الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"المتحف الكبير" أضخم مشروع حضاري في الألفية الجديدة

رحلة القطع الأثرية للمتحف

المتحف الكبير
المتحف الكبير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد «المتحف المصرى الكبير» المشروع الثقافى والحضارى المصرى الأكبر خلال الألفية الحالية، ليس مصريًا فقط ولكن عربيًا وأفريقيًا وعالميًا، فهو الأكبر على مستوى العالم، ليس من ناحية المساحة وحسب، وإنما من ناحية القيمة التاريخية والتراثية والحضارية والجمالية الفنية للقطع التى تم نقلها إليه لتكون فى استقبال زواره فور افتتاحه.
وشدد «العنانى» على الدعم الكامل والاهتمام الدائم الذى توليه الدولة والقيادة السياسية لإتمام المتحف وفقًا للمعايير الدولية بالشكل اللائق بمصر، وما يتماشى مع التقدم التكنولوجى الهائل الذى يشهده العالم، مشيرًا إلى أن المنحة اليابانية وحدها لم تكن لتوفى الاحتياجات اللازمة لإتمام المتحف، الأمر الذى يؤكد أن المشروع لا يعنى وزارة الآثار وحدها، وإنما يعنى جميع قطاعات الدولة باعتباره مشروعًا قوميًا، مقررًا افتتاحه جزئيًا مطلع العام المقبل، ليشمل البهو العظيم والدرج العظيم وقاعة توت عنخ آمون، والتى ستعرض ولأول مرة جميع مقتنيات الفرعون الذهبى كاملة، والتى يبلغ عددها 5200 قطعة أثرية.



رحلة القطع الأثرية

شهدت الشهور الماضية، نقل العديد من القطع الأثرية المصرية المهمة إلى المتحف، وكان آخرها نقل ٦١٤ قطعة أثرية، الشهر الماضى، من المتحف المصرى بالتحرير، تضم ١١ قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، ومجموعات متعددة من القطع التى تنتمى إلى عصور تاريخية مختلفة.
ومن بين هذه القطع، مجموعة من التماثيل الخشبية الأوزيرية والمغطاة بطبقة من القار الأسود، وتماثيل مصنوعة من الحجر الجيرى الملون، والتى ترجع جميعها إلى عصر الدولة القديمة، من أشهرها تمثال سن نفر، أحد كبار رجال القصر الملكى بعصر الأسرة الخامسة، ولوحة من عصر الأسرة ٢٦ للملك بسماتيك الأول صور عليها أبا الهول، وأكاليل الملك توت عنخ آمون، وصندوق من الخشب للملك أمنحتب الثانى مغطى بطبقة من الملاط الأبيض نقش عليه خراطيش الملك وكتابات هيراطيقية، وتستعرض «البوابة»، أهم القطع الأثرية التى تم نقلها إلى «المتحف المصرى الكبير» لتكون فى استقبال زواره وقت الافتتاح.



آثار صان الحجر

إحدى عشرة قطعة أثرية تمثل أجزاء ثلاث مسلات من الجرانيت، كانت آخر ما وصل إلى المتحف المصرى الكبير من منطقة صان الحجر، لتنضم إلى قائمة القطع التى تقبع بين جدران المعبد، الذى تعمل وزارة الآثار على قدم وساق للانتهاء من تجهيزاته، ورغم ما أثارته تلك القطع الأثرية من ضجة خلال عملية النقل، اعتراضا من أهالى صان الحجر على تفريغ المنطقة الأثرية من محتوياتها- على حد وصفهم، فإن عملية ترميم وصيانة تلك القطع وعرضها، ستكون إضافة كبيرة للمتحف المصرى الكبير، وهذا ما أكده الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حينما وصف منطقة صان الحجر بأنها «طيبة الشمال»، التى بدأت وزارة الآثار مشروع تطويرها لتحويلها إلى متحف مفتوح، ووضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية، بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية؛ حيث لا تحظى بزيارة الوفود السياحية، وأن معظم آثارها الضخمة كانت محطمة ومتناثرة بالموقع، وسيشمل الترميم وإعادة التركيب قطعًا أثرية ومسلات وتماثيل وبلوكات حجرية بالمنطقة، والتى كانت ملقاة على الرمال منذ قرون طويلة، ورفعها على مصاطب حجرية لحمايتها حتى يتسنى لزوار الموقع رؤيتها بالشكل الأمثل.
ومن المتوقع أن تكون المسلات الثلاث التى تم نقلها للمتحف المصرى الكبير، خير سفير للحديث عن آثار صان الحجر فور افتتاحه أمام الجمهور مطلع العام المقبل أى بعد شهور قليلة من الآن.



تمثال سنوسرت

بعد أن قبع لأعوام طويلة بمنطقة آثار القلعة، استقر رأس الملك سنوسرت الأول الذى يحمل ملامح الدولة الوسطى، والمصنوع من الجرانيت الوردى ذى الملامح الواضحة للوجه، بالمتحف المصرى الكبير، ليكون ضمن سيناريو العرض المتحفى، فكان الحدث كبيرًا فى الثالث من أغسطس الماضى، حيث تحرك الرأس من القلعة فى موكب مهيب يليق بالفرعون الثانى فى الأسرة الثانية عشرة، وأحد الملوك الأقوياء فى هذه الأسرة، والذى استطاع أن يواصل العمل الذى بدأه والده الملك «أمنمحات الأول»، وهو إحياء ذكرى الفراعنة العظام الذين حكموا البلاد أيام الدولة القديمة، أمثال «سنفرو، وساحو رع»، حيث أظهر «سنوسرت الأول» ارتباطه بالمدينة التى كانت مقرًا أصليًا للدولة الوسطى، وأخذ يمهد الطريق لما عُرف بعد ذلك باسم «طيبة المنتصرة»،
كان فى استقبال «سنوسرت» عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى، الذى أكد أن فريق العمل من أثريى ومرممى المتحف الكبير قاموا بتسلم الرأس والذقن من منطقة آثار القلعة، وتم التعامل معه وفق أحدث الأساليب فى عملية التغليف، ووضع الرأس على قاعدة خشبية حمولة ٦ أطنان باستخدام الروافع الهيدروليكية، إضافة إلى وضع الرأس والذقن داخل معمل الأحجار للبدء فى أعمال الدراسة والفحص والتحليل والتوثيق، والذى يتم استخدام تقنية التصوير ثلاثى الأبعاد معه، لتوضيح عملية الدمج المبدئى للرأس مع الذقن، يلى تلك المرحلة وضع خطة للترميم، تتم من خلالها أعمال التنظيف الميكانيكى والكيميائى لإعادة الدمج النهائى للذقن ليكون جاهزا للعرض.
فيما أكد الدكتور أيمن العشماوى، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، أن رأس الملك اكتشفته البعثة المصرية - الألمانية العاملة فى منطقة آثار المطرية «شرق القاهرة» عام ٢٠٠٥، وتبلغ أبعاده ١٢٢ سم و١٠٨ سم، وارتفاعه ٧٥ سم، ويزن نحو طنين اثنين»، إلا أنه تم اكتشاف الذقن عام ٢٠٠٨، على مسافة ١٠ أمتار من مكان اكتشاف الرأس.
وكان من بين الحضور لاستقبال «سنوسرت الأول» الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف، الذى أشار إلى أن الرأس يحمل ملامح الدولة الوسطي، وهو منحوت من الجرانيت الوردى ذى ملامح للوجه واضحة، للملك سنوسرت الأول يرتدى غطاء الرأس فاقدا لبعض أجزائه، كما أنه يتضمن ذقنًا ملكيا مفصولا عن التمثال.



«مركب خوفو»

كانت بعض القطع الأثرية فى منطقة آثار الهرم والمتحف المصرى بالتحرير وعددها ١٨٠ قطعة أثرية، على موعد يوم الأربعاء ١٦ مايو الماضي، لتغيير محل إقامتها؛ حيث الانتقال إلى الصرح الجديد بميدان الرماية، وكانت القطع التى تم انتقاؤها بعناية شديدة عبارة عن مجموعة من رءوس تماثيل من البرونز من عصرى الأسرة ٢٦، والعصر اليونانى الروماني، ومجموعة من أخشاب مركب خوفو الثانية من عصر الدولة القديمة، والتى تعد من القطع الأساسية من الجسم الخارجى للمركب، والطويلة، والتى تراوحت أطوالها بين ثمانية أمتار وتسعة أمتار، والتى تميزت ببصمة خاصة فى أسلوب صناعتها، والتى خضعت لأعمال الترميم الأولى وتقويتها قبل نقلها إلى المتحف الكبير، نظرًا لحالتها السيئة أثناء استخراجها من حفرة المركب، وكان لنقل تلك القطع أسلوب خاص، نظرًا لما لها من طبيعة تختلف عن غيرها من القطع الأثرية؛ حيث السيارات المجهزة والمزودة بوحدة تحكم فى درجة الحرارة والرطوبة، إضافة إلى الوسائد الهوائية لمنع الاهتزازات ضمانًا لسلامتها.
وتعد القطع الخشبية التى تم نقلها جزءًا من ٨٤٣ قطعة، نجح فريق العمل المصرى اليابانى المشترك بين وزارة الآثار وجامعة هيجاشى نيبون الدولية اليابانية، من استخراجها ضمن مشروع مركب خوفو الثانية، والتى تم نقل ٦٤٣ قطعة منها تباعًا للمتحف المصرى الكبير، بعد أن تم توثيقها بأسلوب علمى باستخدام تقنيات حديثة من التصوير ثلاثى الأبعاد، وهذا ما أكده عيسى زيدان مدير الترميم الأوّلى بالمتحف المصرى الكبير، وممدوح طه المشرف الأثرى بموقع مركب خوفو الثانية.



عجلة الفرعون الذهبى

كانت عيون العالم صوب مصر فى الخامس من مايو الماضي؛ حيث الحدث الأعظم منذ الشروع فى إنشاء المتحف المصرى الكبير، والذى لن يُضاهيه أحداث سوى نقل القناع الذهبى للملك توت عنخ آمون، شهد هذا اليوم موكبًا عسكريًا مهيبًا لنقل العجلة الحربية السادسة والأخيرة للملك «توت» من المتحف المصرى بالتحرير، لعرضها ضمن مقتنياته الملكية بالمتحف المصرى الكبير، وكان فى استقبال العجلة الحربية الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، الذى أوضح أن العجلة الأخيرة هى واحدة من ست عجلات خاصة بالملك الشاب، والتى تم العثور عليها داخل مقبرته على يد عالم الآثار هوارد كارتر عام ١٩٢٢م. والتى تتنوع بين عجلات حربية وعجلات للصيد؛ عثر على أربعة منها داخل غرفة الدفن، واثنتين داخل حجرة الكنوز، ومن ضمنها العجلة السادسة والأخيرة، ومعظم العجلات الحربية مُصنعة من خشب الدردار، وهو من أنواع الأخشاب الصلبة طويلة الألياف والقابلة للتقوس، والتى تتحمل العمل الشاق.
وكانت العجلات الحربية الستة بالمتحف المصرى بالتحرير؛ حيث تم عرض أربعة منها بداخله، والعجلة الخامسة تم إعادتها لعرضها بمتحف الأقصر، فى حين تم إعارة العجلة السادسة إلى المتحف الحربى بقلعة صلاح الدين الأيوبى عام ١٩٨٧، إلى أن عادت من القلعة لتنضم إلى مجموعة توت عنخ آمون الكاملة داخل المتحف المصرى الكبير.
لم تكن العجلة الحربية هذه كغيرها من القطع الأثرية الملكية، نظرًا لطبيعتها الخاصة؛ حيث أكد الدكتور طارق توفيق، المشرف على مشروع المتحف، أن فريق العمل من المتحف الكبير والمتحف الحربى قاما بمعاينة العجلة، وتولى فريق من المتحف المصرى الكبير أعمال التوثيق والترميم الأولى ورفع كفاءة العجلة؛ متمثلة فى أعمال التنظيف الميكانيكى للأتربة، وتثبيت أماكن الضعف بها، وعمل طبقات حماية وتغطية لأماكن الوصلات باستخدام ورق التشيو اليابانى خالى الحموضة، وتم تثبيته بمحلول مخفف من الكلوسيل جي. حرصًا على الأمان التام أثناء عملية النقل؛ حيث استغرق العمل على العجلة ستة أيام؛ شملت الترميم الأولى والتغليف؛ حيث قام فريق العمل باستخدام مواد ماصة مسئولة عن الحفاظ على درجة الرطوبة النسبية، وأيضًا استخدام وحدات ضد الاهتزازات أثناء النقل، وأجهزة علمية لقياس الحرارة والرطوبة وشدة الاهتزازات، وهذا ما أكده عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير.



السرير الجنائزى لـ«توت»

فى إطار المشروع اليابانى المصرى لنقل ٧٢ قطعة أثرية، كان المتحف المصرى الكبير يوم ٢٢ أبريل الماضى، على موعد لاستقبال العجلة الحربية والسرير الجنائزى الثالث للملك توت عنخ آمون، تمهيدًا لعرضها ضمن مجموعته الكاملة وقت الافتتاح، وكانت العجلة الحربية هى الخامسة التى يتم نقلها مع السرير الجنائزى الثالث، والذى يُعد أهم الأسرة الخاصة بالملك توت عنخ آمون، لأنه يمثل شكل بقرة سماوية قد عرفت سابقا باسم «محت ورت»، والتى تعنى الفيضان العظيم. وكانت تلك البقرة هى التى تحمى الإله رع عندما كان يعيش على الأرض فى عصر الآلهة.
ويصور السرير نقوشًا للملك توت بعد وفاته بالإله الأكبر أو ابن الإله الذى تحمله البقرة «محت ورت»، ويعلو رأس البقرة على جانبى السرير قرنان يتوسطهما قرص الشمس وعيون البقرة بها دموع سوداء وجسدها مغطى بالنجوم السوداء التى ترمز إلى أرض مصر، والمعروفة بالأرض الخصبة السوداء، والتى أكد الدكتور طارق توفيق المشرف على مشروع المتحف، أنها من أهم القطع التى وصلت المتحف الكبير نظرًا لما لها من قيمة أثرية.
ونظرًا لأهمية هذه القطع، جرى تأمين الأماكن الضعيفة بها قبل تغليفها وإجراء عملية النقل، وذلك من خلال إجراء أعمال الترميم الأولى والتوثيق للعجلة والسرير، اللذين يعدان آخر الآثار العضوية المدرجة ضمن المشروع المصرى اليابانى، والتى تم الانتهاء من نقلها، ليتم استكمال أعمال ترميمها داخل معمل الأخشاب، وفق ما أكده حسين كمال، مدير عام الشئون الفنية بالمتحف المصرى الكبير.



آثار «توت» بالأقصر

لم تقتصر كنوز الملك توت عنخ آمون على المتحف المصرى بالتحرير وحسب، وإنما كان هناك عدد من القطع الأثرية التى تعود للملك بمتحف الأقصر، والتى استقبلها المتحف المصرى الكبير فى العاشر من أبريل الماضي، لتنضم لمجموعته الكاملة، والتى كان من بينها رأس البقرة المذهبة وإحدى العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون، وسرير ومقعد من الخشب، وبعض الصناديق والسلال الخاصة بالملك، ومن المتوقع أن تخدم هذه القطع سيناريو العرض المتحفى الجديد لقاعة العرض الخاصة بالملك داخل المتحف المصرى الكبير، مما يلقى مزيدًا من الضوء على الطقوس الجنائزية والحياة اليومية فى عصر الملك توت عنخ آمون.
وبطبيعة الحال، خضعت القطع الأثرية لأعمال الترميم الأولى قبل نقلها وتغليفها، كما تم التعامل معها بشكل علمي، ليتم تغليفها على أحدث الطرق العلمية؛ حيث استغرقت عملية التغليف تسعة أيام، وهو ما أكده عيسى زيدان مدير الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير.



تمثال رمسيس الثانى

وسط ترقب وانتظار العالم أجمع، وقبيل أيام من نقل عمود مرنبتاح، كان المتحف المصرى الكبير على موعد للقاء الفرعون الأشهر فى تاريخ الحضارة الفرعونية القديمة، وهو الملك رمسيس الثاني، الذى وصل تمثاله إلى مقر عرضه الدائم بالبهو العظيم بالمتحف المصرى الكبير يوم الخميس ٢٥ يناير الماضي، ليكون بذلك أول قطعة أثرية من مقتنيات المتحف يتم عرضها تمهيدًا لافتتاحه، وتعد عملية نقل التمثال هى الرابعة بعد أن نُحت قديمًا منذ ما يقرب من ٣٠٠٠ عام، ليتم نقله من منطقة ميت رهينة بجبانة منف، ليعرض أمام البوابة الجنوبية لمعبد بتاح الكبير بعد ترميمه، وفى عام ١٩٥٥ قرر الرئيس جمال عبدالناصر، نقل التمثال من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد أمام محطة السكة الحديد، أما عملية النقل الثالثة فكانت عام ٢٠٠٦، حينما قرر وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، نقل التمثال من ميدان رمسيس حفاظًا عليه من التلوث، لتكون المرة الرابعة والأخيرة حيث المستقر ببهو المتحف الكبير، فى عملية نقل بلغت تكلفتها نحو ما يقرب من ١٣.٦ مليون جنيه مصرى، شملت أعمال تدعيم وعزل وتغليف التمثال لحمايته، بالإضافة إلى رصف وتجهيز طريق بمواصفات خاصة لتحمل ثقل وزن التمثال.



عمود الملك مرنبتاح

كان بهو المتحف المصرى الكبير على موعد مع عمود الملك مرنبتاح رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وابن الملك رمسيس الثانى، صبيحة العاشر من مارس الماضي، والذى حكم مصر ما يقرب من عشر سنوات فى الفترة من عام ١٠١٣ ق. م، وحتى عام ١٢٠٣ق. م، وهو العمود الذى عُثر عليه فى منطقة المطرية داخل معبده بمدينة «أون» شرق عرب الحصن، وهو مزين بنقوش من الحفر الغائر وكتابات باللغة الهيروغليفية توضح الألقاب الخاصة به، والتى تخلد ذكراه وانتصاراته على القبائل الليبية، التى قامت بالاعتداء على مصر من ناحية الشمال الشرقى، وكان ذلك فى العام الخامس من حكمه.
تم نقل العمود من موقعه الأصلى فى منطقة المطرية إلى قلعة صلاح الدين، ليقبع بها قرابة العشر سنوات، إلى أن قامت لجنة سيناريو العرض المتحفى بالمتحف المصرى الكبير، باختياره لعرضه ببهو المتحف بجوار تمثال أبيه الملك العظيم رمسيس الثاني، ويبلغ طول العمود ٥.٦٠ متر ووزنه ١٧ طنًا، وهو مصنوع من مادتى الجرانيت الوردى فى البدن والحجر الرملى فى القاعدة، ويحمل العمود نقوشًا على الجزء السفلى منه، والتى تُشير إلى الحرب التى شنها مرنبتاح على الليبيين و«الشاسو»، إحدى قبائل شعوب البحر، فى السنة الخامسة من حكمه، وانتصاره عليهم، والغنائم التى حصدها المصريون من أسرى وماشية وسيوف والأقواس.
يشار إلى أن وزارة الآثار كانت قد أعلنت أكثر من مرة، أن افتتاح المتحف بشكل جزئي سيكون في مطلع العام المقبل 2019 إلا أنه وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي سيتم افتتاح المتحف بشكل كلي عام 2020.