الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أبو بكر البغدادي.. «عزرائيل» القرن الـ21 (ملف)

 البغدادى
البغدادى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ حياته لاعبًا لكرة القدم.. وسجن الفلوجة بوابته لتدمير العالم.. وانضم لـ«القاعدة» قبل انفصاله بسبب «نصرة» سوريا.. وخدع أنصاره بـ«الحور العين»
ينتمي لأسرة سنية تعيش في «سامراء العراق».. وعشقه للعنف دفعه لقيادة أخطر تنظيم إرهابي في العالم 
هو «عواد إبراهيم البدري» المعروف باسم زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، ولد في مدينة سامراء في شمال بغداد عام ١٩٧١ لأسرة بسيطة سنية، وعُرفت عائلته بتدينها، خاصة أنها تدعي أنها من نسل الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم.
دخل البغدادي جامعة بغداد ودرس العلوم الإسلامية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من الجامعة عام ١٩٩٦، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراة في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عام ١٩٩٩، وقضى البغدادي سنوات دراساته العليا في حي الطوبجي المتواجد في بغداد، مع زوجتين له، وستة من الأبناء.
عرف عنه أنه كان محبًا للغاية لكرة القدم، إذ أصبح نجمًا لفريق مسجد مديمة الطوبجي المتواجد في منطقته، إلا أنه سرعان ما انجذب إلى الأشخاص المتشددين، الذين يتبنون نهج العنف والقتل والخراب، وانضم إلى جماعات السلفية الجهادية، وأصبح تحت وصايتهم.
وفي ٢٠٠٣، وبعد الغزو الأمريكى للعراق، ساعد البغدادي في تأسيس جماعة باسم «جيش أهل السنة والجماعة»، وفي فبراير ٢٠٠٤، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه، في مدينة الفلوجة، وظل في السجن عشرة أشهر.
وحسب رواية أحد رفاقه فى السجن، كان البغدادى قليل الكلام، لكنه كان ماهرًا جدًا في التنقل بين الفصائل المتنافسة داخل السجن، الذي كان يضم مزيجًا من عناصر سابقة مقربة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وجهاديين.

واستغل البغدادي فترة سجنه في تحقيق أهدافه الإرهابية، إذ شكل تحالفات مع العديد من المعتقلين، وظل على اتصال بهم، حتى بعد الإفراج عنه.
واتصل البغدادي، بعد إطلاق سراحه، بأحد المتحدثين باسم تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، الذي كان يقوده حينها الأردني أبومصعب الزرقاوي، وحينها انضم للقاعدة.
لكن سرعان ما تغيرت الأمور، إذ قُتل الزرقاوي عام ٢٠٠٦ في غارة جوية أمريكية، وحينها، خلفه أبو أيوب المصري.
وفي أكتوبر من العام نفسه، قرر أبو أيوب المصري حل تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، وأسس تنظيمًا يُسمى بـ«الدولة الإسلامية» في العراق، وكان معهم في هذا التنظيم أبو بكر البغدادي، وقام بالعديد من العمليات الإرهابية حينها، خاصة أنه كانت لديه ميول إرهابية، كما تم تعيين البغدادي رئيسًا للجنة الشريعة، وتم اختياره عضوًا في مجلس الشورى للتنظيم، والذي كان يضم ١١ عضوًا.

وعام ٢٠١٠، حدث تحول إرهابي كبير في تاريخ أبو بكر البغدادي، إذ تم تنصيبه قائدًا لتنظيم القاعدة في العراق وأصبح أمير التنظيم، كما يقول الإرهابيون، وحينها استطاع البغدادي بعقله الإرهابي أن يعيد بناء التنظيم. وعام ٢٠١١، استغل البغدادي الاضطرابات المتزايدة في سوريا، وأصدر أوامره لأحد النشطاء التابعين له بسوريا ليؤسس فرعًا لتنظيم القاعدة في سوريا، والذي عُرف بـ«جبهة النصرة». 
وحينها حدثت خلافات كبيرة بينه ومحمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، والسبب كان التعاون مع الجماعات السنية المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وعام ٢٠١٣، أعلن البغدادي أن جبهة النصرة هي جزء من تنظيم القاعدة في العراق، وحينها طلب أيمن الظواهري، زعيم التنظيم الأم، من البغدادي منح جبهة النصرة استقلالها وإعطائها الحرية الكاملة في قراراتها، لكن البغدادي رفض هذا الأمر، ودخل في صدام مع الظواهري، إذ أعلن انفصال تنظيمه عن التنظيم الأم.
وعقب ذلك، قام رجال البغدادي في العراق وسوريا بقتال عناصر جبهة النصرة، وحينها فرض البغدادي سيطرته وقبضته على شرق سوريا، ووضع مجموعة من القوانين والتشريعات الخاصة به.
وبعد أن عزز البغدادي مقاتليه في شرق سوريا، أمرهم بالتوسع في غرب البلاد، وفي يونيو ٢٠١٤، أعلن البغدادي بشكل رسمي عن ولادة تنظيم «داعش» الإرهابي، وحينها سيطر بشكل كامل على مدينة الموصل في العراق، وعلى أغلب مساحة العراق، كما أعلن سيطرته على أراض في سوريا، واتخذ الرقة معقلا له.

أبرز خطب البغدادي
عقب سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، على مدينة الموصل بمحافظة نينوي في شمال العراق، وإعلان خلافته المزعومة.. خرج البغدادي الملقب بـ«الجهادى الخفي»، في أول خطبة علنية له من داخل الجامع الكبير بالمدينة.

وحينها، نشرت مؤسسة «الاعتصام»، الجناح الإعلامي لتنظيم داعش، فيديو مدته ٢١ دقيقة لخطبة جمعة قالت إنها لـ«أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي»- حسب زعمها.
وحينها دعا البغدادي أتباعه إلى تقديم فروض الطاعة له، قائلا: «أطيعوني ما أطعت الله فيكم»، ووصف مبايعته بالأمانة الثقيلة- على حد قوله. 
وتابع مخاطبا أنصاره «إذا أردتم موعدا مع الله فجاهدوا فى سبيل الله وحرضوا المؤمنين واصبروا على تلك المشقة، ولو علمتم ما في الجهاد من الأجر والكرامة والرفعة والعزة في الدنيا والآخرة لما قعد أو تخلف منكم أحد عن الجهاد». 
وفي ثاني خطاب له في ٣ نوفمبر ٢٠١٦، حرض البغدادي أتباعه على التصدي للقوات العراقية، التي وصلت إلى مشارف الموصل، والتي كان يعتبرها عاصمة خلافته المزعومة.
وقال البغدادي حينها: «يا أهل نينوى، أيها المجاهدون، إياكم والضعف واستمروا في جهاد عدوكم ودفعه».
وأضاف زعيم التنظيم الإرهابي «ثمن بقائكم في أرضكم بعزكم أهون بألف مرة من ثمن انسحابكم عنها بذلكم».
من جانبه قال حسن الجنابي، المحلل السياسى والنائب العراقى السابق، الذى يقيم حاليا في القاهرة، إنه حتى لو قتل البغدادي؛ فإن التنظيم مستمر، ولن يختفي، لأن داعش هو أحد المؤسسات الإرهابية، التي تمولها إيران وبعض المنظمات الأمريكية والإسرائيلية، وهؤلاء لا يوفرون الدعم المادي فقط للتنظيم، بل يوفرون أيضًا الدعم اللوجستي.
وأضاف الجنابي، أن عناصر تنظيم داعش وقياداته ذهبوا إلى تلال «حمرين»، تلك المنطقة العراقية، التي لها حدود مع سوريا، وذلك عقب خسارتهم معاقلهم في الموصل.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن حزب الله اللبناني يدعم بقاء تنظيم داعش في العراق، ويرسل يوميًا إمدادات طعام لعناصر التنظيم المتواجدين في جبال حمرين، كل ذلك يتم عبر الصحراء.
وأضاف: «الخطير في هذا الأمر أن حمرين تطل على ثلاث محافظات إيرانية تربط إيران بالعراق عن طريق الحدود بينهما، وكذلك تطل على ثلاث محافظات عراقية هي: ديالي وكركوك وأربيد، وإذا كان البغدادي لا يزال على قيد الحياة، من الممكن أن يكون متواجدًا في واحدة من تلك المناطق».
وأوضح الجنابي أيضًا، أن اختيار «داعش» لهذه المنطقة بالأخص دليل على أن إيران وبعض الدول الأجنبية لا تريد الاستقرار للعراق، وهذا الأمر أكثر خطورة من موت زعيم داعش، فالتنظيم له عناصر إرهابية كثيرة، من الممكن أن يحل واحد منهم مكان البغدادي، لكن الأخطر هنا أن رأس التنظيم، هو إيران.
وخلص المحلل السياسي العراقي إلى القول: «إن الخطر الداعشي، لن ينتهي، طالما هناك صراعات متواجدة فى جميع البلدان العربية؛ لأنه يتغذى، وينمو على الصراعات الداخلية في البلدان العربية، والحل الوحيد للقضاء عليه، اتحاد العرب مع تواجد جيش عربي واحد يحاربه، لذلك المشكلة هنا، ليست مشكلة البغدادي، بل أزمة وطن عربي مهدد بسبب الإرهاب الذي تدعمه إيران، التي تريد الوقيعة بين السنة والشيعة».