الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جورج بايرون.. صاحب "أسفار شيلد هارولد"

 جورج بايرون
جورج بايرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد جورج بايرون أحد رواد الشعر الرومانسي البريطاني، كانت قصائده تعكس معتقداته وخبراته، اتسمت كلماته بالغرابة في معظم الأحيان، عبر عن أسفاره المتعددة خلال قصائده النابضة بالرقة تارة وبالعنف حينا آخر، عبر عن رؤيته للحياة والكون وثنائيات الحياة مثل الخير والشر خلال أعمال الشعرية، قال عنه الكاتب الكبير فيكتور هوجو: عندما أعلنوا خبر وفاة بايرون، شعرنا وكأنهم نزعوا جانبا من مستقبلنا".
بايرون، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الجمعة، كان قد ولد في مدينة لندن بإنجلترا في 22 يناير 1788، وعاش حياته في اسكتلندا، وحينما بلغ سن السادسة عشر، حصل على لقب "اللورد"، ثم انتقل إلى إنجلترا ودرس في جامعة كمبردج، في عام 1807 انتهى من أول كتاب شعر له وكان اسمه "ساعات الكسل".
سافر بايرون إلى إسبانيا والبرتغال واليونان وتركيا، ثم عاد ليشغل مقعده في مجلس اللوردات، وفي عام 1812 نشر أول أسفار تشايلد هارولد التي كانت مبداية شهرته.
كان لبايرون مغامرات نسائية كثيرة، وكانت الليدي كارولين لامب (5871 - 8281) تمثل إحدى غزواته النسائية الأولى، وهي ابنة الإيرل الثالث لبيسبورو Bessborough وتزوجت في العشرين من عمرها من وليم لامب الابن الثاني للورد ميلبورن وليدي ميلبورن.. وبعد أن قرأت كتابه (Childe Harolds Pilgrimage) قررت مقابلة المؤلف لكنها عندما رأته اعتبرته شخصا من الخطر معرفته وابتعدت عنه سريعا، فأثاره ذلك وعندما التقى بها ثانية رجاها أن يلتقيا وأتى إليها وكانت وقتها أكبر منه بثلاث سنين وكانت قد أنجبت بالفعل وكانت وارثة لثروة كبيرة كما كانت عطرة مرحة.. وأتى إليها ثانية، وتكررت زياراته فغدت كل يوم تقريبا.. وكان زوجها مشغولا بأعماله فقبله كمرافق لزوجته أو عشيق لها وهو أمر شائع في إيطاليا Cavalier Servente وتعلقت به أكثر فأكثر وذهبت إلى بيته علنا أو متنكرة في زي غلام وكتب له خطابات غرامية حارة، وازداد اندماجهما حتى إنه اقترح عليها أن تفر معه تاركة بيت الزوجية (41) لكن عندما ذهبت إلى أيرلندا (في سبتمبر 2181) مع أمها وزوجها، كان قد تخلى عنها بالفعل وسرعان ما وثّق علاقته بليدي أو كسفورد.
تزوج بايرون عام 1815 لمدة عام واحد بعد طلب زوجته الانفصال قضائيًا بسبب جنونه، وكان زواجه قد أثمر عن طفلة سماها أوجستا على اسم أخته؛ وأخذ بايرون يتنقل بين بلجيكا وألمانيا وسويسرا.
تنوعت مجالاته الكتابية بين الشعر القصصي، والدرامي، والهجائي، والغنائي، وتُظهر قصائده الغنائية براعته في الوصف والتصوير، وتوظيف الإمكانات الصوتية والإيقاعية للغة الشعرية؛ وظهر هذا منذ صدور أول ديوان شعري له باسم "ساعات الكسل"، والذي لاقي هجومًا قاسيًا في مجلة أدنبره، وكان رده قصيدة "الشعراء الإنجليز والنقاد الإسكتلنديون" هاجم فيها كل من انتقدوا ديوانه، ثم تتابعت أعماله مثل "الجاوور"، "عروس أبيدوس"، "لارا"، "حصار كورنته"، "فالبيرو دوق البندقية"، "السماء والأرض"، و"القرصان"؛ إضافة إلى الكثير من المسرحيات التي لم تكتمل، ولكن كانت نقطة الإنطلاق الحقيقة لبايرونهي "أسفار شيلد هارولد"، وملحمة "دون جوان".
كان بايرون دائمًا من أقوى دعاة الحرية وأنصارها، فانضم عام 1823 إلى اللجنة الثورية اليونانية التي كانت تقاوم الاحتلال التركي وكان عضوًا فاعلا بقيادة الحركة الثورية، ولكن حالته الصحية كانت سيئة، فأصيب بالحمى وتوفي في اليونان عام 1824.