الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أمين سر حركة "فتح" بالقاهرة يتحدث لـ"البوابة نيوز": مصر وفرت دعمًا عربيًا ودوليًا لإتمام "المصالحة".. "السيسي" يمثل الأمل للشعب الفلسطيني.. و"غزة" أيدت "30 يونيو"

الدكتور محمد غريب،
الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة «فتح» بالقاهرة في حواره للبو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«سلاح المقاومة» لن يمثل خلافًا.. و4 أشهر الحيز الزمنى لاتفاق القاهرة 
حديث «ترامب» لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس دعاية انتخابية لكسب أصوات اليهود
«أبو مازن» متمسك بالأراضى التى احتلت فى 5 يونيو 1967
ملف الموظفين سيأخذ وقتًا كبيرًا لمعالجته.. و«حماس» عينت 42  ألف موظف فى السنوات الأخيرة 
لا توجد بنود سرية فى الاتفاق.. و«أبو مازن» حصل على عضوية فلسطين بصفة مراقب فى الأمم المتحدة بالمفاوضات
أكد الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة «فتح» بالقاهرة، أن القضية الفلسطينية تعتبر شأنًا مصريًا بامتياز، ذلك أن مصر بذلك جهدًا كبيرًا ودمًا من أجل إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط، ولحل الأزمة الفلسطينية من خلال إتمام عملية المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، لذلك فمصر معنية بشكل كبير بما يحدث فى فلسطين، سواء كان فى غزة أو الضفة الغربية.
وأضاف غريب فى حواره لـ«البوابة»، أنه من الإجحاف أن تتم مقارنة الدور المصرى بالدور القطرى فيما يخص التحركات التى حدثت أكثر من مرة لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية، فى الوقت الذى كانت تحاول فيه قطر الحصول على دور سياسى ليس من حقها ولا يمكن أن تحصل عليه، لافتًا إلى أن الدور المصرى معروف منذ زمن بعيد.
وإلى نص الحوار...
• ما الذى يميز المصالحة الحالية عن المحاولات السابقة للتوفيق بين حماس وفتح؟
- مصر نزلت بكل ثقلها من أجل تحقيق تلك المصالحة، ولا تريد للشعب الفلسطينى مزيدًا من الفرقة، فلو رجعت للوراء قليلًا ستجد أنه منذ عام 2007 وحدثت محاولات عدة للتوفيق بين الأطراف الفلسطينية لإقامة مصالحة شاملة بين فتح وحماس، أبرزها اتفاق مكة فى 2007، وذلك منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، كان أبرزها اتفاق القاهرة الذى وقع فى 2005 الخاص بمنظمة التحرير، وهى الورقة التى توصل من خلالها إلى اتفاق وكانت تحمل كافة النقاط الخلافية، قبل أن يتبدل الحال فى غزة، فضلًا عن اتفاق عام 2011، فالقاهرة هى منذ البداية أكثر الراغبين والجهة الأكثر قربا للواقع الفلسطينى والأكثر رغبة فى إصلاح الحال الفلسطينى؛ لأن مصر دولة عربية قائدة والحس العروبى والقومى لديها كبير من أجل لم الشمل لأنها قلب الأمة العربية، فكان اتفاق 2011 تناول معظم بنود الاتفاق الحالي، وفى 2012 كان هناك اتفاق آخر فى قطر اختص بمنظمة التحرير فقط، وفى 2014 كان ما عُرف بـ«اتفاق الشاطئ» بغزة، وتم تشكيل حكومة الوفاق على أساسه، ولكن الاتفاق الحالى الذى وقع فى 12 أكتوبر الجارى تحت رعاية وإشراف الرئيس عبدالفتاح السيسي، فمصر نزلت بثقلها ووضعت نصب أعينها تلك المصالحة ونتمنى أن تتم مصالحة حقيقية على الأرض، وهذا جملة ما حدث من محاولات وما حدث من اتفاقات سابقة.
• إلى أى مدى نجحت القيادة المصرية فى تذليل الصعاب من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية؟
- القيادة المصرية تدخل ذلك المشروع بكل ثقلها، وبالفعل مهدت لهذا الصلح عربيًا ودوليًا، وأنت تلاحظ أنه دائمًا كان هناك بعض التحفظات والرفض، لكن فى هذه المرة لم نسمع عن رفض أمريكى إلا أن هناك تحفظًا إسرائيليًا، لكنّ هناك دعمًا عربيًا ودوليًا كبيرًا، ما استطاعت مصر توفيره قبل المصالحة، وهو جزء مهم جدًا من أجل المصالحة ما يعبر عن الجدية الكاملة التى تأخذها مصر من أجل المصالحة، ونأمل أن يكون النجاح حليف هذه المصالحة رغم أن هناك ظروفًا كثيرة تدفع نحو المصالحة ونحو إنجاحها وهى ظروف إقليمية ودولية.
• هل ترى أن مصر بذلك الاتفاق وضعت القوى الإقليمية وإسرائيل أمام الأمر الواقع، خاصة أن هناك رفضًا إسرائيليًا للمصالحة؟
- الموضوع ليس أمرًا واقعًا، ولكنه أمر حتمى، وكانت المصالحة ستتم ولا يجب أن تستمر الفرقة الفلسطينية طبقًا لما تراه مصر؛ لأن هذه الفرقة ليست لصالح مصر ولا لصالح المنطقة، وهناك محاولات كثيرة لسلام قادم فى منطقة الشرق الأوسط، وهذا السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لذلك رأت مصر ضرورة تهيئة الساحة لذلك من خلال عقد اتفاق بين الطرفين، ولذلك هيأت مصر الساحة الدولية والعربية للسلام الذى سيكون بدايته المصالحة، وهى حتمية ومن يرفضها يرفض توجه السلام ويريد مزيدا من التوتر والمشكلات فى منطقتنا، وهو ليس فى صالح أحد، أما فيما يخص الموقف الإسرائيلي، فإسرائيل دائمًا رافضة لأى شىء فى مصلحة فلسطين، وترفض أى شىء يدفع فى اتجاه المصالحة وتقوية الوضع الفلسطينى؛ لأنها حكومة يمينية متطرفة، وكل ما تفعله استفزازات سواء للوضع الحالى لدفعه ناحية التوتر وليس ناحية السلام، ولذلك من الطبيعى أن تتحفظ إسرائيل على شروط المصالحة.
• ما المدة الزمنية التى ستأخذها المصالحة للوصول إلى الطريق الصحيح؟
- أعتقد أنه لا بد أن نتحلى بالمرونة ولا داعى للعجلة؛ لأن الموضوع كبير لا نستطيع أن نحل تراكمات هى ليست فقط عشر سنوات، ولكنها ممتدة قبل ذلك فى العلاقة بين الفصائل الفلسطينية، ولا نضع هذه التراكمات فى وضع تقييم زمنى، وهناك أمور قد تحل سريعًا، وأخرى قد تأخذ وقتًا أطول، بمعنى أن اتفاق القاهرة كان الحيز الزمنى له 4 أشهر، وخلال تلك الأشهر الأربعة من المفترض أن يتم تمكين الحكومة من تأدية عملها بشكل كامل، بالإضافة إلى وضع إطار وهيكلة متفق عليها لدمج الأجهزة الأمنية وكيف سيتم التعامل مع هذا الأمر، وبعد أيام سيتم تسليم المعابر للسلطة الوطنية الفلسطينية وحرس الرئيس، وفى ديسمبر سيكون هناك لقاء فى القاهرة، وسيكون هناك لقاء متابعة بين الفصائل للنظر فيما تم وما يمكن أن يتحقق، أما فيما يخص موضوع الموظفين فيمكن أن يمتد إلى شهر إبريل المقبل؛ لأن موضوع الموظفين يحتاج إلى الكثير من الدراسة وحماس عينت أكثر من 42 ألف موظف فى جهات مختلفة، ووجهة نظر حماس أن هؤلاء الموظفين يجب أن يكونوا ضمن الحكومة بشكل كامل، لكن السلطة الفلسطينية ترى أن هذا الموضوع مجحف؛ لأن السلطة لا تستطيع أن تدفع رواتب كاملة للموظفين، فى الوقت الذى كانت تدفع فيه حماس نصف الرواتب فقط لفترة طويلة، فضلًا عن أن وضع السلطة المالى فى أزمة، لأن الدعم المالى الذى كانت تحصل عليه السلطة للرواتب كان 600 مليون دولار، والآن أصبح 300 مليون دولار، بمعنى أن الدعم تقلص إلى النصف، وبالتالى لم تكن السلطة قادرة على دفع كل تلك التكاليف إلا بدعم دولى ونحن جميعا معنيين بهذا الأمر، وهناك موظفون قدامى سيعودون إلى العمل، والسلطة ترى أن موظفى حماس يجب أن يعاملوا كموظفى السلطة الذين أحيل عدد منهم إلى التقاعد، بالإضافة إلى عملية التنقل وهذا هو السبب وراء مسألة استمرار الموظفين إلى فبراير، ونتمنى أن يتم إنجاز جدول الأعمال خلال تلك الأربعة أشهر، ما يعد مؤشرًا جيدًا لتحقيق تلك المصالحة؛ لأن هناك أمورا أخرى قد تأخذ وقتًا أطول أبرزها أمور خاصة بمنظمة التحرير وهيئة المعابر، وتسليم السلاح، وغيرها، ولديك مجموعة من البنود تحتاج إلى وقت، لذلك لا نريد أن نكون متعجلين ونحكم على المصالحة بالفشل بعد أيام بسيطة، لكن أنا متفائل وأرى أن الدور المصرى كبير ومؤثر وجاد جدا فى إنجاح هذه المصالحة، ومصر جندت كثيرًا من الظروف لصالح تلك المصالحة.
• إسماعيل هنية قال إنه لن يتراجع فى مسألة تسليم سلاح المقاومة.. ما التسوية السياسية التى يمكن أن يقبل من خلالها هنية تسليم سلاح المقاومة وإدراجه ضمن السلطة؟
- الحقيقة أن الرئيس أبو مازن لم يقل ذلك لكن أشار إليه، وقال إنه سيمارس دوره وسلطته على قطاع غزة كاملًا متكاملًا، وليس بنموذج آخر أو بافتراضية تراها حماس، وموضوع السلاح ليس مطروحا الآن ومؤجل نظرًا لأن به كثيرًا من الحرج، فالسلاح ليس السلاح المقاوم فى غزة فالتنظيمات المختلفة لها أسلحة، ولكن السؤال هنا: من هو صاحب القرار؟ وهل ستدفع الحكومة الفلسطينية ثمن أى قرار حرب أو مقاومة غير مدروسة، لذلك فمسألة السلاح لا بد أن تخضع للتفاوض، على أن يتم النظر فيها لاحقًا، وإلى أى مدى هذه القضية مطروحة، وفى تقديرى أن المقاومة ليست سلاحًا فقط، ولكن هناك المفاوضات أيضًا ورأينا دولًا كثيرة حصلت على ما تريد بالمفاوضات، فضلًا عن أن أبو مازن حصل على عضوية فلسطين بصفة مراقب فى الأمم المتحدة بالمفاوضات وليس بالسلاح، وهناك أشكال كثيرة للمقاومة، ولا بد أن نضع فى حسباننا أن خيار السلاح هو خيار الاستراتيجية لأن ميزان القوى ليس فى صالحنا، ولا نود أن تكون هناك حرب فى منطقة الشرق الأوسط، ونحن نسمع الآن عن مشروع السلام وصفقة القرن، وأعتقد أن ذلك موضوع سيتم التعاطى معه ببراجماتية شديدة.
• هل جرى تأجيل المناقشة فى أمر سلاح المقاومة من أجل إتمام المصالحة.. بمعنى أنه سيكون ملف عرقلة فى سبيل المصالحة؟
- نعم.. ولكن ليس عرقلة بقدر ما هو موضوع صعب، ومن الحكمة أن يؤجل هذا الموضوع، وما دامت هناك نجاحات كبيرة فى مسألة المصالحة بما فيها مسألة منظمة التحرير، فبالتأكيد لن يكون هناك خلاف حول مسألة السلاح.
• تابعت كلمة الرئيس السيسى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وحديثه عن إمكانية حدوث سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على غرار التجربة المصرية.. هل كانت المحاولات بدأت قبل ذلك الخطاب أم أن مسألة المصالحة كانت وليدة اللحظة؟
- فى رأيى أن فلسطين لم تغب أبدًا عن عقل وتفكير الرئيس السيسى؛ لأنه معنى بالقضية والحل والسلام، والقضية الفلسطينية هى قضية مصرية بامتياز، بسبب العمق الاستراتيجى لمصر، والعلاقات التاريخية والحضارية، والأمنية، وعلاقة الدم والتضحيات، فلم تكن القضية الفلسطينية فى يوم من الأيام غائبة عن مصر، ولذلك كان أحد هموم الرئيس هو القضية الفلسطينية بجانب مشكلاته الداخلية على المستوى المصرى والإقليمي، وقد لا تدرك حجم التأييد الذى يلقاه الرئيس السيسى فى غزة، فغزة منذ البداية كانت مع ثورة 30 يونيو، وكانت هناك مظاهرات تأييد للرئيس السيسي، فالرئيس السيسى أمل للشعب الفلسطينى والغزى بشكل شخصي، والرئيس السيسى يدرك ذلك؛ فأعتقد أنه كان هناك عمل متواصل ولم يكن مفاجأة، وتم عمل مجهود ضخم من أجل الوصول إلى تلك المرحلة.
• ما العقبات التى قد تعرقل المصالحة الفلسطينية؟
- لا أحب كلمة عقبات؛ لأن الملفات التى فتحت من المفترض أن تسير بسلاسة، ونجاح أى اتفاق هو نجاح مشترك من أجل إنجاح كافة الملفات الأكثر صعوبة، ولا أحب أن أستبق وأتحدث عن عوائق، ولكن أرى أنه من المهم أن يشعر شعب غزة بالتحسن، وقد يكون فى مقدمة تلك المشاكل التى يعانى منها الشعب فى غزة هى الخدمات؛ لأن الكهرباء مثلا تقطع بالأربع ساعات والمياه قليلة جدًا، أيضًا قطاع الصحة متدهور بسبب الأمراض وقلة الأدوية، فضلًا عن مشكلة المعابر بالنسبة للطلبة وغيرهم؛ حيث تمثل مسألة المعابر كالتنفس، وبالتالى فهم فى أزمة شديدة، وحتى هذه الأشياء انعكست بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، ففى العشر سنوات الماضية أنفق أهالى غزة مليارًا ونصف المليار دولار من أجل توفير بدائل للكهرباء، كمحولات الكهرباء والمولدات، ففى رأيى أنه إذا حدثت انفراجة فى الموضوع، ربما تعطى مردودًا واسعًا فى الشارع الغزي، حتى إن الشعب بدأ يحس بالراحة والطمأنينة.
• هل ترى أن مصر سحبت البساط من تحت قدم قطر، خاصة أن قطر حاولت فى فترة سابقة لم الشمل وفشلت طبقًا لمبادرة الدوحة؟
- من الإجحاف بحق مصر أن أقارن مصر بقطر، ومصر طوال الوقت ليست طارئة على القضية الفلسطينية، ولكن قطر هى الطارئة على القضية الفلسطينية، فضلًا عن أن مصر شريك أساسى فى القضية ودفعت أرواحًا ودماءً من أجل تلك القضية، مصر دفعت الثمن ودخلت تلك المصالحة فى غزة وهى تدرك أن قضية غزة وقضية معاناة الشعب الفلسطينى قضية مصرية، ولا تريد مصر من ذلك تحقيق أى شىء مادي، ولكن لعبة قطر لعبة أخرى من خلال محاولاتها تحقيق قدر من الدور السياسي، ودور أكبر من حجمها، لذلك فالمقارنة هنا غير جائزة.
• ما أبرز الدول التى دعمت المصالحة الفلسطينية بشكل كبير؟
- مصر بشكل أساسى لأنها الداعمة الرئيسية، ولكن الأردن والسعودية والإمارات والكويت والأمة العربية فى مجملها لم تكن بعيدة عن تلك المصالحة، وحتى على مستوى أمريكا فكان هناك دعم كبير.
• كيف ترى حركة «فتح» والسلطة التنفيذية شروط إسرائيل للقبول بالمصالحة والتفاعل معها.. مع أنها شروط مجحفة؟
- دائمًا حينما اتجهت حركة «فتح» للمصالحة لم تضع نصب أعينها أى تخوفات سواء كانت تحفظات إسرائيلية أو أمريكية، فذهبت فتح للمصالحة كمطلب وطنى جماهيرى واستراتيجى، وهدف لا بد أن يحقق لأن المصالحة هى الحقيقة وليست الاستثناء، وأى شىء غير المصالحة ليس فى صالح القضية الفلسطينية، ولا فى صالح المشروع الفلسطينى الذى يهدف برمته إلى السلام، وإسرائيل منذ بداية المفاوضات من قبل أوسلو تضع العراقيل فى وجه تحقيق أى تقدم فى عملية السلام.
• كيف تتعاملون مع كل ذلك؟
- المصالحة فى حد ذاتها قضية فلسطينية وليست قضية إسرائيلية، ولا يهمنا سواء اعترفت أم لم تعترف، ولكنها طوال الوقت تقول إنها لن تتفاوض إلا مع السلطة الشرعية، فها نحن ذا فى سلطة واحدة تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، لذلك لا يوجد أى مبرر لوضع أى شروط، وهناك موضوعات وقضايا تبادل الأسرى وغيرها تأتى فى مرحلة لاحقة بعد إتمام المصالحة، وأن تتحدث السلطة باسم الشعب فى عملية السلام وإعادة الأٍسرى، فلذلك لا بد من الاعتراف بالمبادئ كافة والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 67، وموضوع السلاح سيحل، وموضوع تبادل الأسرى سيتم ولكن حين تعود الأمور إلى نصابها.
• كيف ترى تصريحات أبو مازن بقبوله إقامة الدولة الفلسطينية على 20 % من الأرض؟

- هذا الكلام غير حقيقي.. فأبو مازن يؤكد دومًا ضرورة قيام الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها التى احتلت فى 5 يونيو 67، وهذه الأراضى ليست بالتأكيد كل فلسطين، ولكن لا مجال للتنازل عن ذلك، وقد يكون هناك اتفاقات لتبادل شرائح ولكن الدولة الفلسطينية على حدود 67.
• هل ستقبل حركة فتح أعضاء من حماس فى رأس السلطة؟
- ما دامت جاءت بهم الديمقراطية فلماذا لا.. ففى الأساس من جاء بحماس ديمقراطية فتح، وعندما جاءت الانتخابات التشريعية فى 2006 كانت فتح على رأس السلطة، وأصررنا على ممارسة الديمقراطية التى أتت بحماس، وما دامت جاءت الانتخابات فمن حق أى شخص أن يترشح للمجلس التشريعى وقبوله أو عدم قبوله يعود للشعب الفلسطيني.
• هل هناك بنود سرية فى اتفاق المصالحة؟
- لا أعلم أن هناك بنودًا سرية، ولكن هذا الكلام من قبيل وضع العوائق وخلق نوع من البلبلة وكل شىء سيكون على الطاولة، والمصالحة ليست شيئًا محرمًا ولا تتعاطى مع أشياء محرمة ومن الصعب الإعلان عنها، ولن تكون هناك بنود سرية وإن كان هناك تأجيل لبعض الأمور لحين التوصل إلى اتفاق بشأنها.
• ماذا أسفر لقاء قيادات حماس وفتح الذى عقد فى القاهرة منذ أيام؟
- أسفر عن ترتيبات بخصوص تمكين الحكومة والمعابر والموظفين، وعلى نهاية هذا العام سنجد السلطة الفلسطينية ستكون على رأس عملها فى كل وزاراتها وهيئاتها فى قطاع غزة بما فيها هيئة المعابر.
• دعا الوزير خالد فوزى للاستفادة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.. كيف ستستفيد فلسطين من الرئيس السيسى بعد إتمام عملية المصالحة؟
- التنمية وإعادة الإعمار.. قطاع غزة محتاج لإعادة إعمار وأن يكون هناك استتباب أمنى وسلام اجتماعى، ومصر ستلعب دورًا كبيرًا جدًا فى إعادة الإعمار وإحلال الأمن، ومصر هى الدولة القادرة والتى تستطيع إعادة الإعمار؛ لأن مصر هى من عمرت الدول العربية كلها، ولذلك ستسعد مصر كثيرًا لو شاركت فى مسألة إعادة الإعمار فى فلسطين وفى غزة بالذات.
• هل ترى أن العمليات الإرهابية فى سيناء مؤخرًا جاءت ردًا على إتمام المصالحة؟
- فى العموم الإرهاب ظالم وغاشم ولا يستهدف سوى الإرهاب، وتقوم عليه عقول ظالمة ومتحجرة وعقول ذات تفكير أسو،د وما يحدث فى سيناء بشاعة إرهاب وتخلف لم نشهده فى أشد عصور التاريخ تخلفًا، والموضوع وصل إلى مرحلة يتمنى كل إنسان أن يتم اجتثاثه، وقد نرى تعاونًا بين مصر وفلسطين فى سبيل مكافحة الإرهاب قريبًا.
• هل ستؤثر المصالحة الفلسطينية فى قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بخصوص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟
- قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مجرد دعاية انتخابية لكسب أصوات اليهود فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما توضع أمامه الحقائق لا بد أن تتغير الوقائع والمفاهيم، ولو كان العقل الأمريكى يفكر بحصافة فلو كان هناك دعم إذا أرادت إسرائيل أن تعيش بسلام ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل يدعم الفوضى؛ فأمريكا تدرك ذلك وأعتقد أن المصالحة قد تشجع أمريكا لأن تضغط على إسرائيل؛ لأن ترامب يريد أن يكون إحلال السلام فى الشرق الأوسط على يديه، وضرورة صناعة فارق وصفقة القرن التى تعد القضية الفلسطينية جزءًا منها، فلا نريد من أمريكا انحيازا مطلقًا ونريد أن يكون للحق دور فى فكر أمريكا.