متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «اقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة.
فى كتابه «محمد صلاح.. حكاية بطل» يروى عماد أنور، الصحفى بجريدة الأهرام العربى، قصة نجم الكرة المصرى الأشهر فى التاريخ، والذى صار أسطورة تُنافس الساسة ونجوم الفن والأدب، مُقدمًا إياه كقدوة للشباب وأيقونة للأمل بعد ما حققه من إنجازات على مستوى مصر والوطن العربى.
يروى أنور قصة صلاح منذ الصغر، وكيف تغلب على الظروف الصعبة ونشأته المتواضعة فى إحدى القرى الفقيرة بمحافظة الغربية، ويسرد مشواره الذى بدأه خطوة خطوة حتى وصل إلى العالمية، حتى صار لاعبًا غير عادى ينافس على عرش الساحة الكروية. تمامًا كما فعل بيليه ومارادونا وميسى وكريستيانو رونالدو. يحكى أنور عن الفتى الذى بدأ الكرة باللعب فى الشارع نحو عامين ومنه إلى مركز شباب نجريج ثم مركز شباب بسيون الذى يبعد عن قريته، ثم مشاركته فى دورى بيبسى عام ٢٠٠٤، وبعدها الانضمام لنادى عثماسون بطنطا التابع لنادى المقاولون العرب، حيث اضطر للتنقل بين قريته وطنطا يوميًا، حتى انتقل إلى فرع المقاولون العرب بالقاهرة، وكان يذهب خمسة أيام أسبوعيًا، وكان أول راتب حصل عليه هو ١٢٠ جنيهًا.
ورغم رفض رئيس الزمالك ممدوح عباس ضم محمد صلاح، لاعب المقاولون، إلى القلعة البيضاء بحجة أنه لا يصلح، كان مسئولو نادى بازل السويسرى يتابعون صلاح أثناء مشاركته مع منتخب مصر للشباب فى كأس العالم بكولومبيا ٢٠١١، حيث وقع لمدة ٤ سنوات ليصبح أول لاعب مصرى يحترف فى بازل، وكان وقتها يبلغ ٢٠ عامًا، ويعيش بمفرده فى بلد يتحدث أهلها ٤ لغات، وقد شارك فى ٧٩ مباراة مع بازل فى موسم ونصف، سجل خلالها ٢٠ هدفًا؛ كما رصد الكتاب المفاوضات التى سبقت انتقال صلاح لتشيلسى، حيث تلقى عرضًا من مسئولى ليفربول قبل أن يتحدث صلاح مع مورينيو مباشرة وتم التعاقد مع البلوز فى صفقة وصفت بأنها الأغلى فى تاريخ اللاعبين العرب. ورغم الشهرة التى حصل عليها صلاح باللعب فى تشيلسى فإن الظهور الحقيقى والتألق كانت عبر بوابة فيورنتينا الإيطالى، ثم انتقل لصفوف فريق العاصمة روما وهناك بدأ يتعلم الايطالية، ولعب مع روما موسمين سجل خلالهما ٣٤ هدفًا، وهو ما جعل نادى ليفربول يضم اللاعب فى موسم ٢٠١٧ فى صفقة تاريخية فيمتها ٣٦ مليون جنيه استرلينى.
كشف الكتاب كذلك عن الأعمال الخيرية التى يقوم بها صلاح مع أهل قريته ومواقفه الإنسانية التى جعلت صحيفة «ذى صن» تصفه بأنه «يمتلك قلبًا من ذهب»؛ وتضمن الكتاب فى نهايته صورًا لقمصان محمد صلاح عبر مسيرته والأماكن التى لعب فيها.
