الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"الإخوان وإيران".. الاستبداد باسم الدين

أحمدى نجاد، ومحمد
أحمدى نجاد، ومحمد مرسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظنّ المتابعون للشأن الإيراني، أن قطيعة ٣٤ عامًا لن ينهيها عِناق حار بين الرئيس الأسبق أحمدى نجاد، والرئيس المنتمى لجماعة الإخوان محمد مرسي، فى اللقاء العابر الذى جمع بينهما بالرياض خلال القمة الإسلامية التى دعا إليها العاهل السعودى فى صيف ٢٠١٢، بيّد أن «مرسي» سافر إلى طهران، ثم ردّ «نجاد» الزيارة، وحضر إلى القاهرة فى مايو ٢٠١٣، كأول رئيس إيرانى يزور مصر منذ عام ١٩٧٩.
كان غريبًا أن يتفق «مرسى ونجاد» على فتح سفارة إيرانية فى مصر، التى تُعد أكبر القوى الإقليمية فى المنطقة، وترى نفسها قوة سياسية مناهضة لإيران ذات الأغلبية الشيعية، وما تمارسه من اضطهاد للسّنة على أراضيها، لكن سياسة البحث عن الحلفاء، دفعت الإخوان إلى الاستقواء بالنظام الإيرانى والتطبيع مع دولة الملالي، فى عام حكم الجماعة ٢٠١٢-٢٠١٣.
بسؤال أحد شباب الإخوان - طلب عدم ذكر اسمه - عن تقييمه للعلاقة بين الجماعة وإيران، قال: «طهران مثل بيت الخلاء، نعلم نجاسته لكننا نحتاج إليه»، يمكن فى ضوء هذه العبارة فهم السياسة الإخوان تجاه الشيعة وإيران؛ إذ كانت الجماعة تحرض على الشيعة فى الداخل، وتغض الطرف عنهم فيما يتعلق بإيران، باعتبارهم مصدر دعم مالى وقوة عسكرية، إذا اقتضى الأمر الاستعانة بتجربة الحرس الثوري، التى أراد الإخوان تطبيقها فى مصر.
بعدما أُزيح الإخوان عن الحكم إبان ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، توالت اجتماعات قيادات الجماعة الهاربين فى قطر وتركيا؛ إذ التقى «إبراهيم منير»، الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان، بعدد من القيادات الشيعية المقربين من مرشد الثورة الإيرانية، بينهم: «محسن الآراكي» أمين عام المجمع العالمى للتقريب بين المذاهب، وأحمد الحسنى القيادى الشيعي، على هامش المؤتمر الدولى العاشر لمنتدى الوحدة الإسلامية، الذى عُقد فى العاصمة البريطانية يوليو ٢٠١٧.
يمكن فهم أسباب تنحية الخلافات المذهبية بين الإخوان كتنظيم سُّني، والدولة الشيعية، من خلال إعادة النظر فى العلاقة التاريخية التى بدأت منذ أربعينيات القرن المنصرم، عندما قدّم حسن البنّا، مؤسس الجماعة، مصلحة «الإخوان» على الدين.
وبحسب الدكتور ثروت الخرباوي، الباحث فى شئون الحركات الإسلاموية، فإن هناك وثيقة تاريخية ترصد زيارة روح الله مصطفى الموسوى الخمينى عام ١٩٣٨، إلى المقر العام لجماعة الإخوان، وتوثق لقاء خاصّا تمّ بين المرشد الأول للجماعة و«الخميني»، الذى أصبح فيما بعد مفجر الثورة الإيرانية.
وعندما تبنى الأزهر الشريف سياسة التقريب بين المذاهب، زار رجل الدين الإيرانى محمد تقى القمى مصر، والتقى مؤسس الجماعة، وشاركا فى اجتماعات التقريب بين المذاهب؛ لذا تزخر شوارع طهران بلافتات إعلانية، تظهر عددا من مؤسسى الحركات الإسلامية، إذ تضم حسن البنا، ومنظر الإخوان سيد قطب، يجاورون «الخميني» وقائد تنظيم « حزب الله» حسن نصر الله.
كما يُوصف يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان، بـ«عرّاب» العلاقة بين الإخوان وإيران، لا سيما أنه تلقى دعمًا اقتصاديًا ضخمًا من إيران، بعد أن استقر فى سويسرا، عند أحد الإخوان المقيمين هناك، وهو «إبراهيم صلاح» الذى ساعده فى الحصول على مشروع تخطيط العاصمة الإيرانية، وتلقى مقابل هذا المشروع نحو مليار دولار.
وفسّر الباحث محمد سيد رصاص، فى كتابه الذى حمل عنوان «الإخوان المسلمون وإيران الخمينى - الخامنئي»، الدوافع الإيرانية فى الدفاع المستميت عن الإخوان فى مصر، وحركة النهضة التونسية، وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بأن «مرسي» كسر حظرًا فرضه سلفاه على نفسيهما بعدم زيارة طهران، وطرح مبادرة تشكيل مجموعة اتصال رباعية، تضم القاهرة والرياض وأنقرة وطهران؛ من أجل معالجة الوضع السوري، ورفضتها السعودية بوعى بخطورة إشراك إيران فى شأن عربي، هى جزء من المشكلة فيه.
وقال: «تجاهلت الجماعة الشواهد المؤكدة بأن التقارب بين مصر بقيادة الإخوان، وإيران الخمينية، لن يكون فى صالح العرب ولا المسلمين بأى حال من الأحوال، فى ظل ما تقوم به إيران من أعمال تخريبية فى أكثر من ساحة عربية، وسعيها إبراز هوية أطماعها الفارسية، التى تعتبر الإسلام عدوها اللدود لقضائه على الإمبراطورية الفارسية، وهذا العداء الذى ظل الفرس يتوارثونه جيلًا إثر جيل».