الجيش المصري خير أجناد الأرض.. وهذه شهادتي.. «2-2»

كنت أخطب الجمعة بتكليف من قادتى، وأقوم بالتوعية الدينية للجنود والضباط فى المعسكر والمعسكرات المجاورة، وكان بعض قادتى يطلبون منى التفرغ لأداء الخطبة والتوعية، وعدم إدراج اسمى فى الخدمات الليلية، كنت أرفض وأصر وأطلب منهم السماح لى بأداء الخدمة ليلًا كزملائى الجنود. 

وفى هذه الفترة أيضًا حصلت على شهادة الدراسات العليا بتقدير جيد جدًا من جامعة الأزهر، فلم يمنعنى أداء الخدمة العسكرية من الاجتهاد فى دراستي. 

وفوجئت بقائد الوحدة المجند بها فى شهر سبتمبر عام ٩٩ يستدعينى إلى مكتبه، وبعد ما أديت له التحية العسكرية، قال لى مبتسمًا: يا أحمد أنت جندى مثالي، وقد رشحتك لقائد القوات من فترة لتحصل على لقب الجندى المثالى دون أن أخبرك، وقد وافقت القيادة على ترشيحك والآن ستتوجه للقيادة لتقابل سيادة القائد - يقصد قائد القوات - وسيخبرونك هناك بترتيبات الاحتفال وتسليمك شهادة التقدير والمكافأة. 

شكرته وأديت له التحية وانصرفت باكيًا من الفرح. 

حضرت بعد ذلك الاحتفال المقام فى نادى الأبطال بعين الصيرة بالقاهرة لتكريم الجنود المثاليين وأنا واحدٌ منهم، حيث قام نائب وزير الدفاع وقتها بمنحى شهادة الجندى المثالى ومكافأة مالية. 

خدمتى فى الجيش المصرى وأدائى الواجب الوطني، كانت تأهيلًا لنجاحى فى حياتى العملية بعد ذلك. 

حيث كرمنى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ١/١/٢٠١٥ ومنحنى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي. فلله الحمد والمنة. 

ولقد صدمت عندما شاهدت فيلمًا وثائقيًا بتقنية عالية ومضمونة الخداع والتلبيس وتشويه صورة جيشنا العظيم، فأردت أن أهدى لكم هذه الشهادة العملية وتجربتى كجندى مجند مقاتل فى الجيش المصري. 

واسمحوا لى أن أختم هذا المقال بما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن خير أجناد الأرض. 

وإذا شهد رسول الله لجيش مصر العظيم وشهدت قناة الجزيرة بشهادة تعارض شهادة رسول الله، فإنها لا شك شهادتها شهادة زور وبهتان، إنها تمثل هى ومن وراءها وكل من يروج لها شخصية مسيلمة الكذاب. 

لأن رسول الله لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي، فمصر رغم أنه لم يدخلها الإسلام إلا بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، فتحت عام ٢٠ هجرية، إلا أن بقاء مصر بموقعها الجغرافى وإيمان أهلها وجلدهم ورباطهم وإخلاصهم لدين الله هو بقاء للأمة الإسلامية والعربية.

وهذا سر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل مصر وجيش مصر. وهو يستنبئ التاريخ إلى يوم القيامة، تقريرًا لحقيقة أرادها الله رغم أنف كل حاقد أو غادر، حقيقة أنهم فى رباط إلى يوم القيامة.

والأحاديث الواردة فيها الصحيح وفيها الضعيف سندًا الصحيح متنًا، فضلًا عن العمل بالحديث الضعيف فى فضائل الأعمال والمناقب.

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «ستفتح عليكم بعدى مصر، فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لكم منهم ذمة ورحمًا».

«إذا فتح الله عز وجل عليكم مصر، فاتخذوا بها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال أبوبكر لمَ يا رسول الله؟ فقال: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة».

«ستفتح عليكم مدينة يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا».

وقوله صلى الله عليه وسلم وذكر مصر فقال: «ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤنته».

«أوصيكم بأهل البلدة السوداء، السحم الجعاد، فإن لهم ذمة ورحمًا».

«مصر أطيب الأرضين ترابًا وعجمها أكرم العجم، فإن لهم ذمة ورحمًا».

«أهل مصر فى رباط إلى يوم القيامة».

«الله الله فى أهل المدرة السوداء، السحم الجعاد، فإن لهم نسبا وصهرًا».

«من أتعبته المكاسب فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي».

«قسمت البركة عشرة أجزاء فجعلت تسعة فى مصر وجزء بالأمصار«.

«اتقوا الله فى القبط، لا تأكلوها أكل الخضر».

وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بقبط مصر فقال: «إنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة».

تكون فتنة اسم الناس فيها - أو خير الناس فيها - الجند الغربي، قال عمرو بن العاص فلذلك قدمت عليكم مصر. الجند الغربى يعنى جند مصر باعتبار مصر غرب الجزيرة العربية، ونص القرآن الكريم وهو سوق قصة موسى وهو بمصر «وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين».

«الإسكندرية إحدى العروسين».

«مصر خزائن الله فى الأرض والجيزة غيضة من غياض الجنة».

«وحين أتى بعسل بنها دعا رسول الله فيه بالبركة».

وقوله عليه الصلاة والسلام: «وقد أتى بثوب من ثياب المعافر، فقال أبوسفيان: لعن الله هذا الثوب ولعن من عمله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلعنهم فإنهم منى وأنا منهم: يعنى بقوله معافر مصر».

وقوله صلى الله عليه وسلم «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندًا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبوبكر لمَ يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة». حديث صحيح راجع ما ذكرته دار الإفتاء بالأدلة ترجيحًا لتصحيحه.

والمرابط هو المجاهد الواقف على حدودها، ومن وقف مرابطًا ومجاهدًا على حدود مصر، فإنه مرابط على حدود وحمى الإسلام والمسلمين لصد أى غارة جديدة على الدين أو الأرض أو الأمة، فمصر هى حمى الإسلام بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتاريخ يؤكد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالجندى المصرى هو الذى صد هجوم التتار والصليبيين، وانتصر عليهم ولولا ذلك لهلكت الأمة العربية والإسلامية وانحسر الإسلام.

هذه المعانى فهمها صحابة رسول الله جيدًا وسجلوها للتاريخ:

بالله عليكم من نصدق؟ نصدق أهل الإفك الذين يروّجون الكذب على مصر وجيشها؟ أم نصدق رسول الله؟ .. صدقت يا حبيبى يا رسول الله.