هزم السرطان مراراً، ولقبّه الجميع بـ "قاهر السرطان"، ولكنه فشل في أواخر أيامه في مصارعة هذا المرض اللعين، كما أنه لم يستطع هزيمة الكحول، فرحل "بيتر أوتول"، الممثل الإيرلندي الذي أدّى دور "لورانس العرب" في الفيلم الشهير، عن عمر يناهز 81 عاماً.
كان "أوتول" قد نجا من إصابته بسرطان في المعدة في السبعينيات، ولكن صحته تدهورت بسبب شراهته في شرب الخمر والتدخين لسنوات، ورغم أنه رحل عن الحياة يوم السبت في مستشفى "ولينجتون" اللندنية، إلا أن ستيف كينيس وكيل أوتول أعلن الخبر ليلة أمس الأحد فقط، في بيان وصف فيه أوتول بأنه "كان عملاقاً في مجاله وموهبة لا تعوّض، وفق تعبيره.
جسد أوتول شخصية توماس إدوارد لورانس، ذلك الضابط في الجيش الإنجليزي والمعروف بـ "لورانس العرب" في فيلم حمل الاسم نفسه عام 1962، وكان لهذا الدور التأثير الأكبر في مشوار أوتول وأيضاً الفنان العالمي عمر الشريف، الذي شاركه بطولة هذا العمل الذي يتناول مغامرة "لورانس العرب" في المنطقة العربية، حين ساعد الشريف حسين في ثورته ضد الإمبراطورية العثمانية عام 1916، كضابط غريب الأطوار في الجيش البريطاني كان يحارب مع القوات العربية غير النظامية ضد الحكم العثماني في الحرب العالمية الثانية.
بقي أوتول ناشطاً فنياً حتى اعتلّت صحته العام الماضي بشكل خاص، وفيه أعلن اعتزاله كلياً، خصوصاً عن مشاركته مع ممثلين آخرين بالمسرح الشكسبيري في لندن، وهي المدينة التي اختارها للإقامة معظم حياته، ثم راح الممثل يمضي وقته في العلاج من سرطان آخر أصابه، ولم يتمكن من التغلب عليه هذه المرة، فغاب تاركاً في الدنيا ابنتين: بات وكيتي، من زواجه بالممثلة سيان فيليبس، وهي أيرلندية لا تزال حية وعمرها الآن 80 سنة، كما ترك ابناً سمّاه "لوركان باتريك"، من صديقته كارن براون.
ومع أن "لورانس العرب" كان فيلماً شهيراً - ولا يزال لمن يرغبون في الأفلام القديمة - إلا أن بطله الذي رحل السبت، والذي بدأ مشوراه الفني بعمر 17 سنة في مدينتي: بريستول ولندن الإنجليزيتين، لم يحصل على أي أوسكار سوى جائزة "بافتا" كأفضل ممثل عن دوره فيه، كما حصل على 4 جوائز "جولدن جلوب" الشهيرة.
وفي تغريدة له على تويتر، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن "لورانس العرب" أفضل الأفلام التي يحبها، مشيداً بأداء أوتول فيه بوصفه "مذهلاً".
