الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالصور.. "البوابة نيوز" ترصد مأساة سكان الإيواء بشبين الكوم

مآساة سكان الإيواء
مآساة سكان الإيواء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مأساة حقيقة ومعاناة يعيشها أهالي مساكن الإيواء في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، في ظل ما تشهده محافظة المنوفية من سوء في الأحوال الجوية، وتساقط للأمطار بشكل غير مسبوق في أرجاء المحافظة، فعند مرورك إلى المنطقة تتأذى من تلك الروائح الكريهة التي تستنشقها.
المشهد الأول، عبارة عن عمارتين آيلتين للسقوط، محاطتين بالقمامة والرائحة الكريهة، ومكونة من 5 أدوار بكل دور 6 غرف يقيم بكل غرفة ما لا يقل عن10 أفراد، وحمام مشترك واحد بكل دور، والآخر حوّلته بعض الأسر إلى حجرة للمعيشة، يضمّ كل دور حوالي 100 سرير في حياة غير آدمية، وقدصدر للعقار قرار إزالة بعدما تقدم سكانه بالعديد من الشكاوى إلى محافظ المنوفية ومنظمات حقوق الإنسان ولكن دون جدوى، أو سعي لإنقاذهم هم وأسرهم، ونقلهم إلى مساكن جديدة.

المشهد الثاني، عبارة عن 6 عمارات بكل عمارة خمسة أدوار يحتوي كل دور منهم على 16 غرفة، كل واحدة تسكنها أسرة - في أقل الحالات تحتوي على خمسة أطفال - المدخل عبارة عن متر إلا الربع تقريبًا، تدخل منه لتجد نفسك في ما يشبه المعتقل أو السجن، طرقتان متوازيتان يقسمهما السلم، كل واحدة منهما تحتوي على ثماني غرف، بكل غرفة تسكن أسرة ويقتسم قاطنو الثماني غرف حمامًا مشتركًا، وصلنا - بعد معاناة شديدة مع درجات السلم المتهدمة - إلى نهاية العمارة، الدور الخامس، بالإضافة إلى تزايد الروائح الكريهة والصعوبة في تخطي أسلاك الكهرباء العارية، إضافة إلى الإحساس بأن المنزل سوف ينهار في أيّة لحظة.

الحاجة سماح، إحدى ساكني العقار - والتي تبدو على وجهها علامات الكبر في السن - تحكي كيف أنها عاشت هنا في هذه العمارة 50 عامًا، وكيف مرت عليها الذكريات مع زوجها وأولادها، ووصفت لحظاتها مع "سماح" - صديقتهم وجارتهم التي سقطت من بلكونة الغرفة لتلقى حتفها ويصاب زوجها - فتقول: "سماح وجوزها متجوزين ومعاهم عيال، كانوا واقفين في البلكونة لقوا نفسهم على الأرض، لأن الشقق باظت والعمارة تهالكت، هيا ماتت وجوزها ما بين الحياة والموت، من يوميها والموظفين في الحي والمحافظة بقوا يجولنا علشان نخلي الشقق، محسّوش بالمشكلة غير لمّا مصيبة حصلت، فيه ناس عملت الحمامات سيراميك - بالتعاون مع متبرعين - ولكن بعد الحادثة قالوا المساكن لازم تتهدّ، واحنا مش هنسيب غرفنا غير ببديل"، مضيفةً: "لو عطونا، كل أسرتين شقة هنوافق، احنا مش عاوزين غير شقق مؤقتة في مساكن الأوقاف لحد ما يبنولنا المساكن تاني". 

وأضاف محمد خميس الشرقاوي، أحد ساكني هذه العقارات، أنه قام بتحويل الحمام إلى غرفة للمعيشة، وذلك بعد سقوط منزله من 15 عامًا، وأنه يسكن بها هو وزوجته وأولاده، ولا توجد خدمات ولا مياه، حيث تنقطع المياه أكثر ممّا تأتي، إلى جانب حالات التحرش الجنسي بالأطفال داخل الحمامات، لأنها مشتركة لكل مجموعة من الأسر، وأضاف عبد اللطيف عبد العزيز - على كلام جاره السابق - أنه يسكن بالإيواء منذ حوالي 10 سنوات، في حجرة صغيرة هو و3 آسر آخرين وأولاده، إلى جانب أن الحمام مشترك والغرفة ضيقة، وذلك بعد انتقالهم من العشوائيات للسكن بها، لأنه لا يستطيع السكن بالإيجار لأنه لا يوجد لديه مصدر للدخل.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد شيرين فوزي، محافظ المنوفية، أنه تم عمل لجنة من قسم المساكن، والشؤون القانونية والعلاقات العامة والشؤون الاجتماعية بحي غرب وديوان عام المحافظة، لعمل حصر للمقيمين الفعليين في مساكن الإيواء بالعزبة الغربية خلف مسجد الصحابة، وتدبير أماكان مناسبة لنصب خيام الإيواء، استعدادا لإعادة بناء المساكن الآيلة للسقوط، كما أكد المحافظ أنه حصل على المبالغ المالية من وزارتي الاستثمار والتخطيط، لتنفيذ مشروع تجديد المساكن في أسرع وقت، نظرا لانهيار إحدى بلكونات المساكن ووفاة سيدة منذ شهرين، مؤكدا أنه مضطر إلى نقلهم إلى خيام الإيواء، وليست لديه أيّة بدائل أخرى، قائلا: "البرد والاّ المساكن تتهدّ عليهم؟!".