الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا تصالح مع عماد أديب!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن دعوة الإعلامى القدير عماد الدين أديب للتصالح مع جماعة الإخوان وعدم حبس المنتمين للإخوان هى الأولى من نوعها فقد سبقتها دعوات متنوعة من قبل شخصيات مثل محمد البرادعى ود. حسن نافعة والشيخ محمد حسان والمستشار طارق البشرى وآخرين ولكن هذه الدعوات سرعان ما تنتهى بسرعة بالفشل وبالرفض القاطع للتصالح مع جماعة الشر القتلة التى لا تراعى فى الله إلا ولا ذمة، والذين يستبيحون دماء المسلمين والأقباط ورجال الجيش والشرطة دون وازع دينى يمنعهم من أفعالهم المتكررة خلال السنوات الخمس الأخيرة عقب عزل محمد مرسى وجماعته الإرهابية جماعة الشر- الإخوان- من حكم مصر عام ٢٠١٣ نتيجة مطالبات الشعب فى ثورة ٣٠ يونيو، الذى عانى- ولا يزال- من بشاعة أعمالهم، والتى يريدون بها النيل من هذا البلد لتحقيق أهداف جماعة الشر الدولية، ولكن الله عز وجل يحمى هذا البلد ثم جهود رجال القوات المسلحة والجيش ومن ورائهم الشعب المصرى العتيد.
وربما أثارت دعوة أديب للمصالحة مع الجماعة الإرهابية جدلا كبيرا فى الأوساط السياسية والإعلامية مجددا بسبب مطالبته أن تجلس الدولة مع شباب الجماعة الإرهابية وحل جميع الأزمات السياسية معهم، بل والتحاور مع جميع المتعاطفين معها، ولكن هذا الكلام لن ينفع ولا يصح بأى حال من الأحوال فلا تصالح مع القتلة والمرتزقة وتجار الدم والدين، الذين يقتلون النفس التى حرم الله قتلها والمتسببين فى حرمان أسر الضباط فى الشرطة والجيش من ذويهم بكل قسوة وبغدر ليس له مثيل، بينما قواتنا فى الجيش والشرطة تقوم بدورها على أكمل وجه وعلى أتم استعداد لمواجهة هؤلاء القتلة، بل التسابق أحيانا لنيل الشهادة وأخذ حق زملائهم وأخوانهم وأبناء وطنهم الذين سبقوهم إلى الشهادة والتخلص منهم ومن الإرهاب الأسود، والدليل على هذا نجاح قواتنا من الشرطة والجيش فى قتلهم ووأد مخططاتهم وتدمير أوكارهم والقبض على العشرات منهم.
أعتقد أن الإعلامى أديب لم يحالفه التوفيق عندما صرح وطالب بالتصالح مع هؤلاء المجرمين القتلة سافكى الدماء مستبيحى الدماء ولا يفرقون بين دماء أطفال ولا نساء ولا رجال ولا شيوخ ولا أمن لدولة كبيرة مثل مصر تعتبر من أهم البلدان فى العالم العربى وربما العالم كله، لما تتمتع به من خيرات وموقع استراتيجى غير موجود فى أى دولة أخرى، ناهيك عن ذكرها مرات فى القرآن الكريم وذكر جنودها بأنهم خير أجناد الأرض كما فى الحديث الشريف عن الرسول الكريم صلى الله على وسلم حينما قال: «اتخذوا من مصر جنودا فهم خير أجناد الأرض».
إن جماعة الإخوان من أخطر الجماعات المتطرفة فى العالم، ومجرد التفكير فى التصالح معها هو خطر أمنى على مصر وفيه تعارض مع القانون الذى اعتبر الإخوان جماعة محظورة وإرهابية وربما التصالح- وهذا مؤكد- سيفتح الباب للإرهاب مجددا والدولة تحاربه فى سيناء بنجاح كبير للتخلص منه تماما بإذن الله، وربما كلام أديب مع أحمد موسى فى برنامج الأخير الفضائى غير منطقى ولا يمكن تنفيذه واقعيا، حينما قال: «هناك قوة ما داخل هذا المجتمع، هل نغض البصر عنها، أم نحاول تغيير فكرهم؟، وهذا ما أريده هو تغيير فكر الشباب الجديد الذى يتعاطف مع جماعة الإخوان، وهذه نسبة لسيت قليلة، ولكنهم آمنوا بأن الإخوان ظلموا ونحن نعمل على أن نقنعهم أنهم لم يقعوا فى مظلومية، وأنهم جماعة هدمت الدولة، ولابد أن نحاول أن نغير فكره قبل أن نحبسه»!!
فهل نسى عماد أديب الذى ربما لم يقرأ التاريخ الأسود للإخوان القتلة جيدة وغيره من الذين دعوا إلى التصالح مع الإخوان، دماء شهداء الجيش والشرطة والمواطنين العزل فى الكنائس والمساجد التى أحدثوا فيها تفجيرات، نعم بيوت الله قاموا بتفجيرها ليظهروا للعالم أن مصر بلد غير مستقر على غير الحقيقة، وكيف يقبل أديب وغيره أن تتصافح الدولة معهم أو يجعلهم يشاركون فى المجتمع مرة أخرى؟ وكيف تستأمنهم الدولة على مقدرات هذا البلد مجددا؟ بعد أن اختطفوا مصر وأفسدوها خلال عام واحد عندما كانوا على سدة الحكم ليحولوا مصر إلى ولاية من الولايات الإخوانية المدعومة دوليا من جماعات الإرهاب العالمية ومافيا تجارة القتل والكفر، ولكن الشعب وعى خطورة الأمر وثار عليهم فى 30 يونيو حتى تم عزلهم من حكم البلاد.
وهل نسى أديب وغيره دماء محمد كمال ومحمد مبروك وغيرهم من عشرات الشهداء فى كرداسة، الفرافرة، سيناء، القاهرة، الإسكندرية، الفيوم، وفى المنيا، أسيوط، الأقصر.. وفى الوادى الجديد، وغيرها من المحافظات، والشهداء هم الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن، فالوطن يعنى الديانة وبدون حق الشهيد خيانة والتصالح مع الإخوان هو الخيانة بعينها وغير مقبولة منا ولا من أى وطنى غيور على الوطن الذى ننتمى إليه ونعيش من أجله.. مصر!.