الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

رئيس هيئة تنشيط السياحة: نتحرك خارجيًا وداخليًا ونتواصل مع صناع القرار.. وننتظر طفرة في التوافد العربي

سامي محمود، رئيس
سامي محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** خطة الـ6 أشهر تهدف لبدء عودة الحركة في أكتوبر المقبل

** غير راض عن أداء المكاتب الخارجية والداخلية.. وأحلت بعض المخالفات للجهات الرقابية

** وجهت إنذارا شديد اللهجة لشركة "جي دبليو تي".. والقانون أجبرنا على التعاقد معها

** أي تلاعب بـ"مصر في قلوبنا" سيحال للنيابة العامة.. و86 مليونا حجم الدعم الحكومي للمبادرة

** 46% تراجع أجنبي.. و3% زيادة عربية.. وتقرير "كنترول ريسكس" نهاية أبريل

يمر قطاع السياحة المصري بظروف غاية في الصعوبة، بداية من حادث الطائرة الروسية التي كانت ضربة قاسمة للقطاع، وقبل الوصول إلى حلولا جذرية لمعالجة تداعياتها، جاءت حادثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، لتزيد من معاناة القطاع، حيث شهدت السياحة العام الجاري تراجعا بنسبة -46%، وكان لابد من التحدث مع سامي محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة، والذي فتح قلبه لـ"البوابة نيوز"، في هذا الحوار:

* في البداية.. صف لنا خطة هيئة التنشيط لاستعادة الحركة وفقا للرؤية التي طرحها الوزير؟
نعمل حاليا على تطوير خطتنا بحيث تناسب الظروف المحيطة بالقطاع، كما نبحث اختراق الأسواق التي تمتلك طاقة طيران ناقلة، سواء منتظمة أو طيران عارض، يمكنها تحقيق الأهداف المرجوة من خطة الوزارة، كما سنبدأ على الفور بالترويج في الأسواق البديلة، ولكن تلك الخطوة يحكمها وجود طلب على مصر.

* أعلن الوزير خطته لاستعادة السياحة في 6 أشهر.. كيف ترى إمكانية تحقيق ذلك؟
ــ هناك فارق بين عودة الحركة بقوتها المعتادة، وبين بداية عودة الحركة، وخطة الوزير تعني أن أكتوبر المقبل 2016، سوف يشهد بداية عودة الحركة، وليس العودة بالكم والكيف السابقين، كما أن الخطة الكبرى الموضوعة لجذب 20 مليون سائح في عام 2020، مرتبطة بتوافر واستتباب الأمن، واستقرار الأوضاع العامة، ليس في مصر فقط ولكن في المنطقة المجاورة، كما تحتاج للعمل بجهد في مسألة تغيير الصورة الذهنية عن مصر في الخارج، ولكني بشكل شخصي أتوقع بدء عودة السياحة في أكتوبر المقبل، وذلك بالتزامن مع استمرار الحملات الترويجية في الأسواق المختلفة، عدا الإيطالي والروسي والإنجليزي.



* ما هي نتائج مشاركة مصر في معرض موسكو السياحي؟
 كان هناك إقبال كبير من المواطنين الروس، الذين أبدوا رغبتهم الشديدة في معاودة زيارة مصر، وكانوا يوجهون لنا أسئلة عن موعد استئناف الطيران، لكن القرار روسي بالأساس، ولكني كنت سعيدا بالشعور الإيجابي لدى الشعب، ويبقى القرار السياسي. 

* وماذا عن الوفود الأمنية التي تزور مصر وآخرها الوفد الروسي لشرم الشيخ؟
استقبلنا في الفترة الماضية أكثر من 15 وفدا أمنيا، ولم نخفي شيئا أو نمنعهم من الاطلاع على أي إجراء نتخذه، وللعلم فقد أكدت جميع الوفود على أن الإجراءات الفنية الموجودة في مطارات شرم الشيخ والغردقة هي إجراءات جيدة، حظيت بإشادة الجميع، بدليل أننا لدينا قنوات اتصال مستمرة معهم على مستوى القيادات السياسية ومنظمي الرحلات وشركات السياحة، ولكني في النهاية أبقى جهة فنية سياحية وليست سياسية.

* ما هي أحدث خطواتكم بشأن استعادة الحركة من السوق العربي؟
أجمعت شركة العلاقات العامة العاملة مع الهيئة، وشركة إدارة الأزمات التابعة لها، على أهمية التوجه نحو السوق العربية، لتعويض خسارتنا في التراجع الأجنبي، كما وجدنا الأشقاء العرب أكثر تفهما للأوضاع الوظروف المحيطة بالمنطقة، وبأمن واستقرار مصر مقارنة بدول الجوار، لهذا فنحن سنشارك بكثافة في فعاليات الملتقى العربي بدبي، الذي يقام نهاية الشهر الجاري من 25 إلى 28، ولدينا جناح بالملتقى على مساحة 415 مترا، وبنحو33 شركة وفندق، إضافة إلى بعض المحافظات السياحية، ومصر للطيران وإير كايرو، كما تشارك مصر بوفد رسمي يضم وزير السياحة ومحافظي جنوب سيناء والبحر الأحمر، ورئيس هيئة التنشيط، ونستهدف من المشاركة زيادة حركة السياحة العربية.



* وهل شهدت الحركة العربية ارتفاعا خلال الفترة الماضية؟
 الارتفاع بلغ 3% خلال الربع الأول من العام الجاري، وذلك بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث استقبلنا 387 ألف سائح عربي، منهم 24% من الأردن، والكويت 13%، لبنان 30%، المغرب 16%، ومن السعودية 10%، والإمارات 15%، لكنها زيادة لا تعبر عن عودة الحركة العربية، فهى ارتبطت بفترة الذروة، وأود أن أوضح أن الحركة العربية سوف تتراجع قليلا في رمضان، ولكنها ستعاود الارتفاع فيما بعد.

* تحدثت كثيرا عن إعادة هيكلة المكاتب الخارجية.. إلى أين وصل هذا الملف؟
نجري تقييما دوريا كل ثلاثة أشهر، وكل عام، لكافة المكاتب، ومن يصلح يستمر في عمله ومن لايصلح يتم مراجعته، وربما استبعاده، "يعني هييجي يقعد في الديوان"، ولدينا في الهيئة العديد من القرارات التي تتخذ بشأن مكاتب خارجية، بناءً على التقارير التي ترفع من رئيس قطاع السياحة الدولية، المسئول الأول عنها، ثم يتم رفعها للوزير، لأخذ قرارات الإنهاء أو المد، وغيره، وأي شكوى أو مخالفة مالية تتم إحالتها فورا للجهات الرقابية المعنية.

* وماذا عن المكاتب المغلقة والمزمع إعادة فتحها؟
 لدينا 11 مكتبا في الخارج، بعد أن أنهت الهيئة تعاقد إيجار مكتبيها ببولندا وإسبانيا، وتم غلقهما تماما، بينما يتبقى مكتب السويد الذي ينتهي عقد إيجاره العام المقبل، ورفض المالك إنهاء التعاقد حاليا، لتقرر الهيئة أن يتولى مكتب لندن الإشراف على مكتب السويد حتى انتهاء عقده لغلقه، طبقا لسياسة توفير النفقات، وأوضح أن المخصصات المالية لكل مكتب أغلق، تتبع مكتب الإشراف حاليا، ولم تزد أي مخصصات سوى 5 ملايين دولار طلبت شركة العلاقات العامة زيادتها لميزانية الحملة الترويجية، نظرا للظروف المحيطة.


* بالحديث عن شركة العلاقات العامة "جي دبليو تي" كيف تقيم أدائها حتى الآن؟
 أنا غير راض عن أداء شركة جي دبليو تي، ووقعت التوقيع معها كنت رئيسا للهيئة ولا يجوز لي أن أكون داخل اللجنة الفنية المشكلة لتقييم ملفات الشركات المتقدمة، لأنني أوقع القرار الأخير بالاعتماد من جهة الهيئة، وذلك حفاظا على الشفافية، وأضطررنا للتوقيع لأنها كانت صاحبة أقل عرض مالي "22 مليون دولار"، وإذا اخترنا غيرها نصبح مرتشون، ثم وبعد التوقيع طلبت من الشركة الدولية سرعة الأداء والجدية في العمل وأن تمنح مصر أقصى ما لديها من طاقة وجهد، كما طالبتها بأفكار جديدة للدعاية والتسويق، لأنني أمر بظروف استثنائية، تتطلب عمل استثنائي، خاصة وأنها شركة كبيرة لديها 250 مكتبا حول العالم، واليوم أرى أن الأداء ليس على المستوى المطلوب، ولكني أسلم لهم ملاحظاتنا ونتخذ إجراءات وفقا للقانون، الذي يسمح لي بإبداء أي ملاحظات.

* كيف تابعت فضيحة مكتب ألمانيا الذي أهان السائحين بجملة "تعالوا زوروا مصر عليكم اللعنة"؟
 أراه خطأ فنيا تم تضخيمه، وكان عبارة عن جملة خاطئة كتبت على الإعلان الموضوع بمعرض في فيينا، وتم تداركه وإحالة الأمر للتحقيق، كما تم توجيه إنذار شديد اللهجة لشركة العلاقات العامة، دون توقيع أي جزاء مالي، فالخطأ الوحيد الذي وقعت به هو عدم مراجعة الإعلان قبل تسليمه للمكتب، واكتفينا بتوجيه إنذار شديد اللهجة لها.

* أيهما كان تأثيره أقوى على الحركة السياحية.. حادث الطائرة أم الباحث الإيطالي؟
 حادث الطائرة أثر بشكل كبير، وكان ضربة قاسمة للقطاع السياحي، لكن مقتل ريجيني لم يؤثر بنفس الحجم، فقد كانت الحركة متوقفة بطبيعة الحال، كما أن السياحة الإيطالية ظلت في التوافد على مصر ولكن بأعداد أقل، بينما الطائرة الروسية أوقفت خطوط طيران وأسواق كاملة، وانحسرت السياحة الروسية والإنجليزية بالكامل عن شرم الشيخ، وأجلت شركتي توماس كوك وإيزي جيت العودة لمصر حتى أكتوبر المقبل، أي أن تداعيات الحادث لا تزال مستمرة.



* لماذا لم يسافر وفد رسمي من الهيئة إلى موسكو حتى اليوم؟ 
ــ نبذل مجهودات يومية مضنية، لتوضيح الأمور وتصحيح الصورة الذهنية، ولكننا نواجه لوبي إعلامي قوي جدا، وهو ما أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أننا مستهدفين، ونحتاج لجهود دولة من هيئات ووزارات وإعلام، أي نحتاج لمجهودات مشتركة لمواجهة الحملة الشرسة التي تبث ضدنا لتشويه صورة مصر، وإذا كنا نتحدث عن تأثير فعلي لحملة ترويجية دولية، فنحن بحاجة لنحو 70 مليون دولار للتعاقد مع شركات عملاقة ووسائل إعلام متخصصة في توجيه الصور الذهنية.

* هل تجد معوقات في العمل سببتها القوانين والتشريعات والقرارات السيادية؟
 بالفعل نجد ذلك، فقد أبلغت المستشار القانوني لوزير السياحة السابق بضرورة تعديل القرار الجمهوري الخاص بإنشاء هيئة التنشيط، حتى يسمح لمجلس إدارتها باتخاذ قرارات تعطي مرونة في العمل، ويتم تجاوز القوانين واللوائح المعطلة، والتي تغل أيدي مجلس الإدارة، وأهمها تحويل مجلس الإدارة نفسه إلى هيئة استشارية في حالة الأزمات، لها الحق منفردة في اتخاذ القرار، وكذا طرحنا تحويل إدارات التخطيط إلى إدارة مركزية، متواجدة بشكل أكبر ولها صلاحيات، ولكنها لا تتبع الهيئة، وتختص الأخيرة بإقامة المعارض والترويج والحملات الدولية، كما طلبت تخفيض عدد موظفي الهيئة من 850 موظفا إلى 350 فقط، يمكنا الاستفادة منهم بشكل أكبر، وبروح المجموعة وليس "عرض الرجل الواحد".

* وماذا عن شغل المناصب القيادية بالهيئة؟
لدينا لجنة للقيادات، وسوف تنعقد قريبا، لوجود 6 درجات وظيفية فارغة، منها قطاعات السياحة الداخلية والدولية والشئون المالية، وسيتم دعوة المتقدمين لشغل المناصب، عن طريق إعلان بإحدى الصحف القومية.



 وجهت اتهامات عديدة لبعض المكاتب الخارجية، ومنها مكتب ألمانيا، فكيف تعاملت مع الأمر؟
 الهيئة أحالت مظروفا مغلق يتضمن كل الاتهامات الموجهة للمكتب، إلى الجهات الرقابية العليا، وهى صاحبة الحق الوحيد في التصريح بكون المكتب مخالفا من عدمه، وكذا توقيع العقوبة المناسبة على مدير المكتب إن صحت الاتهامات، فنحن جهة إدارة وليست جهة تحقيق، غير أنها تتبع هذا الأسلوب مع كل المكاتب الخارجية التي تصرف لها اعتمادات من خزينة الدولة، وليس مكتب ألمانيا فقط، وعن نفسي فأنا غير راضي عن أداء المكاتب الداخلية، ولا الخارجية، وكذا الهيئة نفسها، ولكن الظروف التي تمر بها السياحة، تجعله مجبرا على توفير مناخ جيد تستطيع من خلاله هيئة التنشيط تحقيق الأهداف المرجوة منها.

* ما هو تقييمك لمبادرة "مصر في قلوبنا" التي اتخذتم قرارًا بتمديدها؟
مباردة مصر في قلوبنا كان لها جوانب إيجابية عديدة، منها أن 85 ألف مصري استفادوا منها في الرحلات الطويلة، و20 ألفا في رحلات اليوم الواحد، وعمل بها 600 شركة، و200 فندق ومركب عائمة، لكن نتيجه تضخم الأعداد، فإن الدعم المادي لم يكفي، ففي بداية المبادرة شارك 5 آلاف فرد، ثم ارتفع العدد إلى 100 ألف، فحصلنا على موافقة من مجلس الإدارة بسداد مستحقات الشركات، ومد المبادرة إلى 31 مايو بنفس الآلية السابقة، ثم اتخذنا قرارا آخر مع تزايد الطلب، برفع الدعم إلى 61 مليون جنيه، ومد المبادرة إلى 30 سبتمبر، بآليات جديدة، منها تخفيض الدعم إلى 250 جنيها، لبرامج شرم الشيخ، التي تستحوذ على نسبة 70% من الدعم، وهنا أود أن أوضح أنني لست معنيا بآليات التنفيذ والأسلوب، بل المعني بها هي غرفتي الفنادق والشركات، فنحن فقط نصرف دعما بناءً على مستندات رسمية، تتم مراجعتها ماليا، وأي عضو في الغرفتين له الحق في المشاركة بالمبادرة، كما أوضح أننا وقعنا عقود ملزمة للطرفين، بحيث لو ثبت بالدليل القاطع أي تلاعب بالدعم المنصرف، تتم إحالته للنيابة العامة، وبشكل عام فإن المبادرة هي عملية سياسية وترويجية واجتماعية، حافظت على 20 ألف عامل من التشرد، علاوة على رفع نسب الوعي السياحي، وفي الأخير نحن إذا صرفنا في المبادرة 86 مليونا جنيه، فهى توازي 9 ملايين دولار، علما بأني أحيانا أقوم بحملة مشتركة مع منظم رحلات أجنبي تكلفني مليون ونصف المليون دولار.

* وهل تستمر نفس المناطق المستهدفة في المرحلة الثالثة بالمبادرة؟
بالطبع، سيتم الإبقاء على نويبع وطابا، والأقصر وأسوان، بدعم 500 جنيه، فيما سيقل دعم شرم الشيخ إلى 250 جنيها، كما سيتم خفض دعم الإسكندرية، والفيوم، والقاهرة من 50 جنيها، إلى 20 جنيها، وبالمناسبة أذكر أن مستحقات الشركات حتى 10 أبريل تبلغ 56 مليون جنيه، ومن 11 أبريل حتى 30 مايو، 30 مليونا، وسوف يتم الاتفاق على الآليات الجديدة، ما يعني أنه المطلوب من الهيئة 86 مليون جنيه، وحتى 30 مايو المقبل سوف يقتصر السداد على صندوق السياحة.