السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

زيادة المنتخبات.. وزجاجة الشربات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

** هل ما زال أحد يذكر زجاجات الشربات؟، أعتقد أن البعض لا زال يذكر الأفراح الشعبية والمناسبات، وقبل هجوم «الكانز»، والعصير المعلب، كانت زجاجة عصير كافية، لتحية نصف «المعازيم» فقط، ما عليك إلا أن تضعها على «حلة» مياه كبيرة مع إضافة بعض السكر إن كنت كريمًا.

لا أعرف لماذا تذكرت هذه الصورة؟ عندما قرر الحاكم بأمره في دولة الفيفا «أنفانتينو» زيادة عدد منتخبات كأس العالم إلى 48 دولة، وكأنه يريد أن يسكب زجاجة شربات حمراء صغيرة على نهر جار، وحينها لن يتلون النهر، ولن نجد شربات، فلا نحصل على نهر لونه أحمر، ولا نتذوق حلاوة الشربات .

نعم هناك آمال للبعض في أن نلعب بكأس العالم، ولكن كيف سيكون حال الحالمين إذا كانت البطولة مثلًا في أقاصي الكرة الأرضية، وتصعد لتلعب مباراة أو مباراتين، وتودع البطولة بعد أسبوع من سفرك.

أنفانتينو «ذبح القطة»، للجميع، منذ يومه الأول، ونجح في أول اختبار، سواء بالإقناع أو بالإغراء، المهم أنه نجح في ما دعا إليه، وطاف أنحاء المعمورة ليروج له .

إذا نحن أمام تجربة «بلاترية» جديدة، فسلفة «بلاتر»، إذ قال عند قدومه إن الكرة في عصر «هافيلانج»، عانت من الجمود، وإنه يسعى إلى تحريرها، ويبدو أن سقف الحرية عنده لم يكن له حدود، فانتهى به إلى الفساد المالي والأخلاقي، مما انتهى به إلى ما هو عليه الآن .

«أنفانتينو»، يُراهن على نزاهته وقراراته الإصلاحية، داخل بيت الفيفا، لكن وفي رأيي المتواضع، إن هذا القرار سيكون وبالًا على الكرة، ولن تُسانده القوى الكبرى في كرة القدم، وسمعنا ردودًا فورية من ألمانيا، وإسبانيا وإنجلترا، ولا يمكن بأي حال أن نغفل هذه الأصوات لأنها إن غضبت فستقلب السحر على الساحر، وقد ينتهى الأمر إلى أن نجد مونديالًا بفرق مثل مدغشقر وماكاو وليخشينشتاين .

الأفارقة هللوا، ورئيس الاتحاد الآسيوي أيد القرار، ولكن ألا يعلم هؤلاء أن البطولة الكبرى في العالم، ستفقد بريقها مع الوقت، وتنتهي لتكون بطولة بروتوكولية، لا تسمن ولا تغني من جوع، مثلما بدأ يحدث في بطولات آسيا، والنتائج القياسية للمباريات على غرار 15-0 و20-1، وهكذا، كما بدأ الأوروبيون يشعرون بقلق بالغ؛ بسبب خُطط تغيير أمم أوروبا .

يا سادة، المونديال دائمًا للكبار فقط، واللعب يكون للأقوى والأجدر بالتأهل، إذا أردتم أن تخدموا المنتخبات الأفريقية عدلوا طريقة التأهل، واجعلوها الأكثر عدلًا، وإذا أردتم إفادة الكرة الآسيوية أعطوهم ربع المقعد، الذي يجرون خلفه، فقط لا تعبثوا بالبطولة التي تعد أقصى طموح للاعبي الكرة .

كرة القدم تتحول يومًا بعد يوم إلى «كشك»، لبيع السلع المستوردة والبضائع المهربة، كفى عبثًا من الرعاة، حرروها من سيطرة أباطرة رأس المال، أعيدوا لنا كرة بيليه، ومارادونا، وكابتن لطيف .