مسجد الظاهر بيبرس احد أكبر جوامع مدينة -الألف مئذنة- القاهرة، يبلغ طوله نحو الـ 103 أمتارً، فيما يبلغ عرضه 106 امتار، ويُعد أحد أهم الشواهد على عظمة التراث المعماري الإسلامي، وشاهد أيضَا، على أهم فترات "المدينة القاهرية"، عبر التاريخ، فصاحبه أحد أعلام الفروسية المصرية القديمة وأحد أكبر قادة جيوشها، الذي يعرفه القاصي والداني، إنه مسجد الظاهر بيبرس والذي يعود بناؤه إلى القرن الثالث عشر، بالقاهرة القديمة.
ورغم شهرة المسجد وعظم قدره، إلا أنه أصبح خاويًا على عروشه، فلم يبق منه سوى الجدران الخارجية، ومجموعة من رواق القبلة العريقة، وبعض الأعمدة الداخلية، بعد أن غمرت المياه الجوفية البناية، وأصبح «المسجد العائم على الماء»، ليتربع بذلك على قائمة المساجد الأكثر إهمالًا في مصر.
تعود قصة تطوير مسجد الظاهر بيبرس، لثلاثة مراحل، البداية كانت عام 2007، لكنها توقفت بعد ثورة 25 يناير 2011، ثم عادت مرة أخرى محاولة البناء والترميم عام 2011، ولكن كسابقها، توقفت لمخالفة الشركة المسئولة عن بنود عقد الترميم، باستخدامها مواد بنائية مخالفة للمبادئ الأساسية للترميم المعماري، ليقوم الأهالي عام 2016 بجمع تبرعات والبدء في عملية الترميم تحت إشراف وزارة الآثار، إلا أن هذه المحاولة لم تنجح بعد، للعديد من الأسباب منها عدم قدرة تنفيذ المقاييس المطلوبة بالإضافة إلى ارتفاع التكلفة المالية.
المرحلة الثالثة، أعلن عنها وزير الآثار الدكتور خالد العناني، أول أمس، حيث استأنفت الوزارة بالشراكة مع شركة المقاولون العرب، أعمال ترميم مسجد الظاهر بيبرس، وأكد الوزير أنه سيتم الانتهاء من مشروع ترميم المسجد في فترة ما بين 12 إلى 18 شهرًا، بتكلفة 100 مليون جنيه.
