رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رئيس وزراء تركيا يلمح لتغيير سياسة بلاده تجاه القاهرة

رئيس الوزراء التركى،
رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استحوذت قضايا الشرق الأوسط، على جانب كبير من مباحثات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونظيره التركى، رجب طيب أردوغان، وكانت هناك مطالب محددة من «بوتين» تتعلق بسياسات «أردوغان» الإقليمية، وعلاقته بالقوى الرئيسية، والملفات الساخنة بالمنطقة، وعلى رأسها الوضع فى سوريا، فى ظل تأكيد تركيا على تغيير السياسات مستقبلًا، وتحسين الأوضاع مع جميع الدول بلا استثناء.
وسريعًا خرج رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم، ليؤكد أن تركيا ستعيد النظر فى علاقتها وسياستها مع جميع دول المنطقة، بلا استثناء، فى تطور مثير، حيث كان دائمًا يستثنى سوريا ومصر، من أى حديث عن تغيير السياسات والتصالح.
وقال «يلدريم»، فى تصريحات نقلتها صحيفة «ديلى صباح» التركية، إن سوريا ودولًا أخرى فى المنطقة، ستشهد «تطورات جميلة»، واعتبر خبراء أنه يقصد مصر أيضًا، حيث من المتوقع أن تغير تركيا سياستها تجاه القاهرة مستقبلًا، بفضل تقاربها مع روسيا.
ويعد «يلدريم»، المهندس الجديد لعلاقات تركيا بالمنطقة، وأخذ على عاتقه إعادة سياسية «صفر مشاكل»، التى كانت تتباهى بها تركيا، قبل عام ٢٠١١، وتفاخرت دائما بأن علاقتها جيدة مع جميع دول العالم، ودول الجوار، والدول الإقليمية، ولا يوجد لديها أى مشكلات مع أى دولة أخرى فى العالم. لكن الوضع تغير، بعد ما يعرف بـ«ثورات الربيع العربى»، وأقحم «أردوغان» نفسَه، فى الشئون الداخلية للدول العربية، لدعم تنظيم الإخوان الإرهابى، الذى ينتمى إليه، والآن وبعد أن خسر كل شيء، وأصبح عدوًا للجميع، عاد ليبحث عن سياسة «صفر مشاكل» من جديد.
وقال «يلدريم»، خلال كلمته، فى اجتماعٍ مع أعضاء مجلس مُصَدّرى تركيا، مساء أمس الأول، إن تركيا ستعمل بشكل وثيق، أكثر مع دول المنطقة لحل قضايا المنطقة، وفى مقدمتها سوريا، ومثلما حللنا مشكلاتنا مع إسرائيل، ومثلما أعدنا الأمور إلى مسارها مع روسيا، سنشهد تطورات جميلة فى سوريا، ودول أخرى فى المنطقة، وبدأت مرحلة ذلك، واتخذت خطواتها، وسنشاهد معا نتائجها».
وشدّد رئيس الوزراء التركى، على أن دول المنطقة أفضل من تحلل وتنتج الحل الصحيح لقضايا المنطقة.

بوتين وشروط المصالحة فى اجتماع مغلق

وفى تقريرها عن موقع قضايا الشرق الأوسط؛ من مباحثات بوتين وأردوغان، قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إنها احتلت موقعًا كبيرًا، فى مباحثات الطرفين، على الرغم من تركيز الرئيس التركى على الموقف الاقتصادى، واستعادة السياحة الروسية، وإعادة فتح أسواق روسيا، أمام المنتجات الزراعية التركية.

وأشارت «هاآرتس»، إلى أن سوريا وإسرائيل ومصر، كانت على رأس أجندة الاجتماع المغلق، الذى لم يحضره سواهم، مع مترجمين فقط، فى قصر كونستانتينوفيسكى، بسانت بطرسبرج، مساء الثلاثاء، واستمر لمدة ساعتين ونصف الساعة، ولم يصدر أى تصريح يتعلق بما جرى.

لكن تصريحات المسئولين الأتراك، بعد ذلك، كشفت حقيقة ما جرى، سواء بإنشاء لجنة تركية روسية حول سوريا، أو تحسين العلاقات مع جميع دول المنطقة، بلا استثناء، ومن بينها مصر، لأنه بالطبع تحسنت علاقات تركيا مع إسرائيل مؤخرًا، وتم توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات، وكانت كل من دمشق والقاهرة، نقطتى الخلاف الأخيرة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

ويعد «بوتين»، صديقًا مقربًا من الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، والتقاه أكثر من خمس مرات، خلال العامين الماضيين، سواءً فى روسيا أو مصر، كما أهدى بوتين إلى مصر طرادا حربيا مؤخرًا، بالإضافة إلى صفقات عسكرية كبيرة بين الجانبين، وهو ما يجعل مصر حليفًا لا يمكن التخلى عنه، كما أنها تقود العرب باتجاه روسيا، والتخلص التدريجى من الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

وهو ما أكده رئيس الوزراء التركى، أيضًا، حيث قال «إننا عازمون على توسيع صداقاتنا فى الداخل والخارج، وأعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سوريا أيضًا».

انقلابٌ جديد

من جانبه؛ وصف الكاتب البريطانى، روبرت فيسك، زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى روسيا بأنها انقلابٌ من نوع مختلف، وقال فى مقال نشرته صحيفة الإندبندنت، إن «حل الأزمة السورية، لا يمكن أن يوجد دون روسيا، ويمكن أن نحل هذه الأزمة فقط بالتعاون مع روسيا»؛ مؤكدًا أن أردوغان سيعانق بشار الأسد، ويلتقيه أيضًا، ويغير سياسته تجاهه، مثلما فعل مع بوتين الذى هاجمه، وأسقط له طائرة من قبل، ثم عاد ليعانقه.

ويرى «فيسك»، أن هناك قائمة طويلة من الخاسرين المحتملين من هذه الزيارة، أولهم تنظيم «داعش» الإرهابى، وجبهة فتح الشام «النصرة سابقًا»، وكل الجماعات الإسلامية الأخرى، التى تحارب النظام الآن فى سوريا، والذين وجدوا فجأة أن مصدر تسليحهم الأكثر موثوقية قد تعاون مع العدو الأكثر شراسة، ألا وهى روسيا صاحبة السطوة الجوية.

ثم هناك الداعمون الإقليميون بالمال والسلاح، للمقاتلين السنة، الذين يحاولون الإطاحة بدمشق وبغداد، وأخيرًا الجيش التركى بعد محاولة الانقلاب. وشكك الكاتب البريطانى، فى إمكانية اعتماد حلف شمال الأطلسى، والاتحاد الأوروبى، على حليفهما «أردوغان»، فى سعيه لتدمير نظام الأسد، أو كبح تدفق اللاجئين إلى أوروبا، أو تحمل انطلاق المقاتلات الأمريكية، من قاعدة إنجرليك الجوية.