الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. الأقصريون يحيون ذكرى «طلعة رجب».. سيدات يوزعن "المنون والبسكويت" رحمة ونور على المتوفين.. والأوقاف: الاحتفالات عادة فرعونية قديمة

لأقصريون يحيون ذكرى
لأقصريون يحيون ذكرى طلعة رجب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحرص أهالي محافظة الأقصر، على الاحتفال الخاص بالمواسم والأشهر العربية، وارتبط معظم تلك الاحتفالات والعادات التي يتبعها مجموعة كبيرة من الأقصريين بزيارة القبور، وخاصة في أول جمعة من شهر رجب أو ما يطلق عليه "طلعة رجب".
ولا يوجد معلومات مؤكدة عن أصل عادة "طلعة رجب"، فالبعض روى أنها من أصل فرعوني والآخر رأى أنها جاءت بعد الإسلام عندما غير المصريون التاريخ من التقويم القبطي إلى الهجري والرأي السائد أنها من بقايا العصر الفاطمي، وأنها مرتبطة بالخامس عشر من رجب الذي يعتبر عن الشيعة من الأيام المستحبة والليالي والمفضلة.

وبين هذا وذاك فقد خرج عدد من أهالي الأقصر اليوم فرادى وجماعات منذ الفجر إلى المقابر أو كما تسمى "الجبانة أو القرافة" والبعض ذهب متأخرا واستمر حتى نهاية اليوم لزيارة موتاهم حيث يمكثون معهم الساعات فيما يطلقون عليه "جمعة رجب" .

وفي هذا اليوم تجد "القرافة" مزدحمة ومليئة بالأطفال والشيوخ والنساء ومن أهم العادات المصاحبة لهذا اليوم عند الأقصريين هو "الأقراص أو المنون" وهو اسم يطلق على نوع من أنواع الكعك أو الخبز المحلى يصنعه السيدات لهذا اليوم ويقومون بتوزيعه على الناس في "القرافة" ويقولون أثناء توزيعه (رحمة ونور) أي دعاء للميت الذي يوزعون عنه هذا الكعك.

كما يقوم نساء الأسرة التي توفى أحد من أفرادها بعمل " قُرص" وشراء فاكهة ويقمن بزيارة المدافن وقراءة الفاتحة لموتاهم كما يقوموا بتوزيع اللحم والكحك على الغلابة وتوزيع أموال لصاحب التربة " التربي" رحمة ونور على المتوفي.

ومن الطريف أن زيارة القبور قد تطورت أيضا مع الوقت حيث قالت مديحة عمران , 68 سنة أننا نقوم بتوزيع البسكويت والكاراتيه والبلح على الأطفال في الجبانة ونرش ماء الورد على القبر خلال الزيارة كمظهر من مظاهر الاهتمام بالمتوفى.

أما عن رأي الدين قال الشيخ محمود عبد العظيم بغدادي مدير إدارة أوقاف إسنا جنوب الأقصر, أنه لا يوجد سند في الدين عن طلعة رجب مشيرا إلى أنها عادة فرعونية تعود عليها المصريين منذ القدم فكان المصريون القدماء يقدسون الموتى، ويعتقدون في أشياء لا أصل لها شرعًا مثل "الخمسة عشر وأربعين الميت والسنوية والأسبوع" كما أنها تضيع فيها قدسية المقابر فتتحول إلى قناطر ونزهة وهذا يؤذى الموتى.

وأوضح بغدادي، في تصريح خاص , أن هناك العديد من البدع التي يفعلها بعض الناس في شهر رجب العظيم تفسده وتضيع أجره وتلك البدع تشمل صلاة الرغائب وصلاة أم داود في نصف رجب والتصدق عن روح الموتى في رجب والأدعية التي تقال شهر رجب وقيام العديد من الناس باللجوء إلى زيارة المقابر إلا أن الإسلام نهى عن فعل ذلك.

وحذر بغدادي من فكرة تخصيص زيارة المقابر في رجب فقط –علماً أن زيارة القبور لأخذ العظة والعبرة تكون في أي وقت من العام وليست محددة بيوم معين مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ؛ فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرا", مشيرا إلى أن هناك طوائف من الفرق المنتسبة إلى الإسلام يخصون زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- والبقيع شهداء بدر وأحد بالزيارة في رجب، إلا إنها تعتبر من البدع المذمومة بل أن بعضهم يغلو في تلك القبور حتى يقعوا في الشرك الصريح.

وأكد بغدادي على ضرورة أن يلجأ المسلمون إلى الدعاء والصلاة ونبذ العنف والتصدق والكف عن العادات التي تفسد الشهر العظيم، مؤكدا إنها بدعة، ومن يقوم بفعلها فهو آثم كما نهى الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام - عن زيارة القبور في العيد لانها تجدد الأحزان ما يتنافى مع حالة الفرح التي من المفترض أن يعيشها الناس في هذا اليوم.