رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"البيوت مش أسرار".. سناء تقيم 6 دعاوى خلع أملًا فى إصلاح حال زوجها

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جلست السيدة الخمسينية، بجلباب أسود أمام محكمة الأسرة بمنطقة الجيزة، يبدو وجهها مثل لوحة برع الزمان فى تشكيل ملامح الشقاء والبؤس عليه، تتمتم بكلمات غير مفهومة، فى يدها مجموعة من الأوراق، تحكم قبضتها عليها خوفًا من أن تفقدها، حين اقتربنا منها وسألناها عن سبب وجودها بالمحكمة ردت قائلة: «ما فيش حب بيدوم، ولا عشرة ولا أى شيء، بعد ٣٠ سنة من التعب تركنى زوجي، ليتزوج علىّ».
أكملت « سناء. د»، حديثها الذى خالطته الدموع: «تزوجت بطريقة تقليدية تماما، فقد كان أهلى يودون التخلص منى بأى طريقة على الرغم من أننى لم أكن وقتها قد تجاوزت السن المعقولة للزواج، لذا وافقوا على أول شخص تقدم لخطبتي، وكان يكبرنى بعدة أشهر، كنت ساعتها فى العقد الثانى من العمر، وسرعان ما تمت الخطبة، وسط حفل عائلى بسيط داخل منزلي، بعد وقت قصير اعتدت عليه، بعد أن أمطرنى بالكثير من كلمات الحب، حتى أصبح كل حياتي، وبذل كل ما فى وسعه حتى ينتهى من تجهيزات الفرح، وعمل فى أكثر من مجال واشترى العفش خلال عدة أشهر، وبعد عام من الخطوبة، ارتديت فستان الزفاف، واكتملت فرحتنا بوجود الأهل والأقارب، وانتقلت لمسكن الزوجية، الذى كان عبارة عن غرفة فى منزل أهله».
وأضافت: «الأيام الأولى من الزواج مرت كالحلم الجميل، فزوجى بجانبى طول الوقت يلبى كل احتياجاتي، وهذا كان سببا رئيسيا فى انزعاج أفراد أسرته، الذين لم يعد يهتم بهم، ما جعلهم يتعاملون معى بطريقة سيئة. مرت الشهور الأولى وأثمر زواجنا عن طفل يحمل ملامح والده، بعد عام آخر جاء المولود الثاني، وقد فرح زوجى كثيرا، لكن الأزمة كانت فى الظروف المادية القاسية التى نعيشها، وقد أخبرنى بعدم رغبته فى الإنجاب مرة أخرى، لكن إرادة الله كانت أقوى، فأصبح لدينا ٤ أطفال، ولم يعد قادرًا على الإنفاق علينا بسبب ضعف دخله، وبدأت المشاكل تعرف طريق غرفتنا، وبدأنا نتشاجر يوميا، كما تحملت سوء معاملة والدته وإخواته، وإهاناتهم المستمرة لي، ورضيت بضيق الحال وبالعيش ولو بجنيه واحد، لأننى أحببته ولم أشكوا فى أى يوم بل بحثت عن عمل لمساعدته، فاشتغلت خادمة فى البيوت، وفى كل يوم أعود للبيت حاملة معى الكثير من الألم نتيجة العمل الشاق، حتى لم أعد قادرة على الحركة بسبب الألم الذى أصاب ظهري، ودفعنى لإجراء عمليات جراحية، كى أستطيع أن أكمل حياتى».
تواصل الزوجة حديثها: «بعد ١٧ عامًا من العذاب اكتشفت أن زوجى تزوج علىّ عرفيًا من سيدة مطلقة، وأنجب منها ثلاثة أطفال، وتعلم أسرته بأمر زواجه، وأنا آخر من يعلم لأننى منشغلة بحياة أولادي، فطلبت منه أن يطلقنى وديا، لكنه رفض وترك لى البيت، فذهبت إلى محكمة الأسرة، وأقمت أول دعوى خلع، وتحت ضغط من أولادى تنازلت عن القضية، خاصة بعد أن انفصل عن زوجته الثانية، لكنه تجاهلني، ولم أعد أره سوى يومين فى الأسبوع، ثم بدأ يتعدى علىّ بالضرب أمام الأولاد الذى امتنع عن الإنفاق عليهم، وقد أصبحت العائل الوحيد لهم، مرت ١٠ أعوام وأنا أحاول أن أعيده لبيته رفعت خلالها ما يقرب من خمس دعاوى خلع، لكنى لم أكن أتوجه إلى المحكمة والمثول أمام القاضي، وكنت أتنازل عن بعض الدعاوي، ظنًا منى أن حاله سينصلح، لكن هذه المرة ستكون الأخيرة».