الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الشغل مش عيب".. فرح "طالبة الإعلام" بائعة "فول" في السحور وتذهب للامتحانات صباحًا

فرح طالبة الاعلام
فرح طالبة الاعلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الشغل مش عيب».. شعار رفعته «فرح» صاحبة ٢١ ربيعًا طالبة كلية الآداب قسم الإعلام شعبة الإذاعة والتليفزيون جامعة عين شمس.
تقول فرح: «جاءت لى الفكرة عندما كنت فى سنة تانية، وقررت أنفذها واشتغل قبل التخرج، واعتمد على نفسى، لكن فى البداية لما عرضت الفكرة على ماما رفضت فى البداية لعدم التأثير على دراستى ثم وافقت فى النهاية وبتشجيع من والدى بدأت تنفيذ الفكرة، سألت عن تكلفة العربة المتنقلة: لقيتها ١٠ آلاف جنيه، وبالفعل نفذتها، ولما قلت لزملائى فى الجامعة على الفكرة، منهم من انتقدنى، وقال لى الشغل ده للأولاد، أما البنت ملهاش غير بيت زوجها. ومش كده وبس لكن أصعب كلمة كنت أسمعها من بعض أصحابى «إنتى مشروعك هيفشل» لو اشتغلتى إنتى بنت.
لكنى قررت التحدى وطبعًا كان فى زملائى بيشجعونى، ويقولوا لى هتنجحى اشتغلى وإحنا معاكِ يا فرح، واستأجرت مكانًا فى التجمع الأول بجانب مستشفى جمال أبوعزايم.
وحصلت على تصريح من رئيس الحى، وعملت عربة فول للسحور بجميع أنواع الأكلات، والأكل بيتى.
وتابعت فرح: «أنا بنزل كل يوم من الساعة ١١ صباحًا إلى ٤ عصرًا للسوق اشترى الخضار وطلبات السحور، ثم أقوم بتحضير الأكل فى البيت، وبنزل الشغل من الساعة ٩ بالليل إلى ساعة ٣.٣٠ فجرًا وبعدين بحصل على قسط من الراحة واستيقظ واذهب للامتحانات من ساعة ٩ صباحًا إلى ١١ صباحًا».
وأضافت فرح: «أول يوم نزلت فيه الشغل وجدت مضايقات من الشباب، بطريقة إفيهات، وقلش»، موضحة مثلًا لم كنت أقدم ليهم الأكل كانوا بيقولو لي، أى يا جميل، إى القمر ده، الأكل حلو قوووى.
طبع الكلام ده كان بيضايقني، لكن لما عرفوا إنى لسه طالبة فى إعلام، بدأوا يتقبلون الموضوع وبقوا يشجعونى كمان، ويجيوا لينا كل يوم فى السحور.
عربة كازانوفا
يساعد فرح مجموعة من الفتيات هن طالبات فى كلية الآداب جامعة عين شمس فى مرحلة عشرينات «مارينا وحبيبة وساندرا» يساعدهن الطلاب أحمد ويوسف وخالد فى تجهيز أطباق متنوعة من الفول والبطاطس والطعمية وأطلقوا على عربة الفول اسم «كازانوفا»
وعن الأسعار تقول فرح الجواهرجي: «نوفر وجبات جيدة بأسعار رخيصة»، وأضافت: «علشان نقدم سعر يعجب كل الناس جت لنا فكرة كويسة وهى إننا نخفض السعر، ونخليه أقل من أى مكان، الأسعار بره بتوصل لـ١٥ جنيها لطبق الفول، فعملنا (منيو) لوجبة السحور كاملة وهى فول- بيض بأنواعه - بطاطس- وجبنة - طماطم - زبادي - عيش، وده شجع ناس كتير إنهم يجوا لينا مخصوص من أماكن بعيدة عن هنا».
وتابعت: «ده أول رمضان لينا، على عربة كازانوفا ودى يمكن تجربة جديدة على الشارع المصرى، بحكم إن الناس اتعودت على عربية الفول التقليدية، اللى بيقف عليها راجل، لكن إحنا عملنا فكرة جديدة، ووقفنا بنفسنا نجهز سحور».
وعن الصعوبات التى واجهت الشباب أثناء تنفيذ مشروعهم، تقول فرح: «كانت مشكلة المياه، هنجيب ماء منين علشان نغسل الأطباق، كهرباء، الشارع كله ضلمة. فعرضنا على قهوة مجاورة لنا فكرة الإيجار ووافق صاحبها إننا نأجرها وبياخد منا ١٢ ألف جنيه إيجار شهري، وبنقدم مختلف الأكل والمشروبات.
المبلغ كبير صح لكن فى الأول كانت بتواجهنا، مشكلة الماء كانت مشكله لينا برضه، لأننا بنحتاج نغسل الأطباق دى، فبنمشى مسافات كبيرة جدًا علشان نجيب مياه.
ساندرا منير، طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس، أحد المشاركين فى المشروع، تقول: «إحنا عارفين كويس ظروف البلد، وفكرنا بره الصندوق، وفعلًا كانت فكرة عربية الفول دى هى بداية الحلم، فاجتمعنا وقررنا ندعم زميلتنا وتكون البداية أول سحور فى رمضان، على عربة فول «كازانوفا» فى الأول مكناش متوقعين ننجح، لأسباب كتير، أولها طبعًا إنها فكرة جديدة، الناس مش متعودة تاكل من عربية فول، شغال عليها بنات، ده غير إن الأكل بيتى، الطعمية هنا مش زى اللى فى المطاعم، وأكيد فيه ناس كتير هتحب فكرة الأكل البيتى، وتابعت فرحًا الشغل إضافة إلى خبرة التعامل مع الناس، وعلشان كده بنصح البنات إنها تشتغل وتعتمد على نفسها.
وأضاف أحمد محمد طالب: «أنا وزملائى بنساعد فرح ولما عرضت علينا الفكرة شجعناها جدًا والحمد لله إنها نجحت وإحنا فخورين جدًا بها، وهنفضل ندعمها ونساعد وإحنا كل يوم بنشتغل معاها، ولكن مبناخدش أى مقابل مادي، لأنه إحنا كلنا واحد وأهو بنشوف بعض وبندعم زميلتنا للنجاح، وهو ده المهم بالنسبة لنا».