الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خطة أردوغان في سوريا.. حماية "داعش" وإبادة "الأكراد".. تركيا تحشد آلاف الجنود المدعومين بالدبابات والمدرعات لشن عملية عسكرية في "منبج"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هدف خليفة الإرهاب أردوغان حماية «داعش» وإبادة الأكراد فى سوريا لذلك لا يتوقع منه أن يحارب التنظيمات الإرهابية وقد فتح الأراضى التركية لكل الإرهابيين الفارين من بلادهم وعلى رأسهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأيضا إرهابيو جبهة النصرة.. هذا ما أكدته أكثر من صحيفة وموقع عالمى على رأسها مجلة فورين بوليسى وسكاى نيوز.

واستعان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأحد القبور التاريخية، ليبعث برسالة وعيد جديدة للأكراد فى سوريا، بينما تحتشد قواته على الحدود استعدادا لعمل عسكرى محتمل فى مدينة منبج.
وأجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع وزير الدفاع خلوصى أكار وكبار قادة الجيش خلال زيارة تفقدية للقوات التركية عند ضريح سليمان شاه فى قرية «أشمة» السورية الحدودية، قائلا إن «الجيش سينتصر على الأعداء فى سوريا مثلما فعل فى عمليات سابقة».
وتأتى زيارة القادة الأتراك بالتزامن مع تعزيزات عسكرية للجيش التركى وصلت إلى طول الحدود مع سوريا، خلال الأسابيع الماضية، ودخل جزء منها إلى الأراضى السورية فى محيط مدينة منبج.
وذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن وزير الدفاع تلقى خلال الزيارة التفقدية، معلومات من الضباط عن أنشطة القوات المتمركزة قرب الحدود.
وحشدت تركيا آلاف الجنود المدعومين بالدبابات والمدرعات على الحدود السورية، استعدادا لشن عملية عسكرية بالتعاون مع فصائل سورية معارضة ضد القوات الكردية التى تسيطر على مدينة منبج.
لكن مصير العملية العسكرية المزمعة لا يزال مجهولا، انتظارا لترتيبات تجرى بين الدول ذات النفوذ فى سوريا، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة.
وأعلن الجيش السوري، أن قافلة تضم ٤٠٠ مقاتل كردى انسحبت من منطقة منبج فى ريف حلب الشمالى الشرقى إلى شرق نهر الفرات، «تنفيذا لاتفاق إعادة الحياة الطبيعية إلى مناطق شمال البلاد».
وفى وقت سابق، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر ميدانية إن فصائل سورية معارضة متحالفة مع الجيش التركى سحبت كافة المقاتلين الذين جاءوا من مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» فى الشمال الممتد من غرب الفرات إلى حدود لواء إسكندرون.
ونفى ناشطون قريبون من الجيش الحر على الحدود التركية، أنباء الانسحاب، قائلين إن القوات لا تزال فى انتظار القرار التركى بالتحرك.


وأثار إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره سحب قواته من سوريا بعدما أنجزت مهمتها على حد قوله بإلحاق «الهزيمة» بتنظيم داعش، خشية الأكراد من أن يشكل ذلك ضوءا أخضر لتركيا كى تبدأ هجومها على المدينة.
حين أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرا، عن سحب قوات بلاده من سوريا، قال إنه سيعتمد على تركيا فى محاربة تنظيم داعش الإرهابى بسوريا، لكن هذا الرهان على أنقرة فى ملاحقة المتشددين ليس فى محله، بحسب مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
وترى المجلة الأمريكية، أن الإيعاز الأمريكى لأنقرة بتولى الحرب ضد داعش يقدم فرصة سانحة للتنظيم المتطرف حتى يعيد رص صفوفه لأجل العودة مجددا إلى الواجهة.
وشكل قرار الانسحاب الأمريكى مفاجأة داخل واشنطن، لاسيما أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون، قال فى سبتمبر الماضى إن القوات الأمريكية قد تظل فى سوريا إلى أن يغادر الإيرانيون.
وعقب إعلان نية سحب نحو ٢٠٠٠ من القوات الأمريكية فى سوريا، قال ترامب فى تغريدة بعد اتصال مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، إن تنظيم داعش تكبّد الهزيمة على نطاق واسع.
وأضاف أن دولا من المنطقة مثل تركيا عليها أن تتولى أمر ما تبقى من تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا، وقال إن الرئيس التركى أكد له بشدة أنه سيستأصل فلول داعش من سوريا.
وعلى الرغم من هذا التعهد التركى الصريح بالتصدى لفلول داعش فى سوريا، تقول «فورين بوليسي» إن تركيا ترددت أكثر من مرة فى شن حرب مباشرة على التنظيم الإرهابي، والسبب فى هذا أن أنقرة تفضل التركيز على عدوها اللدود المتمثل فى المقاتلين الأكراد.
وفى هذا المنحى، ظلت تركيا تؤدى لعبة مزدوجة طيلة سنوات، فالهدف الأساسى لأردوغان هو الحئول دون أن يرسخ الأكراد وجودهم فى الشمال السورى وحتى لا ينشئوا ممرا موازيا للحدود مع تركيا.
ووفق المجلة، تنظر تركيا إلى استئصال تنظيم داعش فى سوريا أو القضاء على شبكته فى الداخل التركي، بمثابة أولوية ثانية جرى تجاهلها على الدوام.
ويعود هذا المنطق فى ترتيب الأولويات، إلى تمكن داعش من تأسيس بنية تحتية واعدة فى تركيا، وبالتالي، فإن قرار الانسحاب الأمريكى من سوريا قد يمد طوق نجاة لداعش، كما أنه قد يلحق أضرارا بالجنود والمدنيين الأتراك أنفسهم.
ويضيف المصدر أن داعش قد تتخذ تركيا بمثابة قاعدة إمداد خلفية للمعارك فى سوريا، فى حال الانسحاب الأمريكي، بالنظر إلى سهولة اختراق الحدود المشتركة بين البلدين والتى سمحت بدخول الكثير من المقاتلين المتشددين إلى سوريا، خلال السنوات الماضية.
وكانت تركيا نفسها، الممر الأكبر لمسلحى تنظيم داعش الذين كانوا يتدفقون على سوريا عبر حدودها الشمالية الطويلة، قبل أن تصبح ملجأ الفارين منها.


وتعزو «فورين بوليسي» عجز تركيا عن محاربة داعش إلى أمرين مهمين وهما ضعف القدرة والنوايا، لا سيما أن التنظيم استطاع أن يمد أذرعه فى تركيا وينفذ عدة هجمات فى البلاد خلال السنوات الأخيرة، وهذا معناه، أن المتشددين راكموا خبرة مهمة.
ويضيف المصدر، أن تركيا تظهر قدرا كبيرا من الحماس أثناء الحديث عن مكافحة داعش، لكن هذا ليس إلا حبرا على ورق، أما الواقع فهو أن القضاء على التنظيم أمر غير سهل، فحتى الولايات المتحدة نفسها لم تتمكن من القضاء على المتشددين بشكل نهائى «فلماذا يعتقد ترامب أنه بوسع الأتراك أن يحققوا هذا الهدف؟»
ومن الأمور التى تزيد تعقيد المهمة، عزم تنظيم داعش على الدخول فى حرب عصابات طويلة الأمد فى شمال شرقى سوريا على الرغم من خسارة المعاقل التى كانت تشكل أراضى لما سمى بـ«الخلافة».
وتشير «فورين بوليسي»، إلى العوامل الداخلية غير المساعدة فى تركيا، فجيش البلاد يعيش على إيقاع التوتر منذ إطلاق حملة ضد الفساد فى ٢٠١٣ ووقوع محاولة انقلاب فاشلة فى يوليو ٢٠١٦.
وبسبب هذا التوتر العسكري، دخلت تركيا فى حالة من عدم الاستقرار بعدما طردت السلطات وسجنت آلاف الأشخاص بسبب الاشتباه فى صلتهم برجل الدين المقيم فى الولايات المتحدة، فتح الله جولن.
وتضيف المجلة أن المفترض هو أن تنظر تركيا إلى داعش بمثابة عدو ينبغى إزاحته، لكن المعادلة العسكرية والسياسية تبدو أكثر تعقيدا، ففى الشرق الأوسط، يجرى النظر إلى عدو العدو بمثابة صديق، وهذا معناه أن أنقرة مستفيدة من داعش بالنظر إلى عداء التنظيم للمقاتلين الأكراد.
ولأن متطرفى داعش يقاتلون فى سوريا بدوافع طائفية، كما هو معلن على الأقل، فإنها تبدو منسجمة مع الخط الذى يتبناه أردوغان حين يقدم نفسه بمثابة زعيم للسنة وراع للحركات الإسلامية.
وإذا تمكنت أنقرة من التحرك كما يحلو لها فى سوريا فركزت على الأكراد عوض تنظيم داعش، فإنها ستعود بضرر كبير على الداخل التركي، لأن المقاتلين الأكراد سيلجأون حتما إلى الانتقام عبر شن هجمات «الثأر».
وعلى مر السنوات، أظهرت الجماعات الكردية قدرة كبيرة على تنفيذ هجمات بالداخل التركى واستطاعت أن توقع عددا كبيرا من الضحايا، وبالتالي، فإن أردوغان قد يجد نفسه فى مواجهة حامية مع الأكراد، وعندها قد يتخلى بسهولة عن تعهده القاضى باستئصال داعش.. الأمر الذى يؤكد أن خليفة الإرهاب لن يقتل تنظيما ينتمى له.