تعتبر شخصية فطوطة التى قدمها الفنان الكوميدى سمير غانم خلال حقبة الثمانينيات من أنجح الشخصيات التى قدمها وحققت نجاحا منقطع النظير، وكان وجودها مظهرا من مظاهر شهر رمضان الكريم، وارتبط بها الجمهور من الأطفال والكبار، ورسخت فى أذهان الجميع جيلًا بعد جيل.
قدم الفنان سمير غانم فوازير فطوطة لأول مرة فى رمضان ١٩٨٢ وقسم الجمهور حينها أيامهم فى رمضان بين مشاهدة كأس العالم المقام فى إسبانيا، ومتابعة الزعيم عادل إمام وهو يخدع الموساد الإسرائيلى فى مسلسل «دموع فى عيون وَقحة»، وحَل فزُّورة «فطوطة وسمورة»، وإرسال الحل بريديًا إلى «مبنى التليفزيون».
تعود فكرة شخصية «فطوطة» الرمضانية الشهيرة إلى المؤلف عبد الرحمن شوقى، وذلك من خلال فكرة «ابن بطوطة»، وأبرزها الكاتب والسيناريست محمد العدل، والمخرج المبدع فهمى عبد الحميد، وعرضت شخصية فطوطة برؤية جديدة جعلت من فطوطة الدمية إنسانًا، وهى الفكرة التى لاقت قبولا وانتشارا وتأثيرًا كبيرا.
وأصبحت شخصية فطوطة من أروع المواد التليفزيونية فى تلك الفترة، حيث كانت مفارقة تثير الضحك، أن نرى شخصًا قصيرًا يرتدى زى بهلوانى مكونًا من بدلة خضراء، وحذاء كبيرل أصفر، وببيونة كبيرة وشعر مجعد، وصوت رفيع تتعلق به الآذان، وكان يؤديه سمير غانم بصوته، ونالت هذه الشخصية إعجاب ومتابعة كل المصريين والعرب فى كل مكان.
أحداث هذه الفوازير دارت حول الشخصية الرئيسية، وهى القزم فطوطة، الذى أدى دورها الفنان القدير سمير غانم، بجانب شخصيته الأساسية «سمورة».
أخرج الفوازير المخرج فهمى عبد الحميد عام ١٩٨٢، التى حملت عنوان «فطوطة وسمورة» بطولة الفنان سمير غانم، وتأليف عبد الرحمن شوقى، وقدمت تلك الفوازير فى شهر رمضان على مدار ٣ سنوات متتالية، ثم تمت إعادتها فى سنوات تالية.
وفى رمضان ٢٠٠٩ تمكن المخرج وائل فهمى عبد الحميد بتحقيق حلمه بإعادة تقديم شخصية «فطوطة»، التى أبدعها والده المخرج الراحل، فى مسلسل كارتونى يحمل اسم «فطوطة وتيتة مظبوطة»، وكان يدور المسلسل فى إطار كوميدى، عندما يفاجئ «فطوطة» برسالة من جدته «مظبوطة» التى لم يسبق له أن رآها، تطلب منه أن يأتى ليستلم ميراثه، ثم يجد أن جدته مخطوفة من قبل إحدى العصابات، وأن العصابة هى التى أرسلت له الرسالة، ويطالبونه بفدية، فيحاول «فطوطة» و«سمورة» إنقاذ «تيتة مظبوطة» التى يتضح فى النهاية أنها مفلسة.
مسلسل «فطوطة وتيتة مظبوطة» رسوم وتصميم الفنان هيثم حمدى، الذى يرسم شخصية «المفتش كرومبو»، والأداء الصوتى للفنان سمير غانم، وميار الغيطى، وعايدة فهمى، من تأليف الكاتب أحمد صبحى، ولكن لم يحقق مسلسل الكارتون النجاح المطلوب مثلما تحقق فى فوازير «فطوطة».
