على عكس الدعاية الضخمة التي أعدت له، والترويج بشكل كبير، جاء معرض الإسكندرية للكتاب متواضعًا وفاقدا للبريق الذي يليق بمعرض تنظمه الهيئة العامة للكتاب، وإن كان التنظيم جيدا إلى حد كبير، ومساحة المعرض تتناسب مع كونه معرضا إقليميا، إلا أن إدارة المعارض بهيئة الكتاب لم تتعلم من الأخطاء السابقة التي حدث بمعارضها المختلفة، حيث أعرب العديد من الناشرين عن استيائهم الشديد لعدم وجود دورات مياه بالمعرض، وهو الأمر الذي يضع أمام رواد المعرض وجمهوره بشكل عام والناشرين المشاركين بالمعرض بشكل خاص علامة استفهام كبير.
فالمعرض يبدأ من العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساء وفق ما صرحت به الهيئة المصرية العامة للكتاب، الحل العبقري جاء صريحا ومباشرا وبلا تردد من ممدوح بدوي مدير المعارض بهيئة الكتاب، "أن من يريد أن يدخل إلى دورة المياه يمكنه أن يدخل إلى كافيتريا أو كافيه ويشرب شاي بجنيه ويقضي حاجته ثم يعود مرة أخرى إلى المعرض"، مثل هذه الكلمات التي خرجت من رجل يفترض أنه مسئول عن تنظيم المعارض وإن كانت تحمل في طياتها النية الحسنة، إلا أنها تعبّر عن مدى اللا مبالاة وعدم القدرة على تفهم الطبيعة البشرية، وأن دورات المياه وجودها لا يقل أهمية عن وجود الكهرباء، والسؤال لرئيس هيئة الكتاب، هل يمكنك أن تدخل إلى كافيه كلما احتجت إلى دورة المياه؟ وإلى متى ستترك التفاصيل الصغيرة تشوه المجهود الذي نقدره جميعًا ونعلم أنه متميز ومختلف عن ما سبق، وإن كانت دورات المياه أزمة حقيقية إلا أنها لما تكن السلبية الوحيدة الموجودة بالمعرض، فالعديد من الكتب التي صدرت حديثًا عن هيئة الكتاب تغيبت عن المعرض وهي نفسها المنظم للمعرض والتي تشكو من قلة المبيعات وأن الكتب تطبع ولا تحقق مبيعات، ولا نود هنا ذكر أسماء كتب بعينها إلا أن محرر "البوابة نيوز" قام بالجولة كاملة داخل المعرض وبحث عن الكثير من العناوين التي تأكد له وللمسئولين بهيئة الكتاب أنها لم تأت من القاهرة وأن هناك العديد من الكتب ستصل إلى المعرض بعد أيام من انطلاقه، وهذا ما يتنافى مع الإعداد والتنسيق الجيد لمعرض دولي أو محلي تشرف عليه هيئة لديها موارد غير محدودة وامكانيات كبيرة جدًا مثل الهيئة العامة للكتاب، كما أن العرض الذي قدمته إحدى "فرق الباندات"، خلال فعاليات الافتتاح وهو ما يتنافى تمامًا مع الفعل الثقافي، في حين أن مثل هذه الفعاليات الثقافية تشارك بها فرق التراث وعروض التنورة التي تساهم في تشكيل الزوق العام، ويبدو أن الهيئة لم تجد فرق تراثية أو فرق تنورة وفنون شعبية واستعراضية فأرادت أن تنقذ الموقف بفرقة "طبلة وطرومبيطة وسفارة" لا علاقة لها بالتراث الثقافي.
معرض الإسكندرية للكتاب في دورته الرابعة والتي تستمر حتى الرابع من مارس الجاري، افتتحه الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، بحضور الدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب، ونائب رئيس الهيئة الدكتور محمود الضبع، وعادل المصري رئيس اتحاد الناشرين ومحافظ الإسكندرية بمشاركة 74 دار نشر.
