الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

قوى أوروبية تقترب من خطة للحفاظ على اتفاق إيران النووي

 الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء الولايات المتحدة إلى عدم التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران في حين قال مبعوثون غربيون إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقترب من التوصل إلى خطة ستقدمها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناعه بالحفاظ على الاتفاق.
ووصف ترامب الاتفاق المبرم عام 2015، والذي وافقت إيران بموجبه على كبح أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، بأنه أسوأ صفقة جرى التفاوض بشأنها وهدد بإفشاله بإعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران الشهر المقبل ما لم يتفق الحلفاء الأوروبيون الثلاثة على إصلاح ”عيوبه“.
واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة بالسعي من جانب واحد لتغيير بنود الاتفاق متعدد الأطراف وسخر من ترامب ووصفه ”بتاجر“ يفتقر إلى الخلفية اللازمة للتعامل مع الشؤون الدولية.
ويحاول برايان هوك الذي يقود مفاوضات أمريكا مع الدول الأوروبية الثلاث إبقاء ترامب في الاتفاق قبل انقضاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي وتنتهي في 12 مايو آيار. وقال هوك في تصريحات للإذاعة الوطنية العامة في واشنطن ”لم نحقق ما نتطلع إليه بعد لكننا أحرزنا بعض التقدم“.
وفي ختام زيارة للولايات المتحدة استمرت ثلاثة أيام قال ماكرون أمام اجتماع مشترك للكونجرس إن اتفاق عام 2015 ليس مثاليا لكنه يجب أن يظل قائما لحين إيجاد بديل.
وقال ماكرون ”هذا الاتفاق ربما لا يعالج كل المخاوف..ولكن يجب ألا نتخلى عنه بدون إيجاد بديل جوهري وأكثر قبولا. هذا موقفي“.
وأضاف ماكرون على تويتر قائلا: ”لن تترك فرنسا الاتفاق (مع إيران) لأننا وقعناه. قررنا مع الرئيس ترامب العمل بشأن اتفاق جديد شامل“.
ولم يتضح ما الذي يعنيه ماكرون باتفاق جديد شامل. ولكن هناك فكرة قيد البحث منذ فترة طويلة للتفاوض بشأن اتفاق بديل عن الاتفاق النووي مع إيران.
وثمة احتمال آخر بأن تفرض واشنطن والدول الأوروبية الثلاث قيودا نووية إضافية على إيران وتهددها بعقوبات إضافية إذا انتهكت هذه القيود.
وتصر روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، التي وقعت على الاتفاق إلى جانب إيران والولايات المتحدة، على الحفاظ عليه وترى أنه أفضل سبيل لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية.
وقال مبعوثون أوروبيون لرويترز اليوم الأربعاء إن اجتماعات خلف أبواب مغلقة على مدى ثلاثة شهور سوف تتمخض عن حزمة من الإجراءات المنفصلة قد يتم اتخاذها ضد إيران على أمل إرضاء ترامب مع الإبقاء على الاتفاق.
وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي ”هذا يهدف لإقناع الرئيس ترامب، ليس هذا اتفاقا جديدا مع إيران“.
ترامب "التاجر"
اقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عقوبات جديدة على إيران بسبب صواريخها الباليستية ودورها في الصراع السوري.
ويرى ترامب ثلاثة عيوب في اتفاق 2015 تتمثل في: عدم معالجة برنامج إيران للصواريخ الباليستية والشروط التي يمكن بموجبها للمفتشين الدوليين زيارة المواقع النووية الإيرانية المشتبه بها والبنود التي تنتهي بموجبها القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني بعد عشرة أعوام.
وأشار الدبلوماسيون إلى إحراز تقدم بشأن الصواريخ الباليستية وبشأن عمليات التفتيش لكن قضية البنود الخاصة برفع القيود بعد عشرة أعوام لا تزال دون حل.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات إن من بين السبل الرامية لمعالجة هذه المسألة أن تحدد الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث أسس برنامج نووي مدني محض والتهديد بعواقب إذا تجاوزت إيران هذه الأسس.
وسيؤدي هذا إلى الحفاظ على الاتفاق لكنه سيؤدي في الواقع إلى فرض قيود إضافية على طهران.
وفي جنيف حدد كريستوفر فورد وهو مسؤول أمريكي في مجال منع الانتشار النووي الخطوط العريضة لمثل هذا النهج دون تقديم أي تفاصيل.
وقال للصحفيين ”لا نهدف إلى إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي أو إعادة فتح أو تغيير بنوده..نسعى لاتفاق تكميلي يضع سلسلة من اللوائح الإضافية“.
وقال ريتشارد نيفيو الخبير السابق بالبيت الأبيض بشأن العقوبات على إيران إن هناك خلافات بين الأوروبيين حول هذا الأمر.
وأضاف ”ما سمعته هو أن الفرنسيين أقل اعتراضا على طريقة التفكير هذه مقارنة بالألمان. وهذا لا يعني أنهم متحمسون بالضرورة لذلك لكنهم يرون القيمة التي لا يراها الألمان“.
وفي برلين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية راينر برويل إن ألمانيا ستدرس بعناية فكرة الاتفاق التكميلي لكنها ترفض تغيير الاتفاق.
وتابع: ”بالنسبة لنا...فإن الأولوية تتمثل في الحفاظ على الاتفاق النووي وتنفيذه بالكامل من كل الأطراف..الاتفاق النووي جرى التفاوض بشأنه مع سبع دول والاتحاد الأوروبي ولا يمكن إعادة التفاوض بشأنه أو استبداله لمجرد نزوة.
وستجري المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل محادثات مع ترامب في واشنطن يوم الجمعة.
وكان الرئيس الإيراني قال في وقت سابق إن القوى الأجنبية ليست لها الحق في تغيير الاتفاق وتساءل عما إذا كان ترامب مؤهلا للتشكيك في اتفاق دولي معقد كهذا.
وأضاف روحاني ”يقولون إننا نريد أن نتخذ مع زعيم دولة أوروبية معينة قرارا بشأن اتفاق ضم سبعة أطراف.
”لماذا؟ وبأي حق؟“
وسخر روحاني من ترامب الذي أبلغ القوى الأوروبية في 12 يناير كانون الثاني بضرورة الاتفاق على ”إصلاح العيوب المروعة في الاتفاق“ وإلا فإنه سيرفض تمديد تعليق العقوبات الأمريكية ضد إيران. ومن المقرر استئناف العمل بتلك العقوبات إذا لم يصدر ترامب قرارا بتعليقها في 12 مايو المقبل.
وأكد روحاني، موجها حديثه إلى ترامب: "ليست لديك أي خلفية عن السياسة، ليست لديك أي خلفية عن القانون، لديك أي خلفية عن المعاهدات الدولية، كيف يمكن لتاجر ومقاول أن يصدر أحكاما عن الشئون الدولية".