السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يا أمير اليسار.. سلامًا وتحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أن تكون فى مصر.. وفى زماننا الحالى بالتحديد يساريا.. أو بالدقة أن تزعم أنك كذلك أمر يفعله الكثيرون دون أن يستحقوه.. يكفى أن يتجمعوا حول مائدة فى مقهى أو آخر بوسط البلد يثرثرون بلا معرفة، يتجادلون بلا وعى، يطلقون شعارات عابرة للقارات لا علاقة لها بالحقيقة، ولا بالمعرفة ولا بالوعى ولا بالفكرة أو الأيديولوجية التى ينتمون إليها فيما يزعمون، وكلما التهبت الشعارات بنيران بائسة أو يائسة تصوروا أنهم أبطال فى ساحة النضال اليسارى.. وما هم كذلك ولو بأقل قدر.
وأن تكون وطنيا أى أن تهب حياتك وعملك وكفاءتك وخبرتك لوطنك مصحوبة بتفانٍ وإتقان وشرف وطهارة يد... فتبنى لوطنك مؤسساته تكون الأفضل والأحدث، وتمرق بها بعيدا عن براثن الفساد والروتين والسمسرة والتربح وأن تمزج ذلك كله بمتابعة جسورة لمشاكل وطنك السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن تسهم ومنذ اللحظات الأولى فى بناء حزب يسارى شجاع حقا.. مناضل حقا.. متفان حقا، فتصبح وعلى مدى المدى واحدا من قادته ومديرى دفته.. والملهمين للحزب وقادته وكوادره ومحبيه وأصدقائه فى طريق السعى نحو وطن الحرية والاشتراكية.
وفوق هذا أن تكون واحدا من أفضل وأكفأ أطباء مصر وأكثرهم خبرة وأن تتخصص بعد ذلك فيما هو أكثر صعوبة وحاجة إلى معرفة تتجاوز مجرد المعارف الطبية وتنغمس فى هذه المعارف فى آن واحد مثل إدارة الصروح الطبية الضخمة لمصر ثم تتقدم بعلمك هذا لتبنى صروحا علاجية لم تزل وحتى اليوم من بين الأفضل والأكفأ والأكثر نظاما وانتظاما مثل مستشفى الهرم ومعهد ناصر وعديد غيرهما، ثم أن تلتفت لمهنة التمريض وهى كما قال لى أكثر من مرة الضلع المهم والمهمل فى منظومة مصر الطبية فتجعل منها مسألة قادرة على أن تفرض نفسها وبقوة فى إدارة المنظومة العلاجية ثم تشرف وتسهم وتدير عملية ترجمة أكثر من مائة كتاب وبحث ودراسة عن تطوير عملية تعليم وتثقيف وتدريب الممرضات على مستوى العالم وتبذل فى ذلك كله جهدا ومالا ووقتا بلا حدود، ثم تسعى وتسعى ودون جدوى وأيضا دون ملل مطالبا فقط بالإسهام الحكومى أو المؤسسى فى طباعة هذه الترجمات وتظل محتضنا مشروعك لبناء صرح معرفى من أجل الممرضات محافظا عليه فى حرص وحنان وإصرار حتى ترحل. ثم وبعد ذلك كله وفوق ذلك كله تمنح جهدا معجونا بالإخلاص من أجل الشعب والفقراء خاصة، فتعد وعبر أبحاث وإحصاءات ودراسات تكتب بالأقلام اليسارية والحبر اليسارى المشروع الأساسى والأهم للتأمين الصحى الشامل والقائم على أساس نظرية كافح من أجلها فى مواجهة كثيرين منهم الحكومة بتلوناتها المتتابعة وحتى بعض الأطباء والكوادر الحزبية فى حزب التجمع والتى تجاهلت العمق العلمى والأكاديمى والمحاسبى فى هذه النظرية، القائمة على أساس فصل الخدمة الطبية المتكاملة عن التمويل، والذين تجاهلوا رؤيته المتكاملة والمحسوبة حسابا دقيقا ونظروا فقط للعبارات الرنانة والتخيلات ذات الغلاف اليسارى غير المتقن. لكن رجلا مثله ليس من السهل أن يتراجع أمام أقاويل حكومية بيروقراطية أو شعارات سياسية غير مدروسة وظل وحتى آخر مكالمة تليفونية أجريتها معه متمسكا برأيه ويقول ضاحكا وزراء الصحة المتتالون أخذوا المشروع مؤملين أن يتمسكوا ببعض منه ويتركوا البعض، ومشروعى لا يمكن ولا يكون إلا متكاملا وأسأله: والمعارضون لك من زملائنا فيضحك وكانت آخر ضحكات سمعتها منه قائلا زملاؤنا طيبون فاهمون أن السياسة شعارات ينسجونها من أخبار وتهاويم صحفية وإن الموقف اليسارى يبنى على هذه الشعارات فى كل المجالات. ناسين أن النظرية اليسارية يجب أن تبنى على أيديولوجية والأيديولوجية علم وليست لغوا سياسيا وبدون دراسة علمية وأكاديمية لموضوع خطير كهذا لا يمكن أن نمسك بأطراف الحقيقة المتكاملة أو شبه المتكاملة.. وظل وحتى آخر نسمات الحياه يتابع مشروعه عن التأمين الصحى الشامل بينما تتناقله أيدى حكومة ثم أخرى وتخاطب به البرلمان وتناور به فى الأحاديث الصحفية عبر أكثر من خمسة عشر عاما وكل واحد منهم يستخدمه فى الدعاية لنفسه دون أن يلحق بهدفه الحقيقى.. وفى كل حوار معه يقول دعاية دعاية بس ينفذوه بالكامل مش نص نص، لأن نظرية النص - نص فى مشروع التأمين الصحى الشامل.. تفسد الكل.
أن تكون هذا كله.. يساريا بصدق وجدية، دارسا فاهما متفهما لمعنى ومغزى اليسار.. وأن تكون تجمعيا تليق بالتكافؤ والتعامل والأخذ والعطاء مع خالد محيى الدين، إسماعيل صبرى، فؤاد مرسى، حسين فهمى، أبوسيف يوسف، إبراهيم سعدالدين وعشرات غيرهم، وأن تبنى بيدك صروح المواقع التجمعية على نطاق القاهرة، وأن تسهم فى وضع النظرية التجمعية فى إدارة الحزب، وأن تحب مصر حبا صادقا مخلصا متفانيا ليس بالكلمات ولا بالخطب وإنما بالفعل والشجاعة والتضحية، وأن تكون طبيبا عالما وعارفا وتمتد كفاءتك لبناء صروح طبية ضخمة تبنى وهى متحدية التسيب المالى والسمسرة والاستلاب، وقائمة على أسس علمية حديثة، وأن تكون وتظل وستظل الأب الشرعى لمشروع التأمين الصحى الشامل، أن تكون ذلك كله ممتزجا ومتفاعلا معا.. فأنت سمير فياض.
ويا أخى العزيز والحبيب أتذكر كيف كنت دوما ضاحكا متساهلا فيما يجب ومتشددا فيما يجب ومتفانيا دوما كما يجب، بحيث أحبك الكثيرون وعجز المعاندون عن معاندتك وتجنبوا مجادلتك، فيما تعرف أنت وما لا يعرفونه هم وحتى الحكام كانوا يتمنون أن تكون معهم ولهم وأنا أعرف وإن كنت لم تقل أنت من منصب وزير الصحة كان فى متناولك أكثر من مرة، بل وأعرف أنك عندما أعددت مشروعك عن التأمين الصحى وطبيعته ثم طلبت إرساله باسم الحزب إلى مبارك وتأمله مبارك ثم أبلغنا أنه أحاله لرئيس الوزراء نظيف الذى اكد للرئيس أنه سيدرسه بعناية ثم ألمح لبعض أصدقائك «ما ييجى وزير صحة ويطبقه» وحتى هذا لم يستدرجك، فالثمن كان معلوما مسبقا وقد طبق مسبقا مع بعض من كانوا خبراء فى مجالاتهم فالتقطوهم بثمن أن يكونوا وزراء، وكانوا ثم لم يكونوا وأنت يا سمير سمعت من الأستاذ خالد محيى الدين ومنى أن مبارك قال فى أيامه الأولى له وفى مقابلة لوفد من التجمع أنا شخصيا كنت ضمنه، وهو يضحك إيه رأيك خالد بك تدينى من عندك د. إسماعيل صبرى ود. إبراهيم سعد الدين ود. سمير فياض وتأخذ قصادهم ٢٠٠ أو ٣٠٠ واحد من عندنا وضحكنا واكتفينا بالضحك.. وعندما أبلغك الأستاذ خالد فى حضورى ضحكت أنت أيضا، فقال الأستاذ خالد «يمكن عايزينك وزير بس ما ينفعش تبقى وزير وأنت فى التجمع». فقلت غاضبا يشبعوا بالوزارة بتاعتهم. عضوية التجمع عندى أشرف وأجمل من أى وزارة وأنت تذكر وأنا أيضا كيف أن الأستاذ خالد طلب من مبارك مد خدمتك عاما كرئيس للمؤسسة العلاجية المشرفة على كل المستشفيات الحكومية ولم يستجب فورا، وقلت أنا لك تحب نتكلم يمكن نسى فرفضت غاضبا، ولكن وقبل انتهاء مدة خدمتك بيوم وكان مبارك خارج مصر تلقيت أنا مكالمة تليفونية يسأل فيها د. زكريا عزمى «الدكتور سمير فياض اسمه الثلاثى إيه؟ وسألت ليه فقال الريس صحى الصبح وأول حاجة قالها إحنا نسينا موضوع سمير فياض وده راجل نظيف جدا ولازم نمد له، وأبلغته باسمك الثلاثى وصدر المرسوم فى ذات اليوم. ويوم مرضت أنت مرضا خطيرا وكنت بالمعاش وتوقف طلب علاجك بالخارج عند الحدود المقررة رسميا وهى ضئيلة ولا تكفى.. واتصت أنا بمبارك فقال أنا سأتحمل من ميزانيتى بمبلغ كذا «وهو كبير»، ثم قال جملة لا أنساها ولا يجب أن ينساها أحد منا «الراجل ده لو كان حرامى وكان بيبنى كل المستشفيات اللى بناها كان زمانه ملياردير فأبسط حاجة أن نعاجله كرمز لرجل شريف».
ويا عزيزى سمير.. ابق معنا.. ابق لنا فقد كنت وستظل لنا سندًا وفخرًا وقدوة.