الإثنين 10 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

"منصور" يكسر العلاقات الفاترة بين الرئاسة والكنيسة

البابا والرئيس
البابا والرئيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* "ناصر وكيرلس صداقة".. "شنودة ومبارك حذر".. "مرسي وتواضروس فتور".. و"عدلي وتواضروس بناء جسور"

* البابا والرئيس علاقة رمزية بين الدولة بمؤسساتها والأقباط كفصيل وطني داخل المجتمع، فعلي مر العصور اختلف شكل العلاقة باختلاف الأشخاص، وقد اتسمت العلاقات بين رؤساء مصر والبطاركة بسمات مختلفة على حسب شخصية من اعتلى الكرسي، فالعلاقة بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس اتسمت بالصداقة، وقد بادر الأول بالتبرع لبناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فيما اتسمت العلاقة بين الرئيس الأسبق السادات والبابا شنودة الثالث بالتحدي، فيما وصلت العلاقات بين الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والبابا شنودة إلى الحذر والترقب، وجاء الرئيس المعزول محمد مرسي فيما اعتلى البابا تواضروس الكرسي البابوي، وأصبحت العلاقات فاترة يشوبها الجفاء.

ففي عهد الرئيس السابق محمد مرسي لم يلتق البابا تواضروس بـ "مرسي" سوى أربعة لقاءات أولها في 20 نوفمبر 2012، لشكره على اعتماده قرارا بتعيينه وفق بروتوكول كنسي، ولتعزيته في وفاة أخته، وهناك مرتان في مناسبات أولها افتتاح مجلس الشورى والثانية بمناسبة وضع إكليل من الزهور على نصب الجندي المجهول في مدينة نصر في 25 أبريل الماضي، ولم يتم التطرق خلال هذه اللقاءات إلى وضع الأقباط في مصر.
والمرة الرابعة التي وصفت بـ "لقاء العتاب" كانت في قصر الاتحادية وكانت قبل أحداث ثورة 30 يونيو، وحضرها "شيخ الأزهر"، وأبدى خلالها "مرسي" استياءه من تصريحات البابا الإعلامية تجاهه وتجاه مؤسسة الرئاسة، ووصفها بـ "المتحاملة"، مشيرا إلى أنها أحزنته، وهنا تدخل الدكتور أحمد الطيب، قائلا: "الكنيسة مؤسسة وطنية راعية للوطنية ولا تتحامل على أحد، بل تتكلم بمبدأ الوطنية لأنها ليست تابعة لأي نظام أو فصيل سياسي".

وفي عهد مبارك اتسمت العلاقة بين الكنيسة والدولة باحتقان مكتوم أحيانا ومعلن في أحايين أخرى، وكان الرئيس مبارك يؤكد خلال استقباله البابا شنودة التزام الدولة بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين في الحقوق والواجبات كافة، مشدِّداً على تطبيق المواطنة من دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، وكان الواقع مختلفا تماماً، ولكن حرص كلٌّ من الرئيس والبابا على بناء صورة ذهنية تؤكد طيب العلاقة بينهما.
وفي عهد السادات اعتلى البابا شنودة كرسي البطريركية عقب وفاة البابا كيرلس السادي، ومع اعتلاء شنودة للكرسي البابوي بدأت مرحلة جديدة من العلاقة التي تربط الدولة بالكنيسة، علاقة أساسها الصدام والبعد عن الحوار لحلّ كل القضايا الشائكة، ووصل الصدام إلى الحد الأقصى للتصعيد عبر إصدار السادات لقرارات بإلغاء الاحتفالات واعتقال البابا، وإصدار "قانون الردّة"،  وانتهز السادات فرصة احتفالات 15 مايو وألقى خطابا في مجلس الشعب ذكر فيه أن لديه معلومات عن المطامع السياسية للبابا، الذي يريد أن يكون زعيما للأقباط في مصر ولا يكتفي برئاسته الدينية لهم، وأن البابا يعمل من أجل إنشاء دولة للأقباط في صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط.

أما علاقة الزعيم جمال عبد الناصر بالبابا كيرلس السادس فكانت علاقة صداقة، حيث حضر حفل افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في يونيو 1968، ومن القصص الجميلة التي تروى عن هذا الحفل أنه أثناء صعود البابا والرئيس لسلالم الكاتدرائية، صدرت أنّة ألم خفيفة من الرئيس الراحل، فالتفت إليه البابا وسأله: "ما بالك يا سيادة الرئيس ولماذا تتألم؟، لعلّي أنا الذي يحق لي أن أتأوّه، إذ ما زلت أشعر بألم في ساقي إثر الجلطة التي أصابتني في العام الماضي"، فرد عليه الرئيس: "إننى أشعر بآلام في ساقي أيضا"، فرد عليه البابا: "ولماذا لم تخبرنا بذلك، إننا كنا على استعداد لتأجيل الحفل حتى تتماثل سيادتكم للشفاء الكامل"، فرد عليه الرئيس: "لا، بل أنا مسرور هكذا".
ويقول الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه "خريف الغضب" عن علاقة عبد الناصر والبابا كيرليس: "كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل، وكان معروفًا أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر في أي وقت يشاء، وفي لقاء ودي خاص بين عبد الناصر والبابا كيرلس تم في بداية رسامته بطريركا عام 1959، قال البابا كيرلس لعبد الناصر: "إني بعون الله سأعمل على تعليم أبنائي معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقّة، ليشبّ الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن".