقف فى داخل محراب مزين بالزخارف النباتية وأمامها ثلاث عذارى يحملن سعف نخيل وعلى صدورهن صليب، وقد استخدم الرسام الألوان الأزرق والأخضر والبنى والأحمر والأصفر، واستخدم اللون الذهبى فى الهالات التى تعلو رؤوسهن، واللون الفضى فى الزخارف النباتية على الملابس وزخارف المحراب.
أيقونة نياحة العذراء
تمثل السيدة العذراء مريم فى نياحتها يوم 21 طوبة، وهى ترقد على سرير مرتفع عن الأرض بواسطة قاعدتين وملاكًا يحمل السرير قائمًا فى وسط القاعدتين والقديس يوحنا الحبيب قائم يبخر أمام السيدة العذراء بشورية وبطنها جمر النار وممسك بها بواسطة الثلاثة سلاسل وملكان آخران واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين ويعلو الصور ستارة ملونة باللون الأحمر وتوسطها صليب.
أيقونة الهروب لأرض مصر
تمثل السيدة العذراء تركب حمارًا رمادى اللون ويجلس على حجرها الرب يسوع غلامًا صغيرًا ويوسف النجار يحمل صرة فى نهاية عصا على كتفه ويسير أمام العذراء وسالومى تسير فى خلف الموكب ومكتوب على كل شخص اسمه باللغة العربية، وتعرض وجه يوسف النجار فى الأيقونة للتأكل.
أيقونة كنيسة العذراء فى فيلبي
تعبر عن كنيسة فيلبى وكُتب عليها باللغة العربية «صورة كنيسة العدري» وهى عبارة عن واجهة مبنى بستة أعمدة يعلوها ثلاثة كوشات نصف دائرية والباب بين عمودين آخرين أصغر حجمًا ويعلوهما كوشة نصف دائرية ويوجد فى يمين الصورة طائر يقف على جناح تاج العمود.
أيقونة العذراء تحمل الرب يسوع
تمثل السيدة العذراء مريم تجلس على عرش وتحمل السيد المسيح له المجد على حجرها، وهو ممسك بكرة رسم عليها صليب وهى داخل إطار من عمودين يحمل ثلاثة كوشات وهناك اثنان من الطيور يشبهان البجعة عن يمين وعن يسار العذراء وهى التى استقى منها الرسام دانيال صورة البطانة.
وهناك مخطوط آخر هام جدًا لميمر ثاوفيلس المذكور سابقًا تم اكتشافه فى مكتبة إحدى الكنائس، وفيه شرح لميمر ثاوفيلس غير منتشر فى مخطوطات عديدة، والذى يعمل عليه الآن الباحث مشاركًا مع الراهب أثناسيوس أفامكاريوس، وذلك لنشره فى دورية الأنبا أثناسيوس للدراسات المسيحية، والتى تصدر من مطرانية ببا والفشن فى بنى سويف. ومن خلال فهرسة العديد من المخطوطات التى قمت بها بمشاركة الباحثين بيجول أنسى إسحاق وعماد حرز لبيب فى الدلتا والمنيا وأسيوط أقول إن العذراء مريم تحتل مكانة متميزة فى النصوص من ميامر ومدائح وذكصولوجيات وتفاسير وأبصاليات وغيرها من العناصر الليتورجية، كما أن مخطوطاتها لا يمكن حصرها.