تباشر نيابة أمن
الدولة العليا برئاسة المستشار خالد ضياء، المحامى العام الأول، بالتنسيق مع نيابة
الأحداث الطارئة التابعة للنيابة الكلية بجنوب الجيزة التحقيق فى واقعة تصفية طه
محمود عبدالحميد طلبة، الشهير بـ"أرنب"، عقب اطلاقه الأعيرة النارية على
أفراد الأمن أثناء القبض عليه بمنطقة الطوابق بفيصل.
وانتقل فريق من
النيابة العامة، لإجراء المعاينة لجثة المقتول، ومكان الوكر التى عثر به على بعض
الأوراق التنظيمية، كما تبين وجود فوارغ الطلاقات وبعض الشظايا وتناثر الدماء
بأرجاء المنزل.
وكشفت التحقيقات الأولية، أن طه محمود عبدالحميد
طلبة، الشهير بـ"أرنب" يعد أحد أهم العناصر التى تعتمد جماعة الإخوان
الإرهابية فى تنفيذ العمليات التابعة للجان النوعية بمنطقة مركز أبشواى محافظة
الفيوم، من خلال رصد قوات الشرطة والجيش والشخصيات العامة والخاصة لتنفيذ عمليات الاغتيال.
وأضافت التحقيقات، أن العنصر الإرهابى المقتول أحد
العناصر المسند لها تنفيذ عمليات اغتيال رجال الشرطة، حيث عثُر داخل الوكر الذى
كان مختبئا على عدد من الأوراق التى أكدت مشاركته كعضو رئيسى فى عملية استهداف
رئيس مباحث مركز أبشواى بمحافظة الفيوم، ونتج عنها إصابته واستشهاد أمين شرطة،
بمنطقة كوبرى سنجا.
وأشارت التحقيقات، الى أن سبب تسميته بـ"طه
أرنب" هو عمله كتاجر أرانب، حيث يعتبر أحد عناصر ما يسمى بالحراك المسلح
التابع لحركة حسم الإخوانية، ومحكوم عليه بالسجن غيابيًا لمدة 3 سنوات فى القضية
رقم 5504/2015 جنايات مركز يوسف الصديق "انضمام لجماعة إرهابية"، و5
سنوات غيابيًا فى القضية 7820/2015 جنايات مركز يوسف الصديق "حيازة
أسلحة"، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى العديد من قضايا الجماعة الإرهابية.
وأضافت التحقيقات، أن العنصر الإرهابى انتقل الى
منطقة القاهرة الكبرى عقب محاولته عملية اغتيال رئيس مباحث مركز أبشواى، حيث استقر
به الحال فى منطقة الطوابق بفيصل الهرم، من خلال مشاركته فى التخطيط لعدد من
العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش والشخصيات العامة خلال الفترة السابقة.
من جانبه، قال أحد الضباط المشاركين فى عملية الاقتحام
أثناء استجوابه بمسرح الجريمة: إن القوة الأمنية حذرت الإرهابى قبل عملية الاقتحام،
حيث طلبت منه تسليم نفسه عقب إغلاق المداخل والمخارج المؤدية إلى مسكن الشاب
بالحواجز الحديدية، وطلبوا من المتواجدين فى محيط المنزل عدم النزول وعدم فتح
النوافذ، وذلك من خلال مكبرات الصوت حتى لا يتعرض أي منهم لأذى.
وأضاف الضابط: "العنصر رفض تسليم نفسه، فتم
تنفيذ خطة الاقتحام المسبقة سلفا فى حالة حدوث مثل تلك المواقف مع إحداث بعض
التعديلات الطفيفة، وأثناء عملية التنفيذ قام الإرهابى بإطلاق وابل من الأعيرة
النارية، ما أدى إلى التراجع برهة من الزمن عقب التأكد من أن السلاح المستخدم
عبارة عن بندقية آلية، وذلك مع التبادل معه فى إطلاق الأعيرة النارية، فقمنا بالمحاولة
مرة أخرى، فرد العنصر قائلا بأعلى صوته: "أنا مش هسلم نفسى، يا تخلصوا عليا
لخلص عليكوا"، فتبادلنا معه إطلاق الأعيرة النارية حتى تمكنا من التخلص منه،
فى الوقت الذى حاولنا فيه القبض عليه دون قتله لاستجوابه والكشف عن بقية الخلية،
فتمكنا من السيطرة عليه وقتله بعد مرور نصف ساعة من تبادل إطلاق النار".
وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث، وأمرت
بدفن جثة الإرهابى بعد تشريحها، ومن المنتظر أن تستمع لأقوال ضابطى شرطة وعدد من
الأمناء الذين كانوا شاركوا فى عملية الاقتحام، كما أمرت النيابة العامة بانتداب
المعمل الجنائى لإجراء المعاينة التصويرية لموقع الحادث.
وتحفظت النيابة على فوارغ الطلقات التى بلغت ما يزيد
على 120 طلقة قبل إرسالها إلى المعمل الجنائى لفحصها وإجراء المعاينة، والسلاح
الآلى الذى كان بحوزته ومئات الطلقات النارية، ويواصل فريق المعمل الجنائى معاينة
مسرح الأحداث ورفع الأدلة الجنائية، والتحفظ على عدد من فوارغ الطلقات، وعينة من
الدماء التى تناثرت على الأرض والجدران.
