الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

للكراهية وجوه كثيرة

أميرة ملش
أميرة ملش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس الإخوان وحدهم من يعملون ضد الدولة والرئيس، وليس هم فقط من يكرهه ويحقد عليه ويتمنى سقوطه اليوم قبل غدا، تعدد الأسباب والكراهية واحدة، ولكل طرف مصلحته الخاصة التي هي بالتأكيد ليست مصلحة الدولة، الإخوان فقط هم المعرفون للجميع بوضوح وهدفهم معلن، هم يريدون كرسى الحكم ومصلحة الوطن والشعب آخر همهم، فليذهب الوطن وتبقي الجماعة، هذا هو شعارهم، والعيون كلها عليهم، والتركيز الأكبر معهم، وهو ما يمنح غيرهم الفرصة ليعملوا هم أيضا ضد مصلحة الوطن بحرية أكبر، ولكنهم لا يعلمون أن من ينظر للصورة كاملة- ومن بعيد قليلا- يراهم واضحين وضوح الشمس، ولعلهم أخطر من الإخوان ومن التيارات الإرهابية الأخرى، لأنهم يدسون السم في العسل، والأطراف الأخرى هي من أطياف سياسية ضد الإخوان، لكنها أيضا وفي الوقت نفسه ضد النظام الحالي، لأن النظام الحالي متمثلا في الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يعد أول حاكم بعد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يحظى بظهير شعبي كبير، فهو القائد المحبوب الذي انتخبه الشعب لأنه يرى فيه "المنقذ" الذي انتشل السفينة من الغرق، وحمى الوطن من الحرب الأهلية التي كانت على الأبواب، حاملا روحه على كفه في لحظة لن ينساها التاريخ.. بانحيازه لرغبة الشعب في الحرية والخلاص، وهذا الرئيس ما زال لا يلبي رغباتهم ولا يرضي طموحاتهم السياسية والاقتصادية.
وبوضوح أكثر، فإن أنصار الرئيس المخلوع مبارك- وأغلبهم انتخب الفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة الأولى بعد ثورة يناير التي ترشح فيها، وفاز بها في غفلة من الزمن الإخواني محمد مرسي، ووقف الجميع ضد الإخوان من ثوار يناير إلى أنصار مبارك وشفيق، وكانوا على قلب رجل واحد لطرده وتوحدت الأهداف وتصالحت المصالح لمدة عام واحد فقط، وقد يكون ذلك هو العامل الأهم الذي كان وراء نجاح ثورة 30 يونيو المجيدة، النسبة الأكبر من الشعب المصري كانت تريد "السيسي" رئيسا، فقد كان أحد هتافات ثورة يونيو "انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي"..
ولكن كان هناك من يريد غير ذلك، وعلي رأسهم أنصار "مبارك وشفيق" وهم الذين غضبوا بشدة بعد إعلان المشير عبد الفتاح السيسي- في هذا الوقت- الترشح لرئاسة الجمهورية، وعندما أصابتنا الدهشة من موقفهم كان بعضهم يتكلم بلسانهم ويقول: كنا نظن أن السيسي سيكتفي برتبة مشير وأن شفيق سيصبح رئيسا.. ولكنهم لم يعلنوا عدائهم للسيسي حين أصبح رئيسا، فهم "أجبن" من ذلك، بل أنهم أخذوا ينافقون السيسي والنظام وذلك في العلن، لكن اللي في القلب في القلب، فهم يضمرون الكراهية والحقد في الباطن ولعل الرئيس يعلم ذلك جيدا قبل أي أحد. 
وعن طريق رجال الأعمال المحسوبين علي زمن مبارك، بدأت الحرب الباردة بين رجال مبارك والرئيس، فإن بعضهم عمل منذ اللحظة الاولي ضد "السيسي"، وكانت البداية في انتخابات الرئاسة عندما منع هؤلاء موظفين وعمال شركاتهم ومصانعهم من الذهاب لصناديق الانتخاب في اليوم الاول بشكل غير مباشر، بعدم منحهم إجازة في هذا اليوم أو حتى ساعات قليلة للانتخاب، وعندما انكشف أمرهم اضطروا إلى منح العاملين إجازة للذهاب للانتخاب، وبعد فوز السيسي كانت لهم اتجاهات أخرى، فهم يتحكمون في البورصة واقتصاد البلد ومنهم من يملك أيضا قنوات تليفزيونية وصحفا، أو يتحكم فيها عن طريق الإعلانات، وأصبح الضرب تحت الحزام مكشوفا وواضحا.. كما أنهم يحركون اللجان الإلكترونية التي تتبعهم في انتقاد الرئيس السيسي والسخرية منه وبث سمومهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مع طلبهم الدائم بتكريم الرئيس المخلوع "مبارك" وكأنه لم تقم عليه ثورة شعبية في 25 يناير أجبرته على التنحي.. ولا أعلم- بصراحة- ماذا لو كان هذا الطرح مثلا تم تداوله في عهد الزعيم "عبد الناصر" وطالب أنصار الملك فاروق بتكريمه فما هو رد فعل "عبد الناصر" وقتها؟!
مع الحديث الدائم عبر مواقع التواصل عن أن "السيسي" ناكر للجميل لأن "مبارك" هو سبب ما هو فيه.. ولا أعرف كيف بصراحة؟! مع التلميح المتكرر بأن مصر في عهد "السيسي" من السيء للأسوأ، وأن عهد "مبارك" كان أفضل وخاصة فيما يخص حرية الرأي والتعبير حتي يقلبوا أنصار "السيسي" ومؤيديه عليه.. 
أي أن الاخوان ليسوا وحدهم من يكرهون السيسي.. فإن أنصار "مبارك" معهم في نفس الخانة وإن اختلفت المصلحة واختلف أسلوب الحرب عليه، كل على طريقته، هم يريدون نظام مبارك والإخوان يريدون نظام مرسي.، وغالبية الشعب المصري ومنهم ثوار وأنصار 25 يناير.. الذين هم وللأسف استطاع كارهو السيسي من رجال مبارك إحداث الوقيعة بينهم وبينه.، ومنهم شباب داخل السجن الان ليس لأن تهمة الخيانة والعمالة ثبتت عليه، ولكن لأنه تظاهر بدون تصريح.. وإذا كانوا خونة وعملاء كما يروج أصحاب المصالح الشخصية، فأين إذن ما يثبت ذلك من أوراق ومستندات؟ ولماذا قضيتهم التي هم مسجونون على ذمتها الان التظاهر فقط وليست قضية أخرى؟
أراهن دائما على أن الرئيس يعلم جيدا.. عدوه- وعدو الوطن- من صديقه.. وأن هؤلاء الشباب- ومعهم الأغلبية من الشعب المصري الذي يناصره ويؤيده في كل شيء- مصلحتهم الوحيدة هي مصر.. وهدفهم الوحيد هو تحقيق مصلحة الشعب كله.. وأنهم هم من يستطيع الدفاع عنه، لأنهم الظهير الحقيقي الذي يستند عليه.. وهم فقط من يقفون معه ضد الحاقدين ومن يريدون بهذا الوطن السوء.