"هنيالك يا حاج، أمانة ادعيلنا عند حبيبك رسول الله".. هكذا يودع أهالي الأقصر حجاجهم من زوار بيت الله الحرام بعد إقامة موكب كبير له فيما يعرف بـ "زفة الحجاج" والتي تعد من إحدى تلك العادات القديمة والمتوارثة بالمحافظة.
وتكثر زفة الحجاج في شوارع الأقصر هذه الأيام مع اقتراب موسم الحج، حيث يخرج الحاج مرتديا جلبابا أبيض، ويمتطي ظهر الحصان، ويتجمع حوله أهله وجيرانه، وجميع أحبابه في موكب كبير، ويقومون بعمل زفة كبيرة تصدح فيها أغاني الحجاج عبر مكبرات الصوت كما تنطلق الزغاريد من حناجر السيدات من أهالي "زائر بيت الله الحرام".
وتنطلق زفة الحاج بمدينة إسنا بدءًا من منزله على أنغام المزمار، ويطوف الشوارع الرئيسية والميادين بإسنا بمساحة 5 كيلو لتوديع الأحباب وتقوم النساء بإلقاء الحلوة والفول والبلح والبسكويت على الأهالي المصاحبين للحاج حتى يصل إلى محطة الانتظار ليستقل سيارة يصل بها إلى مطار الأقصر.
ويشارك الأهالي المارين بالشارع الذين يتصادف وجودهم لحظة مرور الزفة فرحة "الحاج" حيث يقومون بتهنئته والرقص مع أهله والدعاء له وتأمينه بالدعاء لهم أمام الحجر الأسود وبيت رسول الله خاصة وأن مواكب توديع الحجاج تحظى بنظرة إجلال تستمدها من جلال المناسبة وقيمتها الدينية، وفرحة بمبادرة الحاج لإتمام ركن من أركان دينه بعد أن "استطاع إليه سبيلا".
