السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي | مدينة "منديس الأثرية" العاصمة المنسية في قلب الدقهلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقع مدينة منديس الأثرية، أو تل الربع كما يطلق عليها حاليًّا، والتابعة لمركز تمى الأمديد بمحافظة الدقهلية، على بُعد 17 كم شرق مدينة المنصورة عاصمة المحافظة.


وكانت هذه المدينة منارة للحضارة بمصر القديمة، وربما ترجع إلى عصور ما قبل الأُسرات الفرعونية، وفق ما أشار إليه عالم المصريات روفورد، الذى كان قد أقام حفريات بهذه المدينة عام 1980، حيث ذكر أن هذه المدينة ترجع إلى عصر "نقادة الثالثة"، مما يؤكد أن هذه المدينة من أقدم مدن الدلتا.
كما وصلت هذه المدينة إلى درجة عالية من الرخاء فى نهاية عصر الدولة الفرعونية القديمة، حيث كانت تقع على الفرع المنديسي لنهر النيل، وكان هذا الفرع يصب فى البحر الأبيض المتوسط، ثم أخذت شهرتها تتراجع فترة الدولة الوسطى وفترة احتلال الهكسوس، وازدهرت مرة أخرى فترة حكم الأسرة السادسة والعشرين والدليل على ذلك الناووس الضخم الذى أقامه الملك أحمس الثانى.

كما عادت المدينة مرة أخرى لتكون عاصمة للبلاد فترة حكم الأسرة التاسعة والعشرين، والتى كانت لها الفضل فى التخلص من الاحتلال الفارسي على يد ابن مدينة منديس الملك نفرتيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة والعشرين ومخلِّص مصر من الفرس، لكن لم تدم هذه المدينة باقية بعد الأسرة التاسعة والعشرين والأسرة الثلاثين حيث دمرت عام 338 قبل الميلاد على يد (أرتا إكسركيس) ملك الفرس فى ذلك الوقت، ثم يأتى الملك بطليموس الثانى ليعيد بناء معابد هذه المدينة ويقوم بالاحتفال بتنصيب الكبش معبود مدينة مندس، وخلد ذلك بإقامة لوحة مندس، ويسجل هذه الاحتفالية على اللوحة.


من ناحيته أكد الدكتور محمود المحمدي، ابن محافظة الدقهلية والحاصل على الدكتوراه فى علم المصريات واللغة المصرية القديمة، أن تلك المدينة كانت مركزًا لصناعة الخمور والعطور التى كانت تصدر مباشرة إلى أثينا، وظلت هذه المدينة فى هذا الازدهار إلى أنْ حدث جفافٌ لفرع النيل المسمى بالفرع المنديسى، وهجَرها سكانها عام 200 قبل الميلاد.
وأضاف أن هذه المدينة عُرفت فى اللغة المصرية القديمة باسم جدف، أي (بيت الروح)، وعُرفت عند الآشوريين باسم (نيتيتى)، وعند اليونانيين باسم (مندس) التى تَعني معبود المدينة، وأطلق عليها العرب (تل ابن سلام)؛ نسبة للصحابى الجليل عبدالله بن سلام والذى دفن فى هذه المنطقة.


وتساءل الدكتور محمود المحمدى: لماذا هذه العاصمة منسية ولِم لا يتم وضعها على خريطة السياحة، وهى تقع بالقرب من مواقع أثرية أخرى مثل موقع قرية غزالة وقرية السمارة، مشيرًا إلى أنه يجب أن تسرع وزارة الآثار للانتهاء من أعمال الحفائر الاستكشافية الموجودة بالمنطقة أو تحديد منطقة الحفائر وفتح بقية المنطقة للزيارات السياحية فهذه المنطقة مغلقة منذ عدة سنوات.
وأضاف أنه يجب على محافظة الدقهلية مخاطبة وزارة السياحة لكى تضع هذه العاصمة على خريطة السياحة الداخلية والخارجية، ووضعها ضمن برنامج استكشف واستثمر الذى تتبناه الوزارة، بالتعاون مع وزارة الاستثمار، فيمكن استغلال المنطقة لكى تكون أول متحف مفتوح بمنطقة الدلتا.
وأشار المحمدي إلى أنه يمكن عمل رحلات عبر البالون الطائر؛ لمشاهدة هذه الأماكن الأثرية، بالإضافة إلى المزارع والحقول الخضراء التى تحيط بهذه المنطقة، والتى تؤدى إلى توفير فرص عمل لكثير من ساكنى هذه المنطقة.