السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الملاهي الشعبية" ترسم ملامح البهجة على وجوه الأطفال.. "مراجيح الغلابة" نظير 5 جنيهات.. و"أصحابها": مهنة قديمة وتتطور عامًا بعد الآخر.. وإقبال كثيف هذا العام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد "الملاهي الشعبية" المنتشرة في العديد من المناطق الشعبية على مستوى محافظات الجمهورية والقرى والنجوع، إحدى مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وكذلك في المناسبات والاحتفالات الرسمية المختلفة، لما من شأنها إدخال البهجة والفرحة والسعادة على نفوس الأطفال في العيد، وبأقل تكلفة نظرًا لتكلفتها البسيطة مقارنةً بـ"الملاهي الفاخرة".

ويستعد أصحاب "الملاهي الشعبية" قبل العيد بأيام، من خلال تجهيز "مراجيح الأطفال" كما يطلق عليها سكان الأحياء الشعبية، وتزينها في الشوارع المختلفة بطريقة جيدة من أجل جذب الأطفال إليها خلال الموسم الخاص بهم، فضلًا عن ضرورة تأمينها بشكل جيد منعًا لوقوع الكوارث والحوادث للأطفال أثناء اللعب، ويظل هذا العمل قائمًا طوال أيام عيد الفطر المبارك. 
وتشكل "ملاهي الأطفال"، مصدر دخل ورزق للعديد من للشباب، بالرغم من كونها مهنة موسمية يتم العمل بها فقط خلال أيام الأعياد والمناسبات المختلفة، حيث أن الملاهي الشعبية تشهد إقبالا كثيفا من الأطفال لركوب المراجيح والنطيطة للاحتفال بالعيد بدلًا من التوجه إلى مدن الملاهي والمتنزهات الكبرى لارتفاع أسعار الألعاب بها.

تاريخ "ملاهي الأطفال الشعبية": 
تعود أصل حكاية "المراجيح" كما كان يطلق عليها قديمًا، إلى عصر الفراعنة، مثلها مثل العديد من العادات والتقاليد والطقوس المتوارثة من هذا العصر، حيث تتواجد بعض الرسومات على الجدران في المعابد الفرعونية، والتي أظهرت أن المرأة الفرعونية كانت تساعد زوجها في أعمال الزراعة في الحقل، فكانت تضع رضيعها في قطعة قماش وتربط كل طرف بجذع شجرة فتصبح أرجوحة تهزها إذا بكى الطفل. 
وحدث طفرة كبيرة في تصنيع "المراجيح" منذ عصر الفراعنة وعلى مر العصور حتى الوقت الراهن، لتتحول من البساطة إلى ماكينة عملاقة تحركها الكهرباء حديثًا، حيث تطورت الفكرة بالاستغناء عن جذوع الأشجار واستخدام أعمدة خشبية قوية ومنها تطورت الفكرة حتى وصلت إلى شكلها الحالي في العصر الحديث، حيث أصبحت "المراجيح" ماكينات عملاقة تعمل بالكهرباء.
حاليًا في أول وثاني يوم عيد الفطر المبارك، يقبل الأطفال على ركوب الألعاب، من أبرزها «المرجيحة الدوارة» و«النطيطة» أو «السوستة» وغيرها من الألعاب الترفيهية التي يفضلها الأطفال، وذلك وسط حالة من الفرحة والسعادة مرسومة على وجوه الأطفال، وعلى الجانب الآخر نجد الأهالي تقف بجوار "المراجيح" لمراقبة أطفالهم خوفًا عليهم من السقوط.

ويقول "حازم. م"، عامل داخل إحدى الملاهي الشعبية: "بدأت أجهز المراجيح من أواخر شهر رمضان، في المكان اللي بشتغل فيه كل عيد من سنين، ورثت المهنة من أبويا، وزبونها هم الأطفال الصغار، ويقبلوا على المراجيح خلال العيد بأعداد كبيرة، لأن ده موسم وعايزين يلعبوا ويحتفلوا بالعيد".
واستكمل "حازم. م"، البالغ من العمر 25 عامًا، لـ"البوابة نيوز"، أنه يمتلك عدة مراجيح مختلفة مثل المرجيحة الدوارة والتي يصل تكلفة اللعب عليها لمدة 5 دقائق في المرة الواحدة 5 جنيهات، كما تصل تكلفة الركوب على المرجيحة التي تتخذ شكل الحصان أو البطة وتلف بشكل دائري، لمدة 5 قائق أيضًا في المرة الواحدة 3 جنيهات، وتتواجد "المرجيحة الطائرة" أيضًا والتي تصل تكلفة ركوبها 4 جنيهات في المرة الواحدة.
فيما يوضح "عم محمود"، صاحب "مراجيح" الأطفال في إحدى الأحياء الشعبية، البالغ من العمر 70 عامًا، أن يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 عامًا، حيث اختلفت شكل "المراجيح" عما كانت عليه قديمًا، والتي كانت مصنوعة من الخشب ويتم استخدام الحبال لربط المرجيحة، لافتًا إلى أنه صناعة المراجيح تطورت حتى تم تصنيعها من الحديد، والتي تعد أكثر أمانًا من تلك الأخرى المصنوعة من الخشب، وتتحمل الاستهلاك كثيرًا من قبل الأطفال.
وأكد "عم محمود"، لـ"البوابة نيوز"، أن تكلفة ركوب المراجيح الشعبية أقل بكثير مقارنةً بتكلفة تذاكر الملاهي الكبرى والحديثة، بما يتناسب مع الطبقة البسيطة الفقيرة، قائلًا: "إقبال الأطفال على المراجيح من بداية عيد الفطر حتى الآن كبير جدًا، خصوصًا الأطفال من سن 5 سنوات وحتى 15 سنة".