الثلاثاء 04 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أكتوبر.. نصرُنا وهزيمتهم!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن النصر في المعركة الخالدة في تاريخ البشرية في السادس من أكتوبر لعام 1973 م مجرد انتصار عسكري في معركة حربية بين جيشين، بقدر ما كان انتصارًا حقيقيًا لقوى الخير الراغبة في الخير السلام وإعمار الأرض والأمن في الحياة، على كل قوى الشر الباطشة المتعطشة للدم والخراب والهدم والفساد.
نعم.. كان انتصار أكتوبر المجيد، نصرًا عسكريًا كبيرًا وعظيمًا ومبهرًا، ولكنه كان أيضًا نصرًا روحيًا ودعمًا ربانيًا، وفخرًا حقيقيًا لكل مصري وعربي ومسلم.
كما أنه كان – ولا يزال - يحمل في طياته رسالة للأجيال المتعاقبة أنه على المرء أن يعمل ويأخذ بكل المتاح من الأسباب البشرية، ثم على الله تعالى المعونة والنصر والتوفيق والسداد.
وهو عين ما حدث في هذه المعركة العظيمة الجليلة والتي لم تكن القوى فيها متكافئة أبدًا، فقد كانت مصر ومعها سوريا، وبعض الدعم العربي في جانب، والعالم كله في الجانب الآخر، يقف خلف منبع الشر في العالم "إسرائيل"، حتى لقد وُضعتْ الترسانة العسكرية الأكبر في العالم – بما في ذلك السلاح النووي-، وهي ترسانة السلاح الأمريكي، تحت إمرة وتصرف اليهود، وعملت كل أجهزة استخبارات الدنيا ضدنا، ومع ذلك كله وغيره لم يستطيعوا بكل ما أوتوا، أن يوقفوا زحف الجندي المصري البطل والذي يحمل سلاحه على كتفه وينطلق كالأسد الهصور نحو فريسته لينهشها نهشًا، ليحرر أرضه ويحمي ويصون عِرضه، ويسترد كرامته ويضمد جراح وطنه.
لم تستطع كل جحافل جيوش الدنيا بما تملك من قوة، أن توقف جند مصر البواسل من الزحف لتحرير أرض الفيروز المقدسة، وما ذلك إلا لكوننا تسلحنا بالإيمان والعلم والمعرفة وتوكلنا على الرب الجليل فأعاننا، وكان معنا.. ومَِن كان الله معه فمَن يضره؟!
نعم.. لقد كان يوم السادس من أكتوبر للعام 1973 م – ولا يزال - يومًا مجيدًا في حياة كل مصري وعربي ومسلم، يحق له أن يفخر بما حققته قواتنا المسلحة العظيمة وجنودها البواسل – خير أجناد الأرض وأشدها بأسًا- من نصر مؤزر كسرت فيه أنف ذلك العدو المتغطرس، ولقنته درسًا لن ينساه أبد الدهر، فلا يزال اليهود إلى هذه الساعة تمتلئ قلوبهم عليهم رعبًا وفزعًا من ذكر اسم جيش مصر العظيم.. فتحية لهذا الجيش العظيم ولجنوده البواسل وضباطه الأبطال وقادته العباقرة.
نعم.. كان نصرًا عظيمًا مؤزرًا يفخر به كل مصري وعربي ومسلم، ولكنه على الجانب الآخر، كان هزيمة ساحقة ماحقة لكل مَن تخندق في خندق الأعداء!
فلم يكن نصر أكتوبر العظيم، هزيمة ساحقة لليهود وقوى الشر في العالم فقط، ولكنه كان هزيمة لمعسكر آخر اختار بمحض إرادته أن يكون في خندقهم وفي صفهم وأن يكون أداة من أدواتهم وتابعًا ذليلًا لهم.
كان هذا المعسكر التابع الذليل، هو الجماعات الدينية كلها، والتي اعتبرت أن هزيمة اليهود هزيمتها وانكسارهم انكسارًا لها فحزنوا لحزنهم وعانوا لمعاناتهم!
نعم.. لقد اعتبرت كل الجماعات الدينية - وعلى رأسها الإخوان والسلفية- أن نصرنا الجليل في السادس من أكتوبر هزيمة حقيقية لها!
ذلك أن هؤلاء المجرمين كانوا في أثناء المعركة وبعدها – ولا يزالون - يقفون في خندق الأعداء ويدعون على جيش مصر العظيم بالهلاك ويدعون لجيش اليهود بالنصر والتمكين!
نعم.. لقد كان هؤلاء المجرمون – ولا يزالون - يضعون أيديهم في أيدي إخوانهم من إخوان القردة والخنازير، للدرجة التي لم يستطيعوا معها – وهم يعيشون بين المصريين- أن يخفوا حزنهم الشديد لانتصار مصر المؤزر على اليهود ومَن وراءهم، كما كانوا من قبل أعلنوا عن فرحتهم بل وشماتتهم في هزيمة مصر في الخامس من يونيو عام 1967، وأقاموا الأفراح والليالي الملاح! داخل السجون وخارجها.
لقد كان هذا الفرح بهزيمة مصر والحزن لهزيمة إسرائيل بعدها، أمرًا مستقرًا عندهم، ومبنيًا على أسس أيديولوجية اصطنعوها واخترعوها ونسبوها للدين وهو منها براء، وأقاموا عليها جماعاتهم، فكان الفرح بهزيمتهم والحزن لنصرنا، مؤسسًا على اعتقادهم في تكفير الأنظمة والشعوب والجيوش العربية عامة وجيش مصر العظيم منها خاصة، إذ يخصون جيش مصر بمزيد من السب والقذف والتكفير!
فجيش مصر عندهم: هو جيش طاغوتي كافر مرتد – حاشاه -!
وجيش اليهود الإرهابي عندهم: جيش محترم من جيوش أهل الكتاب!
وسيناء عندهم: هي حفنة من التراب النجس، أن تكون تحت أيدي أهل الكتاب أحب إليهم من أن تكون تحت أيدي المرتدين!
وعليه فقد كان تصنيفهم لواقع المعركة الدائرة على أرض سيناء الطاهرة المقدسة في السادس من أكتوبر: أنها معركة على حفنة من التراب النجس بين جيش مرتد كافر وهو الجيش المصري – وحاشاه- وجيش محترم من جيوش أهل الكتاب – حاشاه أيضًا عن الاحترام أو الكتاب -، وأن موقفهم – أي الجماعات الدينية من هذه المعركة، وعلى رأسها الإخوان والسلفيون- لا بد وأن يدعموا الجيش الكتابي على الجيش المرتد الطاغوتي الكافر! ويتمنون أن ينتصر الجيش الأقرب إليهم – وهو جيش اليهود -، فإن انتصر فرحوا وإن هُزم حزنوا، وهو واقع ما حدث فيما بين عامي 1967 م و1973 م.
نعم.. كان نصر أكتوبر المجيد، نصرًا مؤزرًا لكل مصري وعربي ومسلم  فهو نصرُنا، ولكنه كان في الوقت ذاته، هزيمة ساحقة وماحقة لليهود ومَن وراءهم من كل قوى الشر في العالم، وكان أيضًا هزيمة لكل الجماعات الإرهابية في مصر والعالم وعلى رأسها الإخوان الإرهابية وتابعتها الدعوة السلفية.
نعم.. إن يوم السادس من أكتوبر لعام 1973 م، هو يوم نصرُنا وهزيمتهم.