الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماري أسعد.. أيقونة النضال النسوي

ماري أسعد
ماري أسعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدكتورة ماري باسيلي أسعد، التي رحلت عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 96 عامًا، تعد أبرز الناشطات النسويات المدافعات عن حقوق المرأة المصرية خاصةً، والمرأة بشكل عام، وفضلًا عن ذلك هي أستاذة أنثربولوجيا بالجامعة الأمريكية سابقًا، وناشطة من أشهر المناهضات لختان الإناث.
رأت ماري نور الحياة في 16 أكتوبر عام 1922 بحي الفجالة بالقاهرة، وتخرجت في الجامعة الأمريكية، وحصلت على شهادة الماجستير في علم الإجتماع، كما حازت منحة دبلوم في إنجلترا في مجال تنظيم الأسرة من منظمة الصحة العالمية، بالإضافة لانتدابها مفوضة في اللجنة الطبية المسيحية بالمجلس العالمي للكنائس بسبب نشاطها الملحوظ وعملها علي ختان الإناث وصحة المرأة.

استهلَّت "أسعد" أبحاثها الخاصة بموضوع ختان الإناث في الخمسينيات من القرن العشرين، وكانت أبحاثها منصبة على مصر وشمال أفريقيا بالتحديد، وكان لتلك الأبحاث عظيم الأثر في توجيه سياسات المجتمع نحو مناصرة قضايا المرأة والتنمية والمضطهدين في العالم الثالث، وهي أول امرأة تتولى منصب أمين عام مساعد الأمانة العامة لمجلس الكنائس العالمي سابقًا.
للناشطة الكبيرة حكاية مع ختان الإناث، فعائلتها كانت تنتمي إلى الشريحة العليا من الطبقة الوسطى القاهرية، وتمنَّت العائلة أن يكون مولودها الرابع ذكرًا بعد أن أنجبوا ثلاثة إناث، فوُلدت ماري لتكون البنت الرابعة صاحبة البشرة السمراء، وقد مات جدها وقت ميلادها، فباتت الطفلة المنبوذة فى العائلة، وكانت إحدى أمارات النبذ أن أمها قررت عدم ختانها مثل أخواتها البنات، وأحست حينئذٍ أنها أقل من أخواتها لعدم ختانها مثلهن، وأنها قد لا تحظى بفرصة الزواج.
سافرت ماري إلى جنيف فى سويسرا عام 1952، من أجل المشاركة في مؤتمر حول قضايا المرأة، وكانت المفارقة أن الموضوع الذي من المنتظر أن يُناقش في المؤتمر هو موضوع ختان الإناث، واكتشفت عبر المناقشات أنها ممارسة عنيفة، وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للمرأة، فعادت من المؤتمر وهي تشعر بالامتنان لقرار والدتها الذي حماها بدلًا من أن يعاقبها بالفعل، وأصبحت داعية ضد ختان الإناث في مصر.
نشرت ماري دراستها الرائدة فى مجال ختان الإناث بمصر، وإفريقيا عام 1970، وكانت الأولى من نوعها فى هذا المجال، وباتت دراستها فيما بعد هى أساس عمل الأمم المتحدة.