"زواج القاصرات" عادة قديمة اتبعها أهالى القرى والنجوع بمحافظات الوجهين القبلي والبحرى، فى بعض الأحيان للتخلص من عبء الفتاة، وأوقات أخرى خشية عليها من المجتمع وآفاته، ولم يضعوا فى اعتبارهم أن زواج الفتيات فى سن صغيرة فى ذاته هو أكبر الآفات التى يواجهها المجتمع، والتى أصبحت لا تقتصر على ظلم الفتاة فقط، بل تحول الى جرائم بشعة.
"قاصر الخانكة"
جريمة بشعة شهدتها منطقة الخانكة وراحت ضحيتها طفلة عمرها 15 عاما، بيد والديها بعد أن زوجاها من نجل عمها فى سن صغيرة، لتتحول حياتها الى حجيم، وتعذيب ليلا ونهارا، حتى لقيت مصرعها، ولم يكتف الأب والأم بفعلتهما، بل قررا أن يخفيا معالم الجريمة ويدعيا بمعاونة الزوج بأنها سقطت من أعلى وتوفيت.
وكشف مصدر أمنى تفاصيل جديدة ومثيرة فى الواقعة، انه خلال تشكيل فريق بحث؛ لكشف ملابسات الواقعة عثرنا على بقعة دم على الحائط، وكانت تلك البقعة وراء اكتشاف الجريمة، وتبين كذب إدعاء الأهل.
كما أثبت تقرير الطب الشرعى، أن الفتاة تعرضت لكسر بالجمجمة وكدمات بجسدها.
تبيَّن من تحريات فريق البحث أن الزوج هو مرتكب الواقعة، وأنه والمجني عليها متزوجان عرفيًّا منذ شهر تقريبًا، وحدثت بينهما العديد من الخلافات؛ لشكِّه في سلوكها، ويوم الحادث قام بضربها ضربًا شديدًا على الفراش، إثر مشاجرة بينهما بسبب كثرة خروجها دون إذنه، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه.
هتك عرض طفلة
بعد زواجه من والدتها لعدة سنوات استحال العيش بينهما فقرر الانفصال، وذهب الأب وتزوج من سيدة أخرى، وتزوجت الأم من شخص آخر، لتكن هى وحيدة حتى أخذتها جدتها للعيش معها بعيدا عن بطش زوجة الأب وتحكم زوج الأم.
وفى أحد الأيام طلبت الجدة منها أن تخرج لشراء مستلزمات المنزل، فلم تعد ومضت عدة ساعات والفتاة غائبة، ومضى يوم واثنين وهى لا تعلم عنها شيئا، فخطر فى بالها الأب وذهبت إلى منزله فلم تجد أحدا وعلمت أنه قام بأخذ الفتاة وزوَّجها دون علم أحد، فتوجهت الجدة إلى منزل المأذون الذى أنكر الواقعة، وقام بطردها من منزله.
فتوجهت الجدة إلى قسم الشرطة وحررت محضرا ضد الأب واتهمته فيه بخطف الطفلة وتزويجها دون علم أحد وأنها الوصية عليها، وبإجراء التحريات كانت المفاجأة أن المأذون يعمل كمندوب بمكتب مأذون شرعى، وزوج الطفلة التى تبلغ من العمر 14 عاما من شاب 20 عاما، وبعرضه هو والزوج على نيابة منشأة ناصر الجزئية، أنكرا الواقعة.
وقال الزوج إنه تزوجها شرعيا بمعرفة الأب ولم يكن يعلم شيئا عن صغر سنها وعن السن القانونى للزواج، فيما أنكر الآخر تزويجه لهما وقال إنه يعمل كمندوب بمكتب مأذون وليس لديه رخصة للقيام بمهامه.
ووجهت النيابة للزوج تهمة هتك عرض فتاة والزواج من قاصر، كما اتهمت الآخر بالتزوير وانتحال صفة مأذون، وأمرت بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، والتحرى عن قيام الثانى بأية وقائع مماثلة، وضبط وإحضار الوالد للتحقيق معه فى الواقعة.
كشفت تحقيقات النيابة برئاسة المستشار مصطفى سعفان، مدير النيابة عن أن مسنة تقدمت ببلاغ تتهم فيه والد حفيدتها بخطفها وتزويجها رغما عنها، وبالبحث تبين أن الفتاة خرجت من منزلها لشراء بعض المتطلبات ولم تعد وخلال بحث الجدة عنها علمت أن والدها أخذها وقام بتزويجها لشاب، حرر المحضر رقم 4000 لسنة 2017 إدارى، وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيق.
قتلها بالضرب المبرح
شهدت قرية بلقينا مركز المحلة جريمة بشعة اهتزت لها مشاعر الأهالى حيث أقدم شاب يدعى "إبراهيم 25 عاما، ومسجل خطر على قتل زوجته القاصر أسماء. ز التى لم يتعد عمرها 18 عاما بعد ان تعدى عليها بالضرب المبرح فى منزل الزوجية حتى فارقت الحياة وقام بالقائها جثة هامدة أمام منزل أسرتها وفر هاربا.
وتبين ان المتهم الذي قتلها زوجها المسجل خطر عقب خروجه من السجن بعدما تعدى عليها بالضرب المبرح حتى فارقت الحياة عقب خروجه من محبسه بمركز المحلة وبها آثار كدمات وسحجات فى جميع أنحاء الجسد.
وكانت الأحوال المدنية قد أصدرت تقريرا عن "قضية" زواج قاصرات التى تشهدها المحاكم فى وقت سابق، والذى افاد بأنها تحدث كل يومين وربع أى بمعدل 12 قضية فى الشهر لتصل النسبة السنوية ما بين "144-200" بخلاف ما يتم فى الخفاء، وأن نسبة 90% من زواج الحدث يسفر عنه جريمة.
