رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دولجي أم فوضجي؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل ما تشهده مصر، من أزمات اندلعت بدايتها عقب أحداث «25 يناير» إلى الآن، لا يوجد ملاذ آمن، وحصن حقيقي بالنسبة للمواطن، سوى الدولة، والحفاظ عليها من التآكل والانهيار، الذي يستهدفه دعاة الفوضى، لنصل إلى «اللادولة»، وهؤلاء يطلق عليهم «فوضجي»، وإن كنت مع الدولة، يطلق عليك «دولجي»، فذلك يعني المزيد من عداء المعارضة لك، لأنك تكشف حقيقة عقولهم المؤجرة.

ما بين هذا وذاك، تجد من يقدم الحلول والمشورة للدولة في صيغة النقد البناء، وهؤلاء يطلق عليهم «المعارضة»، لكنهم قليلون للغاية، وعلى الجانب الآخر تجد من يقوم بالتجريح والتطاول على الدولة، ويعبث بكافة الإنجازات، ويسفه منها دائمًا، بشكل ممنهج، لكي يبث سموم اليأس في نفوس متابعيه، ليتحول بذلك من دور «الفوضجي» إلى «اليأسجي»، وهذه وظيفة مهمة بالنسبة لجماعة هدم الدولة، وهو ما يتصدى له بكل قوة «الأملجي»، وهو اسم مشتق من «الأمل»، ويقوم صاحبه، بدعوة الناس للتفاؤل، والتمسك بـ«الأمل»، المتمثل في «الدولة».

لا أحد يمتلك قدرة الإنكار، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي «دولجي» و«أملجي»، بمعنى أنه رجل دولة، بما تحمله الكلمة من صفات ومعاني، كما أنه «أملجي» يمتلك القدرة على بث الأمل، في نفوس الغالبية العظمى من الشعب المصري، المُساند لدولته، التي لا يَمل سواها.

بالتوازي، ستجد بعض الوزراء، يعملون عكس تيار الدولة، كما لو كان ذلك متعمد وممنهج؛ ليصب في صالح من يدعون إلى «اللادولة»، وهؤلاء متواجدون ضمن المجموعة الاقتصادية، التي تُدير حقائبها بشكل لا يُتطابق مع الحالة المصرية التي لا تحتمل العبث بمقدراتها وسياساتها الاقتصادية، وهو مالم يستوعبه السيد «طارق عامر» محافظ البنك المركزي، عندما اتخذ قرار تعويم الجنيه الخميس الماضي، دون تأهيل السوق، وهو ما يكشف عن تسرع الرجل في هذا القرار؛ لأنه كان يتطلب الحفاظ لمدة لا تقل عن شهر، عما شهدته سوق الصرف يوم الأربعاء، الذي سبق التعويم.

لذلك لا تسطيع أن تصنف «طارق عامر» إذا كان «دولجي» أو «فوضجي»؛ لأنه يتملك صفات من الاثنين، ولكن ندعو الله ألا يرتبط اسم «عامر»، بنكسة جديدة لمصر.

إن أخطر أعداء الدول، هم من يكونون في مقربة من السلطة، بالإضافة للإعلام الذي يدعم النظام، ولكن بعض رجاله يقومون بتعطيش السوق اقتصاديًا، من خلال الشائعات التي يطلقونها، لصالح ملاك القنوات التي يعملون بها، فضلًا عن وجود بعض الإعلاميين الذين يقومون بالمضاربة في البورصة كل يوم، مما جعلهم يتربحون ملايين الجنيهات يوميًا، من خلال الاستثمار في السوق السوداء للدولار، وساعدهم في ذلك قربهم من السيد طارق عامر.

وعلى الجانب غير الرسمي، ستجد حرب دروس بين «الدولجية» و«الفوضجية»، أطلق شرارتها الطرف الثاني في شكل إتهام للطرف الأول، بمساندة الدولة في شكل كتائب إلكترونية، ليقوم «الدولجية»، بالرد عليهم بمقولة «يتهموننا بالوطنية»، وهذه التهمة هي شرف لأي مواطن يبتغي نهضة بلاده.

ويواجه معسكر «الدولجية» هجومًا حادًا من المعارضين الموالين للخارج، بعد أن قام هؤلاء بعمل «جروب» على «فيس بوك»، ليكون منصة لهم، وتعبر عن أفكارهم المساندة للدولة، إلا أن البعض يرى دعم مصر، وقيادتها السياسية أمر يتطلب التشويه والتجريح، وإلصاق التهم بهم، ليكون ذلك أحد المبررات التي يقدمونها لمن يمولهم من أجل الحفاظ على استمرارهم، في مهمة هدم الدولة، حتى لا تقوم منظومة التآمر باستبدالهم بآخرين.

حفظ الله مصر.. حفظ الله الجيش.