رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يغسل أرجل "مساجين" في "خميس الأسرار" للعام السابع على التوالي.. "برجوليو": اعتاد الاحتفال في سجن أو مركز للفقراء والمهمشين

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كنت مسجونًا فزرتمونى».. شعار حملة البابا فرنسيس منذ توليه سدة مار بطرس فى عام ٢٠١٣، فقد فضل البابا الكاثوليكى الاحتفال بـ «خميس الأسرار»، والذى يعرف أيضًا بـ «خميس العهد»، والذى تحتفل به الكنيسة خلال أسبوع الآلام، بإقامة الصلوات بداخل السجون ومع أشخاص بحاجة إلى عناية. منهج مختلف اتخذه البابا فرنسيس، له جذور مع بابوات الكنيسة؛ حيث قام البابا بندكتس السادس عشر، بزيارة سجن كازال ديل مارمو للقاصرين، فى الثامن عشر من مارس عام ٢٠٠٧، واحتفل بالقداس الإلهى فى كابلة «الآب الرحوم».
الكاردينال برجوليو، والذى أصبح فيما بعد البابا فرنسيس، اعتاد دائما حين كان رئيس أساقفة على بوينوس أيريس فى الأرجنتين الاحتفال بهذا القداس فى سجن أم مستشفى أو مركز للفقراء والمهمشين. وبحسب ما نشره الموقع الرسمى للفاتيكان؛ فإن احتفالات الفاتيكان بأسبوع الآلام تبدأ الأحد المقبل بأحد «الشعانين» أو «السعف»، ويفتتح البابا الأسبوع العظيم يوم ١٤ أبريل بترأسه المسيرة التى تذكّر بدخول يسوع إلى أورشليم مع أغصان النخيل، قبل الاحتفال بالقداس الإلهي، ويصادف أحد الشعانين اليوم العالمى للشباب، وبحسب التقاليد، يشارك شبيبة من مختلف أنحاء العالم فى مسيرة الشعانين.
فى ١٨ أبريل، أى خميس الأسرار، يترأّس البابا فرنسيس القداس صباحًا، عند الساعة التاسعة والنصف، فى البازيليك الفاتيكانية. وفى خلال هذا الاحتفال، سيكرّس زيت يتمّ استخدامه للاحتفال بأسرار العماد والتثبيت، وفى السنوات الماضية، كان يخرج البابا على التقاليد ويحتفل خارج أسوار القديس يوحنا اللاتران والقديس بطرس، ويتوجّه إلى أمكنة ليقابل أفقر الفقراء والمساجين ومراكز ذوى الاحتياجات الخاصة أو اللاجئين. فى ١٩ أبريل، يوم الجمعة العظيمة، سيترأّس البابا رتبة سجدة الصليب فى بازيليك القديس بطرس عند الساعة الخامسة بعد الظهر، وسيشارك بدرب الصليب الذى سينطلق من الكوليزيه عند الساعة التاسعة والربع مساءً.
يُحتَفَل بالأمسية الفصحية يوم السبت ٢٠ أبريل فى بازيليك الفاتيكان عند الساعة الثامنة والنصف مساءً. وسيبارك البابا فرنسيس الشعلة عند مدخل البازيليك ويضيئها، فى صباح يوم أحد القيامة ٢١ أبريل يحتفل بالقداس الإلهى عند الساعة العاشرة بتوقيت روما، وسيمنح البركة البابوية إلى المدينة والعالم. وخلال يوم خميس الأسرار، فى ١٨ أبريل ٢٠١٩، سيحتفل خليفة مار بطرس بقدّاس الغسل فى سجن فيليترى فى روما، ليكون السجناء على موعد مع «خليفة مار بطرس» فى زيارته الخامسة خلال خميس الأسرار للسجون، وهو السجن الواقع على بُعد ساعة من العاصمة افتُتِح عام ١٩٩١، وهو يتألّف من جناحَين من ٤ طوابق، مع ٢٧٥ زنزانة تضمّ حوالى ٥٥٠ محتجزًا، حيث ستكون فى استقباله مديرة السجن ماريا دوناتا إيانانتوونو عند وصوله فى الرابعة والنصف من بعد الظهر، وخلال هذا الاحتفال، سيغسل البابا أرجل ١٢ محتجزًا، وسيلتقى أيضًا السجناء والطاقم المدنيّ وأعضاء شرطة السجن.
البابا كان قد راسل هؤلاء السجناء عام ٢٠١٦، قائلًا لهم: «كونوا دائمًا متأكّدين أنّ الله يحبّكم شخصيًّا. فبالنسبة إليه، عمركم أو ثقافتكم لا تهمّ، ولا يهمّه ما كنتم عليه وما فعلتموه أو الأخطاء التى ارتكبتموها»، داعيًا إيّاهم إلى «عدم البقاء مُحتجزين فى الماضي، بل إلى النظر إلى نور الإيمان ورجائه: مع المسيح، كلّ شيء ممكن». فى خميس الأسرار العام الماضى ٢٠١٨، زار سجن «ريجينا كويلي» أحد السجون فى روما، حيث غسل أقدام ١٢ معتقلا، بينهم مسلمان وأرثوذكسى وبوذي، من بلدان مختلفة، وبعد لقاء مقتضب على انفراد مع السجناء المرضى. وقال البابا: «لكل واحد فرصة لتغيير حياته ويجب ألا يحاكم»، موضحا أنه يعتبر نفسه «آثما»، أضاف: «أعتبر أن معايدة المرضى وزيارة السجون وإعطاء المحكومين الأمل بإعادة دمجهم فى المجتمع أمور تمثل جميعها دور الكنيسة».
هذا ويقع المبنى فى حيّ «تراستيفيرى» فى وسط روما، وقد كان أساسًا ديرًا، تمّ تحويله إلى سجن بين ١٨٧٠ و١٨٩٠، وهو يضمّ حاليًّا حوالى ٩٠٠ مسجون مقابل ٦٢٤ مكانًا؛ مع العِلم أنّ الأم تريزا زارته فى أيار ١٩٩٤. وفى ٢٠١٧، غسل البابا فرنسيس أرجل ١٢ سجينًا وثلاث نساء فى سجن باليانو فى جنوب شرق روما، وقد قابل البابا كلّ واحد منهم على انفراد قبل البدء بالقداس الإلهي، قدّم المناولة الأولى لشاب اعترف للمرّة الأولى فى حياته؛ فأراد البابا بنفسه أن يمنحه هذا السرّ بالإضافة إلى أشخاص غيره. عام ٢٠١٦، غسل أرجل ١٢ لاجئًا فى مركز يستقبل طالبى اللجوء فى «كاستلنويفو دى بورتو» شمال روما، وعام ٢٠١٥، احتفل بالغسل فى سجن ريبيبيا فى روما، حيث غسل أرجل مساجين، بالإضافة إلى أرجل نساء محتجزات فى سجن قريب. فيما يوما خميس الأسرار من عامَين ٢٠١٣ و٢٠١٤ حملاه إلى سجن القاصرين فى «كاسا ديل مارمو»، ومركز «سيّدة العناية» للمعوّقين.