بوتين وشروط المصالحة فى اجتماع مغلق
وفى تقريرها عن موقع قضايا الشرق الأوسط؛ من مباحثات بوتين وأردوغان، قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إنها احتلت موقعًا كبيرًا، فى مباحثات الطرفين، على الرغم من تركيز الرئيس التركى على الموقف الاقتصادى، واستعادة السياحة الروسية، وإعادة فتح أسواق روسيا، أمام المنتجات الزراعية التركية.
وأشارت «هاآرتس»، إلى أن سوريا وإسرائيل ومصر، كانت على رأس أجندة الاجتماع المغلق، الذى لم يحضره سواهم، مع مترجمين فقط، فى قصر كونستانتينوفيسكى، بسانت بطرسبرج، مساء الثلاثاء، واستمر لمدة ساعتين ونصف الساعة، ولم يصدر أى تصريح يتعلق بما جرى.
لكن تصريحات المسئولين الأتراك، بعد ذلك، كشفت حقيقة ما جرى، سواء بإنشاء لجنة تركية روسية حول سوريا، أو تحسين العلاقات مع جميع دول المنطقة، بلا استثناء، ومن بينها مصر، لأنه بالطبع تحسنت علاقات تركيا مع إسرائيل مؤخرًا، وتم توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات، وكانت كل من دمشق والقاهرة، نقطتى الخلاف الأخيرة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
ويعد «بوتين»، صديقًا مقربًا من الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، والتقاه أكثر من خمس مرات، خلال العامين الماضيين، سواءً فى روسيا أو مصر، كما أهدى بوتين إلى مصر طرادا حربيا مؤخرًا، بالإضافة إلى صفقات عسكرية كبيرة بين الجانبين، وهو ما يجعل مصر حليفًا لا يمكن التخلى عنه، كما أنها تقود العرب باتجاه روسيا، والتخلص التدريجى من الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وهو ما أكده رئيس الوزراء التركى، أيضًا، حيث قال «إننا عازمون على توسيع صداقاتنا فى الداخل والخارج، وأعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سوريا أيضًا».
انقلابٌ جديد
من جانبه؛ وصف الكاتب البريطانى، روبرت فيسك، زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى روسيا بأنها انقلابٌ من نوع مختلف، وقال فى مقال نشرته صحيفة الإندبندنت، إن «حل الأزمة السورية، لا يمكن أن يوجد دون روسيا، ويمكن أن نحل هذه الأزمة فقط بالتعاون مع روسيا»؛ مؤكدًا أن أردوغان سيعانق بشار الأسد، ويلتقيه أيضًا، ويغير سياسته تجاهه، مثلما فعل مع بوتين الذى هاجمه، وأسقط له طائرة من قبل، ثم عاد ليعانقه.
ويرى «فيسك»، أن هناك قائمة طويلة من الخاسرين المحتملين من هذه الزيارة، أولهم تنظيم «داعش» الإرهابى، وجبهة فتح الشام «النصرة سابقًا»، وكل الجماعات الإسلامية الأخرى، التى تحارب النظام الآن فى سوريا، والذين وجدوا فجأة أن مصدر تسليحهم الأكثر موثوقية قد تعاون مع العدو الأكثر شراسة، ألا وهى روسيا صاحبة السطوة الجوية.
ثم هناك الداعمون الإقليميون بالمال والسلاح، للمقاتلين السنة، الذين يحاولون الإطاحة بدمشق وبغداد، وأخيرًا الجيش التركى بعد محاولة الانقلاب. وشكك الكاتب البريطانى، فى إمكانية اعتماد حلف شمال الأطلسى، والاتحاد الأوروبى، على حليفهما «أردوغان»، فى سعيه لتدمير نظام الأسد، أو كبح تدفق اللاجئين إلى أوروبا، أو تحمل انطلاق المقاتلات الأمريكية، من قاعدة إنجرليك الجوية.